الأربعاء 2015/01/07

آخر تحديث: 13:19 (بيروت)

"في الغابة"... ميريل ستريب والطفولة والسحر والخرافة

الأربعاء 2015/01/07
increase حجم الخط decrease
لا تكف شركة ديزني لإنتاج الأفلام عن إبهارنا مهما تقدم بنا العمر واختلفت اهتماماتنا، فيظل هذا العالم وشخصيات قِصصه تنتقل من جيل الى جيل، لتُعطينا الكثير من جُرعات الطفولة الزائدة. فشخصيات هذا العالم المُبهر رافقتنا منذ نعومة اظافرنا. إنها شخصيات لم تتغير ولم تتطور، بل ظلّت حبيسة تلك القصص الخيالية التي كانت بالنسبة لنا مثالنا الأعلى في علاقاتنا الإنسانية كالصداقة والحبّ.

فماذا يمكننا القول عن فيلم "في الغابة" (2014) الذي جمع ابرز شخصيات قصصنا الطفولية في فيلم موسيقيّ واحد. هذة المرّة ابتدعت ديزني عن الأبطال الكارتونية كما في فيلم "فروزن" (2013) و"مونسترز يونيفرسيتي" (2013)، لتعود إلينا بفيلم فانتازي من الوزن الثقيل، خصوصاً بعد إنتاجها لفيلم "أوز: القويّ والعظيم" (2013)، بفيلم "في الغابة" من إخراج روب مارشال.

فيلم موسيقي فانتازي غنائي بخط كوميدي ورسائل إنسانية لا تنتهي. إنها القصص الخيالية الأكثر شهرة اجتمعت في هذا الفيلم "سندريلا" التي تتمنى الذهاب الى حفلة الأمير، "ذات الرداء الأحمر"، الفتاة الصغيرة التي تودّ الذهاب الى منزل جدتها في قلب الغابة، "جاك وحبّات الفاصوليا"، الصبيّ الشقيّ وحبات الفاصوليا السحرية التي تأخذه الى عالم العمالقة، و"رابونزيل" صاحبة الشعر الأصفر الطويل المحجوزة في برج ليس له ابواب. تتشابك هذه الشخصيات في حبكة اساسية واحدة حول الخباّز جايمس كوردن وزوجته إيميلي بلانت وامنتيهما بالإنجاب، فتتعسّر هذه الأمنية بعدما القت الساحرة الشريرة ميريل ستريب تعويذة قديمة. الحل لهذه التعويذة ليس بالبسيط، فالساحرة لها مطالب تعجيزية وعلى الزوجين تنفيذها، عبر الذهاب الى الغابة وإحضار اربعة اشياء: بقرة بيضاء كالحليب، شعر اصفر كالذرة، رداء احمر مثل الدمّ وحذاء من الذهب الخالص.

جميعهم في هذه الغابة سيعمل عل تحقيق امنياته. "في الغابة" فيلم يعود بنا الى مرحلة الطفولة حتى ولم يكن متوجها للاطفال فقط، فهو يجمع العائلة كلها. إنه عالم الجنيّات والخُرافة والعمالِقة والسحر. لهذا الفيلم لُغه موسيقية فريدة. فالأغاني التي بدت طويلة كان لكل منها رسالة معينة. كل تلك القصص المتشعّبة في الفيلم والتي الفناها منذ الصغر، بدت وكاننا نراها للمرة الأولى وكانها تُعاصر حاضرنا، خصوصا في قصة "سندريلا" فالأمير المُخلِص لا يبقى وفياً لحبّه لها، فكان الأمير الساذج الذي يغوي النساء اينما اتيحت له الفرصة.

سينمائياً، ابدع روب مارشيل، المُخرج وراء افلام غنائية شهيرة مثل "ناين" (2009) و"شيكاغو (2002). اما "في الغابة" فالتصوير كان ناجحاَ والديكورات اتت مُبهرة، لاسيما الإدارة الفنية من حيث الماكياج والأزياء المبهرة للعين. فكل مشهد كان آسراً وكأننا متواجدون معهم في الغابة. ويذكرنا كثيراً بالفيلم الغنائي "البؤساء" المُقتبس عن رائعة فيكتورهوغو من إجراج توم هوبر.

تمثيلياً، فمهما تكلّمنا على اداء الساحرة الشريرة ميريل ستريب لن نوفي تلك الممثلة القديرة حقّها. فهي الأقوى حضوراً والاجمل امام عدسة الكاميرا. فقد احسن المخرج روب مارشل إختيارها لهذا الدور. اداء يخطف الإنسان وحضور لا احد ينافسها عليه. هي الأكثر موهبة تمثيلياً وغنائياً. أداء خاص لهذه الممثلة التي كسرت الخط الدرامي لهذا الفيلم الطويل نسبياً، لتحملنا الى عالمها المشعوذ المجنون. اما جوني ديب الذي ادى دور الذئب، فمهما قصرت مدة ظهوره في الفيلم، فهو قادر ان بغوينا بحضوره وحركات جسده وتلك الكاريزما المخبأة وراء شانب وذيل الذئب الملعون. اما إيميلي بلانت زوجة الخبّاز كانت الزوجة المثالية الحذقة التي تسعى وراء ما تريد مهما بلغ الامر. وكريس باين فكان الأمير فعلياً، بجاذبيته ووسامته وغنائه الكوميدي الهستيري خلال الفيام.

هذا الفيلم مقتبس ايضاً عن مسرحية شهيرة بالعنوان نفسه، قدمت غنائياً في العام (1986) وعرضت على مسرح برودواي وفازت بجائزة التوني. 
"في الغابة" ختم مهرجان دبي الدولي، سيجمع العائلة صغاراً وكباراً، بقصصه الخيالية التي تتلاءم مع حاضرنا. رسائل الحب والوفاء والصداقة والقناعة، هو خلطة سحرية بين الموسيقى والشعر الغنائي. هنا السعادة ليست لمدى الحياة ولكنها كنز ان اقتنعنا به، اصبح ملكنا للأبد.


‘’ Into the woods”
في جميع الصالات اللبنانية
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها