الثلاثاء 2024/03/12

آخر تحديث: 11:07 (بيروت)

بليدا الحدودية: قرية الشهداء والبيوت المدمرة

الثلاثاء 2024/03/12
بليدا الحدودية: قرية الشهداء والبيوت المدمرة
تجاوزت البيوت المدمرة كلياً أكثر من خمسين (المدن)
increase حجم الخط decrease

الناقورة، الضهيرة، علما الشعب، مروحين، عيتا الشعب، بنت جبيل، عيترون، مارون الراس، رميش، بليدا، ميس الجبل، حولا، كفركلا، كفرشوبا، وغيرها من بلدات الحافة الأمامية في الجنوب، ترتبط أسماؤها بالغارات والقصف الإسرائيلي المتواصل، منذ الثامن من تشرين الأول من العام 2023.

16 شهيداً
تقدم هذه البلدات المتداخلة مع فلسطين، ولعدد منها أراض لا تزال محتلة، الشهيدات والشهداء، من الكبار والأطفال، الذين ارتوت بدمائهم الأرض العطشى لعودة أبنائها النازحين قسراً، والتواقين إلى بيوتهم وزرعهم.

بلدة بليدا، في قضاء مرجعيون، تحدها عيترون جنوباً، وميس الجبل شمالاً، تتصدر قائمة الشهداء والمشهد العسكري اليومي، حيث حمل أبناؤها جثامين شهدائها الواحد تلو الآخر على أكتافهم إلى مثواهم الأخير، في المقبرة، التي يفصلها منخفض صغير، عن موقع الاحتلال الإسرائيلي في " بياض بليدا"، الذي يستهدف بشكل شبه يومي من جانب حزب الله، منذ بداية "حرب الإشغال والإسناد لغزة".

لا تقتصر شهادة أبناء بليدا وأرحامهم التي بلغت ستة عشرة شهيداً، ابتداء من تاريخ العدوان، على الاستشهاد في تراب بلدتهم، لكن الشهادة لاحقتهم أمس الأول إلى مكان نزوحهم، في بلدة خربة سلم. فدمرت الطائرات الإسرائيلية منزلاً على رؤوس عائلة مؤلفة من أربعة أفراد، هم جعفر مرجي وزوجته الهام فقيه وولديهما الشابان، حسن وعلي، أستاذ مادة الفيزياء في مدارس المهدي. لتشطب بذلك هذه العائلة عن سجلات النفوس كاملة وكأنها لم تولد من قبل.

سبق هذه المجزرة بحق أفراد من بليدا مجزرة مماثلة وأكثر بشاعة، فاستهدفت مسيرة للعدو سيارة إبنة بليدا هدى حجازي، بين بلدتي عيترون وعيناثا، في الخامس من تشرين الثاني الماضي، فسقط بداخلها والدتها سميرة عبد الحسسن أيوب المتحدرة من عيناثا وبنات هدى، ريماس محمود شور (14 عاماً) تالين محمود شور (12 عاماً) وليان محمود شور (10 اعوام) فيما أصيبت الوالدة بجروح بالغة.

ضم تراب بليدا الشهيدات من آل شور ووالدهم من عيترون، إلى جانب جدتهم سميرة أيوب، في المقبرة التي تضم جثامين 15 شهيداً من أصل 16، بعدما دفن أحدهم في بيروت.

لم تنحصر خسائر بليدا، التي يبلغ عدد المسجلين في نفوسها نحو عشرة آلاف فرد، ويتألف مجلسها البلدي من 15 عضواً، بالإضافة إلى مجلس اختياري، بالشهداء المدنيين والمقاومين، غالبيتهم من عناصر حزب الله، إلى جانب عنصرين من حركة أمل، فتعدى ذلك إلى تدمير بعض الأحياء بأكملها. وتجاوزت البيوت المدمرة كلياً أكثر من خمسين منزلاً، وتضرر المئات إضافة إلى خراب مكابس الحجارة ومزارع الدجاج وكروم الزيتون ومواسم التبغ، التي تشكل مورد الرزق الوحيد لمئات العائلات.

يفتخر أهالي بليدا بصدارتهم للشهداء والزود عن الجنوب، إلى جانب بلدات وقرى أخرى، مثل عيتا الشعب التي قدمت 12 شهيداً، وحولا 9 شهداء، وميس الجبل 5 شهداء، وعيترون 8 شهداء وسواها.



المختار ضاهر
تفتحت عينا مختار بلدة بليدا حسين ضاهر، على أحاديث كبار السن من بلدته، الذين كانوا يسردون، بداية المواجهات بين مجموعات من شبان بليدا وعصابات الهاغانا الإسرائيلية، العام 1948.

وقال ضاهر، في عام "النكبة" الذي شهد تهجير الفلسطينيين عن ديارهم، حاولت مجموعات من العدو الإسرائيلي التسلل إلى حدود بليدا، تزامناً مع المجزرة التي ارتكبتها في حولا المجاورة. مضيفاً، لقد أخبرني عدد من شبان البلدة ممكن شاركوا في التصدي لهذه العصابات، إن 18 شاباً من بليدا، من الفلاحين والمزارعين، انبروا لمواجهة القوات الإسرائيلية، فتوزعوا على ثلاث مجموعات، حيث اشتبكوا مع قوات العدو بما توفر لديهم من سلاح متواضع وردّوهم على أعقابهم. لافتاً إلى أن موقع الاحتلال الإسرائيلي الحالي، المعروف باسم " بياض بليدا"، موجود على أرض محتلة تابعة لبليدا.

ويتابع ضاهر لـ"المدن"، إن ما يجري اليوم من عدوان على بليدا وجاراتها، هو سياق عدواني مزمن. مؤكداً بأن بليدا تفتخر بشهدائها وشهيداتها، سواء المقاومين أو المدنيين الأبرياء، الذين ضحوا بأنفسهم من أجل صمود وانتصار خيار المقاومة في فلسطين ولبنان .

ولفت المختار ضاهر، أن بلدة بليدا تعرضت في العام 1974 لقصف مدفعي، سقط على إثره أربعة شبان من أبنائها وجرح 12 آخرين، من بينهم أنا شخصياً، وبقيت أتعالج شهرين في مستشفى الروم في بيروت

وشدد ضاهر على أن كل الخسائر المادية، من دمار منازل ومؤسسات وتلف مزروعات، تهون أمام دماء أبناء البلدة الذين سقطوا، وشيعنا أربعة منهم اليوم، هم عائلة جعفر مرجي المؤلفة من زوجته أحلام فقيه وولديه علي وحسن.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها