الأحد 2018/07/01

آخر تحديث: 00:20 (بيروت)

الإنسان سيعيش على المريخ.. بعد نقل البكتيريا الزرقاء

الأحد 2018/07/01
الإنسان سيعيش على المريخ.. بعد نقل البكتيريا الزرقاء
البكتيريا الزرقاء قد تكون مصدر الأوكسيجين في المريخ (Getty)
increase حجم الخط decrease

بين العواصف الترابية، والغلاف الجوي الرقيق، ودرجات الحرارة المتجمدة، سيواجه المستعمرون المستقبليون لكوكب المريخ حياةً صعبة. لكنهم لن يحصلوا حتى على فرصة محاربة هذه الظروف المناخية، إلا إذا اكتشفنا طريقة لإمدادهم بالأوكسجين الذي يمنح الحياة. قد يبدو من المستحيل القيام بذلك بشكل طبيعي على الكوكب الأحمر القاحل. لكن، دراسة علمية جديدة تشير إلى أن أحد كائنات الأرض قد يكون قادراً على القيام بالحيلة.

الفريق الدولي من الباحثين الذي يعمل على هذه الدراسة، أفاد أن البكتيريا الزرقاء، وهي عائلة ضخمة من الكائنات الحية الدقيقة التي تزدهر في البيئات القاسية، تظهر واعدة كمصدر للأوكسجين لمن يريد أن يسكن المريخ في المستقبل. وتزدهر البكتيريا الزرقاء على ثاني أوكسيد الكربون والطاقة من الشمس. ما يؤدي إلى زيادة الأوكسجين كمنتج جانبي، تماماً مثل النباتات. إنها مصدر الهواء النقي المثالي للمريخ، طالما أنها لا تتطلب كثيراً من ضوء الشمس.

قد تبدو هذه كقصة من قصص الخيال العلمي. لكن العالم والأستاذ الفخري في الجامعة الوطنية الأسترالية إلمارس كروزس، المشارك في الدراسة، يقول إنها حقيقة بدأت وكالات الفضاء والشركات الخاصة حول العالم تحاول جاهدةً لتحويلها إلى واقع في المستقبل غير البعيد. أضاف: "من الناحية النظرية يمكن تسخير التمثيل الضوئي مع هذه الأنواع من الكائنات الحية لخلق هواء للبشر للتنفس على سطح المريخ. يمكن للكائنات الحية ذات الإضاءة المنخفضة، مثل البكتيريا الزرقاء التي كنا ندرسها، أن تنمو تحت الصخور وربما تنجو من الظروف القاسية على الكوكب الأحمر".

وُجدت البكتيريا الزرقاء، وهي واحدة من أكبر مجموعات البكتيريا على الأرض، منذ أكثر من 2.5 مليار سنة في بعض أقسى بيئات كوكبنا: أنتاركتيكا، صحراء موهافي، الينابيع الساخنة الحارة لحديقة يلوستون الوطنية، وفي أعماق البحار. وكما هو معروف، هناك ضوء للشمس على كوكب المريخ، لكنه ليس وفيراً بقدر ما هو موجود على كوكب الأرض. وإذا أردنا أن نطوق المريخ بالبكتيريا الزرقاء، فمن الأفضل أن نتعامل مع الاضاءة المنخفضة.

انطلاقاً من هذا الاستناج العلمي، بدأ فريق الباحثين العمل على محاولة فهم ما يجعل تلك البكتيريا الزرقاء في أعماق البحار قادرة على التمثيل الضوئي في ظروف الاضاءة المنخفضة. واكتشف أن لدى البكتيريا الزرقاء نوعاً خاصاً من الكلوروفيل يتكيف مع الضوء منخفض الطاقة. وكما تعلمنا في المدرسة الابتدائية، فإن الكلوروفيل مادة كيميائية رئيسية تحول الضوء إلى طاقة في الكائنات الحية الضوئية.

الفكرة القائلة إن حفنة من البكتيريا الزرقاء يمكن أن تملأ كامل المريخ وتولد هواءً للتنفس قد تبدو للبعض خيالية تماماً. لكن من المدهش أن نعرف أن هذا ما فعلته هذه البكتيريا على الأرض. ففي العام 2017، أظهرت دراسة علمية أن الحياة على الأرض لم تظهر حتى نشوء أول بكتيريا زرقاء مُنتجة للأوكسجين قبل 2.5 مليار سنة. وهذا ما دفع أحد العلماء المشاركين في الدراسة إلى القول: "كل ما نتنفسه، ندين به بطريقةٍ ما لهذه البكتيريا".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها