الأحد 2023/12/10

آخر تحديث: 12:30 (بيروت)

كوارث 2023: مشاهد مرعبة لم تشهدها البشرية لزمن طويل

الأحد 2023/12/10
كوارث 2023: مشاهد مرعبة لم تشهدها البشرية لزمن طويل
تسبب زلزال تركيا بمقتل ما يقارب من 60 ألف شخص (Getty)
increase حجم الخط decrease

شهد عام 2023 الكثير من الكوارث الطبيعية التي خلّفت مئات الآلاف من الضحايا والمشردين، وتسببت بدمارٍ مهول وحالة رعب غير مسبوقة، ومشاهد لم تألفها البشرية منذ عقود. نستعرض لكم في هذا التقرير أسوأ الكوارث الطبيعية التي شهدتها المعمورة في العام الذي أوشك على نهايته.

زلزالا تركيا والمغرب
ضرب زلزال في شباط المنصرم، جنوب شرقي تركيا قرب الحدود السورية وأجزاءً واسعة من شمال وغرب سوريا، شعر به سكان لبنان والعراق ومصر واليونان وقبرص وأرمينيا، وقُدّرت شدته بـ 7.8 درجة، وتسبب بمقتل ما يقارب من 60 ألف شخص، وبأضرارٍ جسيمة للمباني على سطح الأرض.

هذا الزلزال هو الأكبر الذي تشهده تركيا منذ قرنٍ على الأقل، وقع على عمق عشرة كيلومترات بالقرب من مدينة كهرمان مرعش بجنوب تركيا، تلاه وقوع 17 ألف هزة أرضية ارتدادية.

وفي المغرب، ضرب زلزال بشدة 7.2 درجات على بعد حوالى 70 كيلومتراً جنوب غربي مراكش، شعرت به مناطق واسعة بالشمال والشمال الشرقي للمغرب، وامتد الشعور به إلى مناطقٍ في الجزائر وإسبانيا والبرتغال.

الزلزال اعتُبر الأعنف في تاريخ البلاد وخلف آلاف الضحايا بين قتلى ومصابين. وقد قدّرت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إمكانية وصول الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الزلزال إلى نحو ثمانية في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

إعصار "أوتيس" في المكسيك
اجتاح ساحل المكسيك المطل على المحيط الهادئ، في تشرين أول المنصرم، إعصار مرعب من الفئة الخامسة، بلغت سرعة الرياح بسببه نحو 270 كيلومتراً في الساعة، ووصلت سرعة الزوابع المصاحبة له إلى 330 كيلومتراً في الساعة، ما تسبب بمصرع 50 شخصاً وتشريد عشرات الآلاف.

تضرر 274 ألف منزل و600 فندق جراء الإعصار "أوتيس"، وقد أُصيبت 80 في المئة من الفنادق في منطقة أكابولكو التي تعتمد أساساً على السياحة، بأضرارٍ جسيمة.

فيضانات ليبيا والصين
تسبب الإعصار "دانيال" الذي ضرب أجزاء مختلفة من شرق ليبيا، في شهر أيلول المنصرم، باشتداد هطول الأمطار في مدينة درنة التي يبلغ عدد سكانها 120 ألف نسمة. ووقعت الكارثة عندما تسببت الأمطار الغزيرة في انهيار سدين عند منبع النهر الواحد تلو الآخر، ما أدى إلى إغراق المدينة بكمياتٍ كبيرة من المياه.

أدت الفيضانات لمقتل ما يقارب 20 ألف شخص، وتشريد عشرات الآلاف وتحويل درنة إلى مدينةٍ منكوبة. وحسب منظمة "اليونيسف"، نزح أكثر من 16 ألف طفل في شرق ليبيا عقب الفيضانات الناجمة عن "أعنف عاصفة مسجلة في تاريخ أفريقيا".

أما الصين، فقد شهدت بدورها في شهر آب المنصرم، في بكين والمناطق الشمالية للبلاد، فيضانات قاتلة وأمطاراً غزيرة قياسية، جرفت المنازل وألحقت أضراراً ببنى تحتية من بينها طرق وجسور وإمدادات للطاقة.

وفي العاصمة بكين، تسببت الفيضانات والأمطار الغزيرة بمصرع العشرات، ونزوح أكثر من 52 ألف شخص، وإغلاق نحو 100 طريق جبلي. كما أُلغيت أكثر من 200 رحلة طيران وتم تأجيل ما يقرب من 600 رحلة جوية في مطاريّ العاصمة.

حرائق مروّعة
بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع درجات حرارة الأرض، شهد هذا العام حرائق مهولة أتت على مساحاتٍ كبيرة من الغابات والأحراش. فواجهت اليونان حريق غابات هائل في منطقة إيفروس هو الأكبر خلال العشرين عاماً الماضية وبقي مستعراً لمدة أسبوعين تقريباً. وأتى الحريق، الذي اندلع في 19 آب المنصرم، على أكثر من 292587 هكتاراً من مساحة الغابات التي قيل إنها أكبر من مدينة نيويورك.

وعاشت كندا هذا العام أكثر مواسم حرائق الغابات تدميراً على الإطلاق في تاريخها. إذ شهدت عدداً قياسياً من حرائق الغابات، بلغ عددها 5500 حريق، وأتت على مساحة 13.4 مليون هكتار من الغابات والأحراش. وامتد تأثير هذه الحرائق إلى الولايات المتحدة، فأصدرت دائرة الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية تحذيراً، يشير إلى مستوياتٍ عالية من تلوث الهواء بسبب دخان حرائق كندا، وبالتالي وجود مخاطر صحية على المقيمين في ولايات نيويورك ونيوجيرسي وبنسلفانيا وفيرجينيا ومساحاتٍ واسعة من جنوب وغرب الولايات المتحدة.

وكانت الأجزاء الشمالية الغربية والوسطى من تركيا في أواخر آب المنصرم، مسرحاً لحرائق غابات خطيرة، أتت على حوالى 2650 هكتاراً من الغابات و1430 هكتاراً من الأراضي الزراعية.

إضافةً إلى ذلك، عانت ولاية هاواي الأميركية من مأساة في آب المنصرم، عندما دمرت حرائق الغابات مدينة لاهاينا التاريخية. ولقي ما لا يقل عن 115 شخصاً حتفهم في الكارثة، فيما أصدر الرئيس الأميركي جو بايدن إعلاناً بوقوع كارثة كبرى بجزيرة ماوي، حيث تقع لاهينا، لكون ما حدث يُعدّ من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ هاواي.

موجة جفاف غير مسبوقة في سريلانكا
ومع عدم كفاية هطول الأمطار في النصف الأول من عام 2023، واجهت سريلانكا أكبر موجة جفاف في تاريخها هذا العام، تركت 150 ألف شخص في 10 مناطق في البلاد من دون الحصول على مياه الشرب الآمنة.

هذا الوضع أثر سلباً على حياة ما يقرب من 50 ألف مزارع، فيما قال وزير الزراعة السريلانكي ماهيندا أماراويرا إنّ 37 ألف فداناً من حقول الأرز قد دُمرت بسبب موجة الطقس الجاف.

سنة كارثية في الولايات المتحدة
وعانت الولايات المتحدة من أكبر عدد من الكوارث المناخية على الإطلاق هذا العام، حيث تسببت حرائق الغابات والعواصف الشديدة في إحداث دمارٍ واسع من هاواي إلى فلوريدا.

وتعرضت البلاد لـ23 كارثة طبيعية في عام 2023، وهو أعلى رقم منذ أن بدأت "الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي" في حفظ سجلات الكوارث المناخية عام 1980. وتسببت هذه الكوارث الـ23 في أضرارٍ بأكثر من 57.6 مليار دولار ومقتل ما لا يقل عن 253 شخصاً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها