الجمعة 2020/06/12

آخر تحديث: 00:17 (بيروت)

الدولار يؤجج الشارع.. والجمهور الشيعي يطالب برأس رياض سلامة

الجمعة 2020/06/12
increase حجم الخط decrease
اجتاحت دراجات أنصار "شيعة شيعة" وجمهور ثنائي حزب الله وحركة أمل وأبناء الضاحية الجنوبية لبيروت، مشهد الاحتجاجات في العاصمة.
لم تأت هذه الدراجات هذه المرة للانقضاض على الثوار وناشطين ونشاطات ثورة 17 تشرين، بل لمؤازرتهم. فأكلت المشهد بلحظات، من خلال هتاف "شيعة.. سنية.. كـــ إخت الطائفية" ثم "إسلام.. مسيحيي.. كـ إخت الطائفية". كان هذان الشعاران كفيلان بإبعاد جموع العناصر الأمنية عن جسر الرينغ، وفتح أبوابه أمام الموكب الضخم الذي ضمّ مئات الدراجات النارية.. لتؤكد حناجر من عليها أنها "مع اللبنانيين، نحن منهم ومعهم، جعنا كما جاع الجميع"!!

حضر هؤلاء وانضمّوا إلى سائر الناس، بعد أن أشبعوهم ضرباً واعتداءات طوال الأشهر السبعة الأخيرة: "لسنا هنا من أجل زعيم ولا طائفة ولا أي شعار سياسي، نحن من أجل لقمة العيش، الدولار بات بـ5000 ليرة ولا نريد الموت جوعاً". 5 أيام فصلت الاعتداء الأخير على ناس ساحة الشهداء يوم السبت الماضي، وانضمام جمهور الثنائي إلى مطالب الناس والاحتجاج على الأوضاع الاقتصادية ليل الخميس-الجمعة. ودفع هذا المشهد بعض المشاركين في التحرّكات إلى استذكار الأيام الأولى من ثورة 17 تشرين الأول، حين شارك جمهور الثنائي في الاحتجاجات قبل أن يتحوّل إلى الخصم الأول للثورة، نتيجة قرار حزب الله والمواقف العلنية المتلاحقة لأمينه العام.

والمشهد الأبرز أيضاً، أنّ القوى الأمنية لم تتدخّل لفتح طريق، أو قمع المتظاهرين في بيروت ومختلف المناطق. عكس مناسبات لا تحصى عمدت فيها العناصر الأمنية إلى سحل المحتجّين وضربهم وفتح الطرق بالقوة، الأمر الذي يترك علامات استفهام حول أداء هذه الأجهزة ودوافعها.

تصويب على سلامة
اللافت في حضور جمهور الثنائي أنه لم يطلق أي هتاف ضد الحكومة، لكن بقي شتم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من المسلمّات. فكان قالب هذا التحرّك محصور بعناوين، شتم الطائفية وسلامة، ولا ثالث لهما، مع إصرار على البقاء في الاحتجاج لحين حلّ الأزمة الاقتصادية. أو ربما لحين صدور قرار سياسي وتنظيمي معاكس.

الأجواء نفسها طغت على الاحتجاجات التي حصلت في الضاحية الجنوبية، عند طريق المطار والمشرفية والأوزاعي والحدث. ضد سلامة والطائفية، أما الحكومة ومن فيها ومسؤوليتها عن الانهيار الحاصل فلا إشارة إليها ولا إلى فشلها. وقد يكون ذلك مؤشراً واضحاً للضغط الذي حاول الثنائي تصويبه على حاكم مصرف لبنان، وتحميله وحده ارتفاع سعر صرف الدولار وانعكاسه على سائر الأوضاع المعيشية والاقتصادية.
وكانت مجموعات من الشبان قد عمدت إلى قطع طرقات عدة في الضاحية، بالإطارات المشتعلة وحاويات النفايات، قبل أن ينطلق المشهد إلى بيروت وساحاتها.

تصويب على الحكومة
بعيداً عن أجواء جمهور الثنائي الشيعي، كان ناشطون وناشطات من 17 تشرين ومجموعاتها قد تداعوا إلى اعتصامات متنقلة منذ بعد ظهر الخميس. فانتقلوا بين الرينغ والصيفي ومقرّ جميعة المصارف ووسط بيروت، قبل أن يعودوا إلى نقطة "برج الغزال" ويقطعوا الطريق فيها. فتجمّع المئات من المحتجّين بأقل من ساعتين ردّدوا فيها شعارات الثورة وهتافات إسقاط حكومة دياب والسلطة والمحاصصة التي تتعامل فيها في مختلف الملفات.

وكان شعار الإطاحة بدياب أساسي في هذه التحرّكات، نتيجة فشل الأخير في إدارة الأزمة الاقتصادية في البلاد، لا بل تفاقمها نتيجة الانهيار الحاصل لليرة اللبنانية. ورحّب الناشطون بمشاركة جمهور حزب الله وحركة أمل في التحرّكات، على اعتبار أنّ "الجوع واحد، والفقر واحد، تماماً كما فشل السلطة واحد". وهو الأمر الذي رفض أنصار الثنائي التعليق عليه. فانطلق هؤلاء في مسيرة للدارجات باتجاه مصرف لبنان، حيث كرروا شعارات إسقاط سلامة والتنديد بالسياسات المالية لدقائق، قبل أن يعودوا أدراجهم باتجاه وسط بيروت.

وفي المناطق أيضاً
وكما في بيروت، قُطعت الطرق أيضاً في أغلب المناطق التي سبق أن أكدت رفع شعارات الثورة. فكانت جلّ الديب وجونيه وجبيل على الموعد مع الاحتجاج والمطالبة بإسقاط السلطة. وكذلك الحال في مناطق مختلفة من إقليم الخروب، حيث تم قطع الأوتوستراد الذي يربط بيروت بصيدا عند السعديات والجية. وامتدّت حركة الاحتجاجات جنوباً، فشهدت صيدا قطع طرقات وتجمّعات ومسيرات احتجاجاً على ارتفاع أسعار الدولار. أما في صور، فقد تمكّن عدد من المحتجين من دخول حرم فرع مصرف لبنان في المدينة حيث ندّدوا بالسياسة المالية. وبقاعاً، تم قطع الطريق عند دوار الجبلي مدخل بعلبك الجنوبي، كما تم إحراق الإطارات وقطع السير بشكل كامل في كل من تعلبايا وسعدنايل وكسارة والمرج.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها