وهذا قلق دائم. لكنه أقرب إلى صدمات كهربائية، يوجهها المعتصمون والمتظاهرون إلينا، في كل مرة يتحركون، كما لو أنها استكمال لعملهم أو مهماتهم. فالمتظاهر يتظاهر ويصرخ ويؤلف شعارات.. ويلوم غيره. على أن هذا اللوم ليس بلا فائدة أو نتيجة. اذ نبدو نحن المتقاعسين دائماً محرجين لأننا لم نقم بما يعتبر انه واجبنا، خصوصاً إذا حُمِّل غيابنا فشل التحرك في الوصول إلى أهدافه.
لا مهرب من هذا القلق في كل مرة نسمع فيها عن سعي لتنظيم تظاهرة. وهذا دليل عافية، على ما يمكن أن يُقال، إذ لا زلنا نشعر بـ"جدوى" هذا الفعل، وبـ"إنتمائنا" إلى مشكلات هذا البلد. لكنه قلق لا يغير شيئاً عملياً. فهذه سنة الحياة: ناس يحبون أن يتحركوا وآخرون لا يحبون.
واذا كنا نحن الذين لا نحب التظاهر والتجمعات الحاشدة ولا الجموع نحترم، بحسب حالة كل منا طبعاً، خيار الآخرين، يُفترض بهؤلاء أيضاً أن يحترموا خياراتنا، إن لشعورنا بالاحباط أو اعتقادنا بعدم وجود منفعة فردية وعامة لكل ما يحصل، أو لقلة مروتنا، أو لانتمائنا، في الاجتماع والسياسة، إلى "كواكب ومجرات أخرى". وهذه الدعوة تهدف، من بين أمور أخرى، إلى تحفيز الأخوة النشطاء على ايجاد تفسيرات أكثر ابداعية، اذا أمكن، لعدم تحقيقهم لأهدافهم وأهدافنا.
وما يبقى ملتبساً هو علاقتنا بـ"النظام الطائفي". وهذا إلتباس لا يُفسر ولا يغيره شيء، كما لا شيء يغير هذا النظام وناشطيه غير الطائفيين، ولا مجتمعه المدني أو أحزابه.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها