الأحد 2024/02/25

آخر تحديث: 13:46 (بيروت)

"ستيريو كواليس" الميناء: إحياء الفنون في المجتمع الطرابلسي

الأحد 2024/02/25
"ستيريو كواليس" الميناء: إحياء الفنون في المجتمع الطرابلسي
"ستيريو كواليس"، وكان يُعرف بـ"سينما راديو" (المدن)
increase حجم الخط decrease

في آخر شارع "يعقوب اللبان"، المعروف بـ"مينو" الميناء، نصل إلى "ستيريو كواليس"، وكان يُعرف بـ"سينما راديو" التي أغلقت أبوابها سنة 1995.

هنا، داخل هذا المبنى القديم، قام مركز "رُمان" الثقافي قبل أشهر، بتجديد هذه الجوهرة التاريخية في ميناء طرابلس، وحولها إلى مسرح للفنون التعبيرية، يستضيف فرقًا موسيقية من داخل لبنان وخارجه.

لـ"سينما راديو" تاريخ عريق في ذاكرة طرابلس السينمائية، كما يروي عنها المخرج اللبناني هادي زكا، في كتابه "العرض الأخير سيرة سيلَما طرابلس". حيث تأسست سنة 1952، على يد توفيق رملاوي وجان عبدو روادي، في بناية كان "يملكها النائب فؤاد البرط الذي كان من المساهمين الكبار في بنك إنترا".  

فما قصة "ستيريو كواليس"؟
في حديث لـ"المدن"، يخبرنا محمد التنير، عضو مؤسس والمدير الفني في "رُمّان"، بأن مشروعهم انطلق من نظرتهم للفن وأثره، كأداة تساهم في تغيير المجتمع ونموه، وكمساحة للأفكار والإبداع.

بدأت "رُمّان" نشاطها في المدينة، منذ نحو أربع سنوات. وفكرة تأسيسه كانت للمساهمة بملء فراغ في طرابلس والميناء بالمساحات التي تدعم الموسيقيين، مقابل حصرها لعقود في بيروت وضواحيها.

وضعت "رُمّان" على قائمة أهدافها، محاولة كسر المركزية في بيروت، وإعطاء مساحة للموسيقيين للتمرن والعرض، على خشبة "سينما راديو". وفي إطار أوسع، دعم القطاع الثقافي المستقل في المدينة، والسعي لتعزيز استقلاليته من أي تبعية.

ولتحقيق هذا الهدف، كان لدى "رُمّان" وفق التنير، عدة مقاربات. أولًا، ضرورة خلق مساحة تدعم الموسيقيين وتسمح لهم بتطوير مهاراتهم وتنظيم عروض موسيقية لموسيقيين من طرابلس ولبنان أو من خارجه. ثانيًا، أن تصل العروض الفنية لأوسع شريحة من المجتمع، سواء عبر أن تكون مجانية، أو مدفوعة بمبالغ رمزية. ثالثًا، تعزيز حق الوصول إلى المساحات العامة كحق للأفراد، وغيرها من الأهداف.

الموسيقار التونسي منير طرودي


يعتبر التنير أن مشروعهم لا يمكن أن يكون مفصولًا عن هموم بيئتهم وقضاياها في المجتمع المحلي. لذا، يسعى "ستيريو كواليس" أن تتمحور عروضه حولها أو تكون مستلهمة منها.

كما يتحدث عن تحدي تراجع الدعم للمساحات الثقافية، وهو ما تضاعف بعد الحرب في غزة وامتدادها على جنوب لبنان. ويقول: "حصلنا مؤخرًا على منحة من صندوق آفاق، كما حصلنا على أخرى سابقًا من المركز الثقافي الفرنسي، وفي العام الماضي حصل رُمان على منحة من مؤسسة هولندية أيضًا. وذلك تكاملًا مع مشروع "ورشة 13" الذي أسس مشروع "مرسح" قبل أشهر".

في مطلع شهر شباط، استضاف "ستيريو كواليس" الموسيقار التونسي منير طرودي، في حفل جذب العشرات، ومزج الشعر الصوفي مع الجاز الالكتروني والتأثيرات الصوتية البدوية، وغيرها من الحفلات، إضافة إلى تحضيره لبرنامج موسيقي مطلع كل شهر، ويقوم بالإعلان عنه عبر منصاته الالكترونية.
يقول التنير: "إن قطاع الفنون والثقافة يعلب دورًا هامًا في نهضة المدن، اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، وهو ما نسعى إليه في طرابلس، خصوصًا بعدما تحولت الميناء إلى قبلة للسياحة والفن والثقافة". والتنير الآتي من بيروت، وهو يعمل منذ سبع سنوات مع مؤسسة المورد الثقافة، يتحدث عن اكتشافه لخزان من المواهب في طرابلس والميناء، و"هي كفيلة أن تحدث نهضة في المدينة على شتى المستويات".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها