الأربعاء 2024/03/27

آخر تحديث: 16:16 (بيروت)

الهبارية تودع شهداءها السبعة ملفوفين بالعلم اللبناني

الأربعاء 2024/03/27
الهبارية تودع شهداءها السبعة ملفوفين بالعلم اللبناني
المجزرة الإسرائيلية استهدفت مسعفين تابعين لـ"جمعية الإسعاف اللبنانية" (Getty)
increase حجم الخط decrease

أحمد وحسين قاسم الشعار، توأمان، ولدا قبل تسعة عشرة عاماً، واستشهدا ودفنا توأمين، في لحظات تشبه ولادتهما شبهاً تاماً، فكان بين استشهادهما دقائق.

التحف جثمانا أحمد وحسين، تراب قريتهما الهبارية، في أقصى جنوب الجنوب، إلى جانب رفاقهما وأقاربهما في العمل الإنساني التطوعي، الشهداء عبدالله عطوي، محمد الفاروق عطوي، براء أبو قيس، عبدالرحمن الشعار، و محمد حمود، لينضموا جميعهم، إلى شهيد آخر من البلدة، سقط قبل أسابيع، بغارة إسرائيلية، هو محمد إبراهيم.
فالشهادة في بلدة الهبارية، إحدى قرى العرقوب، في منطقة حاصبيا، التي يحرسها جبل الشيخ، وتلال كفرشوبا وشبعا، منغرسة بين أبنائها المقاومين والأسرى منذ بداية سبعينيات القرن الماضي، فشكلت مع جاراتها الحضن الحصين والمنيع، للعمل الفدائي الفلسطيني اللبناني، منذ أواخر الستينيات.

الجسم الإسعافي
المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل، بعد منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء، بحق الجسم الإسعافي في الهبارية، وسقط بنتيجتها سبعة مسعفين بعمر الورود، تابعين لـ"جمعية الإسعاف اللبنانية"، الذين كانوا يقومون بواجبهم تجاه المصابين والمرضى من أهالي المنطقة، لم تكن الأولى بحق الفرق الإسعافية في الجنوب، لا سيما الهيئة الصحية الإسلامية، التي سقط منها سبعة شهداء، ضمن معركة الإسناد لغزة التي ينفذها حزب الله، منذ الثامن من تشرين الأول 2023.
على وقع إطلاق صواريخ الكاتيوشا الغزيرة، على مستوطنة كريات شمونة، في الشمال الفلسطيني المحتل، تولاها حزب الله، رداً على المجزرة، سار حشد من المشيعين وراء النعوش السبعة، التي لفت بالعلم اللبناني، وقد صلى على جثامينهم مفتي حاصبيا- مرجعيون الشيخ حسن دلي، بحضور عوائل الشهداء ونواب وفعاليات حزبية واجتماعية.

وقالت جمعية الإسعاف اللبنانية، التي ينتمي إليها الشهداء ويعملون في صفوفها متطوعين، إنّ الغارة استهدفت مبنى، يستخدمه جهاز الطوارئ والإغاثة الذي يخضع لإشرافها.
وأضافت: "نعتبر أنّ هذا الاستهداف هو جريمة نكراء بكل المعايير وانتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية".

بلدية الهبارية
وأكد رئيس بلدية الهبارية أيمن شقير لـ"المدن" أن الهبارية اعتادت على ممارسات العدو الإسرائيلي الإجرامية، وقدمت منذ سبعينات القرن الماضي شهداء وشهيدات، زوداً ودفاعاً عن أرض الجنوب وفلسطين.

وقال إن كلمات وعبارات الإدانة لا تكفي، لأن هذا العدو لا يجد من يردعه سوى المقاومة وأبناء هذه الأرض، أرض الزيتون. مؤكداً وقوف البلدية إلى جانب أهلها وخصوصاً عوائل الشهداء الثكلى.

أبناء العرقوب
من جهتها، نددت "هيئة أبناء العرقوب" بمجزرة الهبارية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني. وأكدت في بيان لها أن هذه المجزرة التي ارتكبت بدم بارد إنما تؤكد الطبيعة الاجرامية لهذا العدو الذي لا يميز في لبنان كما في فلسطين، وخصوصاً في غزة، فيستهدف الطواقم الطبية وعناصر الإسعاف والدفاع المدني. متوجهة بآحر التعازي لعوائل الشهداء والجمعية الطبية وكل أهالي العرقوب.

الجماعة الإسلامية تنفي
ونفى المكتب الاعلامي لـ"الجماعة الإسلامية" في بيان ما يتم تداوله، من أن مركز جمعية الاسعاف اللبنانية المستهدف بغارة إسرائيلية "تابع للجماعة الاسلامية". والحقيقة أن المركز يخص الجمعية المذكورة ولا صلة أو علاقة لها به.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها