السبت 2023/04/15

آخر تحديث: 09:21 (بيروت)

تأهيل ساحة مار مخايل:واحة للسير والإسترخاء في المدينة

السبت 2023/04/15
تأهيل ساحة مار مخايل:واحة للسير والإسترخاء في المدينة
يهدف المشروع إلى إعطاء الأولوية للمشاة على احتياجات سائقي السيارات(المدن)
increase حجم الخط decrease

ما إن تصل إلى تقاطع أرمينيا/غورو وباستور في منطقة الجميزة - بيروت، حتى تطالعك حفاراتٌ عديدة تعملُ بشكلٍ متواصل طيلة ساعات النهار. قد يظنُّ المارة أنَّ الأعمال القائمة هدفها إصلاح شبكات المياه أو مدّ كابلات الإنترنت مثلا، أما المفاجأة فهي أنَّ مشروعاً يُنفذ يحملُ إسم "ميدان مار مخائيل" أو "  Mar Mikhael Piazza"، والهدف منه استحداث ساحة وتوسيع الأرصفة من أجل تسهيل حركة المشاة وإعطائهم الأفضلية في المنطقة ووضع مقاعد للاستراحة وسط مساحة خضراء.

يهدف المشروع اللافت للإنتباه في هذا التوقيت الإقتصادي الصعب، والذي يستمرّ العملُ به حتى شهر تموز المقبل، إلى تحويل المنطقة إلى مركز حيوي وجذاب للمجتمع المحلي والزوار على حد سواء.

أما على صعيد البنية التحتية، فإنَّ الأعمال القائمة هدفها أيضاً تحسين شبكة تصريف مياه الأمطار وصيانتها، مع وجود خطة لزرع أعمدة إنارة على الطاقة الشمسية بالتعاون مع "Light For Lebanon"، وهي مجموعة من مصممي الإضاءة الذين يحاولون إنارة وإحياء المناطق التي تبقى في الظلام بسبب انقطاع التيار الكهربائي المستمر.

الفكرة وتمويلها
تحمل مبادرة مشروع "ميدان مار مخائيل" توقيع مختبر المدن في الجامعة الأمريكية في بيروت (URBI)، وتمّ تصورها من قبل الراحل حبيب دبس الذي توفي في شباط وصممها بالتعاون مع شركة فريديريك فرنسيس. ويحظى "ميدان مار مخائيل" بدعمٍ من "architect for Beirut" وهي مبادرة من قبل مهندسين معماريين جمعوا تبرّعات من بلدان عديدة بعد إنفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020 من أجل إعادة إعمار المدينة. كذلك، فإن جمعيات عديدة ساهمت بالتمويل مثل "fondation de France" و "UN-Habitat " وشركة "AICS”.

تقولُ المهندسة المعمارية ومنسقة مشروع ساحة مار مخايل، سينتيا بو عون لـ"المدن" أنّه "كان من المقرر تنفيذ المبادرة في العام 2021 خلال فترة إعادة تأهيل المنطقة بعد انفجار المرفأ. تعاونا مع المختار وحصلنا على التصاريح من البلدية، ولكن للأسف كان علينا التوقف لأن أعمال البنية التحتية كانت تجري في المنطقة نفسها. وبعد مرور عامين، أعلمتنا البلدية بأنّ الأعمال لن تُنفّذ، فعدنا وقدمنا تصاريح جديدة تمت الموافقة عليها، وبدأنا العمل على أرض الواقع".

أكثر من مساحة خضراء
تشير بو عون إلى أنّ المشروع القائم لا يهدفُ حصراً إلى التجميل عبر زراعة الأشجار وإضافة المقاعد للمارّة، بل يهدف لمنع وصول المركبات إلى شريان حيوي، مشيرة إلى أن "الهدف من ذلك هو إعطاء الأولوية لاحتياجات المشاة على احتياجات سائقي السيارات".

تؤكد بو عون إلى أنه "سيظلّ بإمكان السيارات التجوّل في شوارع أرمينيا وباستور، ولكن سيتم إعطاء الأولوية للمشاة، كاشفة أنّ الطرق مغلقة حالياً لتنفيذ الأعمال، ولكن سيتم إعادة فتحها في وقت لاحق". وتضيف "ما يجب معرفته أيضاً هو أنّ الطرق وأماكن وقوف السيارات ستصبح أضيق، لتوسيع الأرصفة وتحسين حركة المشاة. وقد تم اعتماد الخطط بعناية لتلبية احتياجات وقوف السيارات وإضافة مواقف جديدة في بداية شارع باستورعلى بعد بضعة أمتار من المحلات التجارية. وقد أخذنا بنصائح  خبراء المرور من شركة TMS Consult".

الأهالي.. بين الرفض والقبول
في جولة ميدانيّة قامت بها "المدن" في المنطقة لاستطلاع رأي الأهالي حول المشروع تبين أن هناك وجهات نظرٍمتحفظة على المشروع وأخرى مؤيدة. فمن جهته، قال صاحبُ متجر في المنطقة ويقيم فيها: "لقد تعرضنا للانفجار وتداعياته، والآن هذه الورشة جعلت الأمور أسوأ. قطعوا رزقنا لأنه لم يعد بإمكان الزبائن الوصول إلينا بسبب الأعمال القائمة"، وأضاف: "نتأمل أن  ينتهوا قريباً من الأعمال علّ الأمور تتحسّن".

في المقابل، أعربت سلوى عن سعادتها بالمشروع قائلة: "عندما علمت بما ستشهده المنطقة، فرحت جداً. أنا أحتاج إلى المشي دائمًا للحفاظ على صحتي، ومفيد جداً أن نجد مساحة خضراء للاسترخاء فيها ".

وكما بعض الكبار، كذلك الصغار متحمسون للمشروع، كحال الطفل روي المتحمس لانتهائه لأنّ الميدان الأخضر المقترح يعني بالنسبة إليه اللعب بحرية من دون الخوف من السيارات.

في الإنتظار، يبدي سائقون امتعاضهم من زحمة السير الخانقة في المنطقة المكتظة أصلاً بالسيارات، وانزعاجهم من تضييق فرص إيجاد مكان لركن السيارات هناك.

وتعليقاً على ذلك، تؤكد بو عون أنّ "خوف وقلق الناس طبيعي"، وتضيف "نستوعب تماماً الانزعاج من الورشة القائمة، ونعي تماماً مخاوف اللبنانيين من الأعمال التي تستغرق وقتاً طويلاً لكي تنتهي.. ولهذا السبب، كان لدينا حرصٌ كبير على الإسراع بإنجاز الورشة والانتهاء منها في شهر تموز كحدّ أقصى".

كذلك، تلفت بو عون إلى أنّ الدراسات تؤكد أن وضع المنطقة سيتحسن بعد شهور على تنفيذ هذا المشروع، كما أن بيع المحال التجارية سيزداد.

 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها