الجمعة 2015/04/24

آخر تحديث: 15:01 (بيروت)

رجل الملابسات الغامضة

الجمعة 2015/04/24
رجل الملابسات الغامضة
محاكاة وتحية لذاكرة ملايين القراء الأوفياء خلال النصف الثاني من القرن العشرين
increase حجم الخط decrease
"كمال أدهم" سيكون بطل سلسلة أسبوعية جديدة في "المدن"، بعنوان "رجل الملابسات الغامضة"، موعدها كل يوم جمعة، ولها طابع سردي متخيّل يرتكز على روايات الجيب المصرية واللبنانية، التي عرفت ذروة انتشارها عربياً خلال النصف الثاني من القرن العشرين وامتدّ تأثيرها عقوداً وأجيالاً... نذكر منها: سلسلة روايات الجيل الرومانسية، ورجل المهام الصعبة، وروايات عبير، وروايات أحلام وملف المستقبل وفانتازيا وغيرها. والإرتكاز هذا، عدا كونه تحية لذاكرة ملايين القراء الأوفياء آنذاك، فإنه الآن محاولة لتجريب قصصي، يحاكي في نصوصه الآتية مَشاهد وردت في تلك السلسلات، بل وحتى أسلوب الكتابة ووضع الأسماء العلم بين قوسين، الخ... وبالفعل نفسه، هو تجريب يوضح عناصرها الأساس، كالتبليغ الأخلاقي، والدعوة إلى الإيمان الديني، والإلتزام بالإنقسام الطبقي، بالإضافة إلى الدعاية القومية، ساعياً إلى صرفها عن مضمونها الأولي.

فصحيح أن وجود "الرجل الغامض" مسبوقاً بشخصيات أخرى مثل الشهير "ماجد شريف"، الذي كان مؤلفه مجدي صابر قد شبهه بـ"جيمس بوند الوطن العربي" بالإنطلاق من دوره كعميل مخابراتي، يقهر الأعداء ويطيح بالمافيات، حفاظاً على "سيادة الدولة المصرية". إلا أن "كمال أدهم"، على عكس "ماجد" أو "ممدوح" أو "علاء"، سيقصّ شأنه في سياق ملائم لحكايته، وبعيداً من أي تظهير إيديولوجي أو سياسي كبير له.

تجد الإشارة إلى أن سرديات (كمال أدهم) ستترافق، ابتداء من الحلقة الأولى يوم الجمعة المقبل وللحلقات كافة في "المدن"، مع أغنية أو قطعة موسيقية، يختارها/يولّفها الفنان رفيق مجذوب خصيصاً للحلقة المعنية، ويضيفها إلى حساب السلسلة في موقع ساوندكلاود. وبذلك، ستكون كل حلقة مرفقة بموسيقى كتابية، ندعو القارئ إلى الاستماع إليها على امتداد قراءته.
وهنا الحلقة التوطئة لسلسلة "رجل الملابسات الغامضة"..



أعزائي القراء، استعدوا، ستلتقون به.

مبهم، غريب، وملتبس. لغزه لا يُفكّ، سرّه عويص على الكشف، دائم الحرص على ودّه، ويعاقب بدم بارد. وحدها قصته حارة بسبب امتلائها بالمغامرة، والجرأة، والشجاعة، وطبعاً، طبعاً، الكبرياء.

(كمال أدهم)، تذكروا هذا الإسم، تمسكوا به، وإذا لم تفعلوا، فمن الصعب أن تنسوه. فهو، عندما تنتهون من قصته، سيقتفي خطواتكم خارجها، سيلاحقكم، سيتلصص عليكم، وإن أبصره أحدكم خلفه، أرجو ألا يدير وجهه نحوه، كي لا يختفي - أقصد كي لا يختفي أحدكم وليس بطلنا- برصاصة في الرأس، أو... بقبلة!

رجل البداية المثيرة والنهاية المُشوقة، يتمنى الموت على الدوام، لكنه، وعلى الرغم من ذلك، يظل حياً. طويل القامة، جلده خشن، تسريحة شعره الأملس عصرية، ولحيته حليقة. البعض يراه "أمير القبح"، والبعض الآخر، يصفه - ستتفاجأون - بـ"ملك الغواية". فالقلوب جميعها تنبض لأجله، خوفاً منه أو غراماً به.

أما، هو، فقلبه معلق بامرأة واحدة، إسمها (إيناس حمدي)، عفواً، (إلهام مالك)، وغضبه مصوَّب نحو (أشرف عزت)، عفواً، (تامر كريم). وبين تعليق القلب، وتصويب الغضب، الكثير من العشيقات:

"مالت ناهد نحو إلهام قائلةً:

-إن الحب يفضح نفسه، مهما حاولنا إخفاءه.

انقبض قلب إلهام، وقد أنبأتها غريزتها بأن ناهد تلمح إلى كمال، الذي كان يبدو واضحاً - بلا شك- في حديثها إليه، ونظراتها له، لكنها حافظت على تماسكها، وهي تقول في لهجة جافة:

-وما رأيك؟

هتفت ناهد باستنكار: رأيي في ماذا؟

غمغمت إلهام في صوت مرتجف، شديد الخفوت: رأيك في حبه".

أجل، لديه الكثير من العشيقات، ولكن... من الأعداء أيضاً:

ارتعدت شفتا قائد العصابة عاصم في تشنج حاد، واستدار نحو مساعده وحاجباه الكثيفان قد تعقدا في مشهد مخيف، وهتف: ماذا قلت أيها الأحمق... هل تسبب هذا الوغد وحده في قتل وإصابة ثلث رجالنا؟

زم المساعد شفتيه في قسوة قائلاً: أنت لم ترَ أي رجل قد صارعناه...إنه أشبه بشيطان لم أصادف مثيلاً له أبداً...إنه قادر ليس على قتال وخداع العشرات، بل على محاربة فرقة كاملة ويخرج منتصراً.

إستدار عاصم: ليس هناك رجل بمثل هذه المواصفات.

المساعد: أؤكد لك يا سيدي أنه... كمال أدهم في سلسلة رجل الملابسات الغامضة".

(الحلقة الأولى يوم الجمعة المقبل بعنوان: مطاردة الجرح)

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها