الجمعة 2015/05/15

آخر تحديث: 13:07 (بيروت)

رجل الملابسات الغامضة(3): القصر يشتعل

الجمعة 2015/05/15
رجل الملابسات الغامضة(3): القصر يشتعل
التفت البطل إلى الوراء، سدد الطاهي سكينه نحوه، أصابه في طرف بطنه
increase حجم الخط decrease
بعد توطئة سلسلة "رجل الملابسات الغامضة"، التي ترتكز على سرد متخيل، يحاكي روايات الجيب المصرية واللبنانية، من ناحية الأسلوب والشكل والشخصيات، خصوصاً بطلها (كمال أدهم)... وبعد الحلقة الأولى والثانية من السلسلة، هنا الحلقة الثالثة، على أن تُنشر حلقاتها أسبوعياً، كل يوم جمعة.

رسم: ترايسي شهوان.

تحذير: الإستماع إلى الموسيقى المرافقة


انحرفت التويوتا السوداء نحو منزل (تامر حمدي). نزل (كمال) منها متثائباً بفمه المفتوح على منظر الأشجار العالية، التي تحيط القصر أمامه. تذكر المرة الأخيرة التي وقف فيها قرب البوابة، كيف أبعده الحارس عنها بأمر من والد (إيناس). يومها، ظن السيد (حمدي) أن ابنته تعاني من "حب الفقراء"، مثلما قال في حديث مع صديق من أصدقائه، فعالجها بمنعها من الالتقاء ببطلنا.

من بعيد، راقب (كمال) حارسيّ القصر، وبمسدسه، أطلق رصاصتين فوق رأس كل واحد منهما. تفرقا في الباحة، وحاولا أن يحددا مصدر النيران، لكنهما لم ينجحا. تقدم البطل وقفز من فوق حائط الحديقة، متسللاً نحو الباب الخلفي. حينها، سمع (حمدي) جلبة الحراس، فاعتقد أنهم يتعاركون بصوت مرتفع. أغمض عينيه وأكمل نومه.

دخل (كمال) والحارسان المنزل في الوقت نفسه، ومن جهتين مختلفتين. تخطى المطبخ، تخطيا غرفة الجلوس، فتلاقوا جميعهم في الصالون. إما أن يقتلهما البطل أو يقتلاه، لكنه، فضّل ربطهما بشريط لاصق.

هما الآن ملفوفان بالشريط، ومتروكان على الأرض. "ناما من أجلي"، قال (كمال) لهما، وتوجه نحو غرفة (إيناس) في الطابق الثاني.

خلال معركته مع الحارسين، وعندما طرحهما أرضاً، وقعت إحدى المزهريات الزجاجية وانكسرت. وعلى إثر ذلك، استيقظ الطاهي، الذي يغفو في غرفة فوق المطبخ. وفجأةً، ظهر وراء (كمال) الذي يهم بالصعود على الدرج إلى الطابق الأعلى، حاملاً سكينه بيده. التفت البطل إلى الوراء، سدد الطاهي سكينه نحوه، أصابه في طرف بطنه، فنزف، وجثا على ركبتيه. وما أن صاح (الشيف): "سيد تاممممررررر"، حتى ضربه (كمال) من الأسفل، وقد جاءت قبضته كأنها قنبلة. سقط الطاهي بالقرب من المزهرية، بدون أن يفلت السكين من يده.

وضع (كمال) يده على الشق الذي خلفته الطعنة في بطنه، ضغط، ومشى.

***

ارتجف السيد (حمدي) خوفاً، وبسرعة، انتقل إلى غرفة (إيناس) ليراها في سريرها، والنافذة خلفها مغلقة. جلس على الكرسي في حجرتها، وراح يراقب الباب. "ماذا لو دخل أحد؟"، بهذا السؤال، عاد إلى غرفة نومه، وجلب المسدس، ليرجع إلى غرفة نوم ابنته. فتح بابها، وإذ يجد (كمال) متحدثاً إلى (إيناس). تراجع قليلاً، وسمع.

- لقد عرفت أنك محتجزة هنا، أتيت لأخرج أنا وأنتِ من هذا القصر اللعين.
- لا، أنا لست مخطوفة، أنت هو المخطوف أبي...

ضحك (كمال) على الرغم من وجعه..
-  هاهاها كم أنتِ ظريفة...
-  لا أمزح، هيا، إبتعد عن طريقي قبل أن يأتي أبي ويرديك جثةً.

كالعادة، فوجئ بطلنا، وبالفعل ذاته، غضب.

غضبت، ورحت أفكر. لو أنني ذهبت إلى شقتي ونمت بدل أن أقف نازفاً في غرفة (إيناس حمدي). لكن، ماذا؟! هل أترك القصة تتعثر؟ طبعاً، لا، عليّ أن أقنع هذه الابنة بحبي قبل أن يفتح أباها الباب.

-(إيناس)، كدت أن أقتل بسببك؟
- ومن طلب منك أن تتدخل في شأني؟
- (إيناس)، ما بكِ؟ هل نسيتِ مَن أكون؟

نظرت الفتاة إلى عينيه، لم تعرفه. فتح (تامر حمدي) الباب ودخل الحجرة، مصوباً مسدسه نحو (كمال)...
- متى ستترك هذه الفتاة وشأنها؟ ألم تكتفِ بإفقادها الذاكرة؟ لقد قضيت عليها، ولا تزال ترغب في خطفها مني، إرفع يديك، وإياك أن تخطو صوبي، وإلا سأوقف المشهد عند موتك.

ثم التفت الأب صوب (إيناس) وأكمل:
-(إلهام)، عزيزتي، هذا هو المجرم الذي قتل والدتك، وها هو الآن يريد قتلك، إلا أنني سأنتقم منه أمامكِ.

صُعق (كمال) باسم (إيناس) الجديد، وبالقصة التي لفقها الأب لابنته. فما كان منه سوى أن اقترب من (تامر حمدي)، وبحركة خاطفة، ترك رصاصة من مسدسه في كتفه، فصرخ، ووقع.

وقع (تامر حمدي)، وقبل أن يغيب عن وعيه، كان (كمال) قد بارح الغرفة مع (إيناس)، فوصلا إلى السيارة. أدار البطل المحرك، وأطلق ضحكة عالية صاخبة كأنه سمع نكتة.

"كأن المشاهد، التي أؤديها، هي نفسها". قال (كمال)، فردّت (إيناس) عليه:
- أنزلني...
- آه، إني أنزف بشدة.
وقد بدت بقعة الدم كبيرةً على القميص.



الحلقة المقبلة: السر الفظيع

"المغامرة الكبرى"، "حرب في المسرح"، "موت ساعي البريد"، "إذهب بدوني يا (كمال)"، "انفجار السيارة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها