الأحد 2018/06/03

آخر تحديث: 06:39 (بيروت)

هل فوت العلم فرصة التغلب على مرض الإيدز؟

الأحد 2018/06/03
هل فوت العلم فرصة التغلب على مرض الإيدز؟
يسعى دورمان لتطوير لقاح تخلى عنه الصرح العلمي بأكمله (Getty)
increase حجم الخط decrease

منذ 35 عاماً، يحاول الباحثون التغلب على فيروس HIV (نقص المناعة البشرية) الذي يسبب الإيدز. ولطالما قال العالم بيرت دورمان المتخصص بالكيمياء الفيزيائية الحيوية إن لديه طريقة أسرع للعلاج بعدما قضى سنوات في ادارة شركة ناجحة تصنع لقاحات للحيوانات.

ظهر وباء الإيدز كمرض جديد يقتل الناس في العام 1981، وما أعقب ذلك كانت سنوات من المأساة والجهل بالمرض. مع ذلك، في حلول العام 1987 أطلقت منظمة الصحة العالمية معركة عالمية ضد العدوى مع اختبار أول تجربة لقاح، لكن العلم عجز عن إيجاد علاج فعال، وقد ضغط دورمان منذ الثمانينيات لإجراء بحوث لقاحات كلاسيكية على فيروس نقص المناعة البشرية.

يدفع دورمان اليوم في اتجاه تطوير لقاح يجادل بأن الصرح العلمي بأكمله قد تخلى عنه. وهو مسار يصفه بأنه "كلاسيكي" ويعتمد منهجية تعود إلى طريقة علاج الجدري وداء الكلب. ومثل أختصاصيي اللقاحات الأوائل- إدوارد جينر ولويس باستور وجوناس سالك- يختبر دورمان كيفية نمو الفيروسات وقتلها وادارتها بطريقة تثير استجابة مناعية.

وبسبب الطريقة التي يعمل بها فيروس نقص المناعة البشرية وكيف يصيب الخلية، وكيف يتحول ويتكاثر، وبسبب كيفية اختبار اللقاحات وتطويرها، فإن معظم العلماء الذين يعملون في مجال المناعة لا يعتقدون أن هذا النوع من العلاجات كلاسيكية النهج يمكن أن تعمل. بدلاً من ذلك، هم يتطلعون إلى تفكيك وإعادة ترتيب أجزاء معينة من الفيروس، مثل السكريات والبروتينات. وهذا النهج الناشئ عن تقنيات الحمض النووي والبروتين يحظى تقريباً بتمويل البحوث من الوكالات الحكومية وشركات الأدوية.

لكن، ماذا لو كان دورمان محقاً حينها؟

في التسعينات، بدأ مجتمع بحوث اللقاحات والحكومات والمنظمات غير الحكومية في تخصيص التزامات مالية كبيرة للبحث، ثم ظهر إلى العلن التحالف الدولي لمكافحة الإيدز بتمويل من مؤسسة روكفلر وبيل غيتس وآخرين. وقد كتب دورمان لهم العديد من المقترحات بشأن ضرورة اختبار الفكرة ببساطة لتوفير معرفة جديدة عن الفيروس وما يسمى بعلاقة الحماية في جهاز المناعة البشري. ما سيساعد صناع اللقاحات الآخرين في بحوثهم الخاصة. ورغم اعتراف بعضهم بأهمية ما يقوله، إلا أنهم لم يعتمدوا الطريقة التي نادى بها.

وبعد كل هذه السنوات يتبع عالم الفيروسات شيل يونغ كانغ في جامعة ويسترن أونتاريو الكندية تطوير لقاح فيروس نقص المناعة البشرية على وجه يشبه إلى حد كبير ما يدافع عنه دورمان. إذ قام مع فريقه من العلماء بهندسة الفيروس وراثياً بحيث لا يمكن أن يصيب الخلايا ثم أدخلوا إليه مادة كيميائية تدعى الدريثيول-2، وهي قاتل فيروس قياسي. ثم كشفوا الفيروس المسموم المتحول إلى أشعة غاما لكسر جميع جيناته.

شملت التجارب السريرية للمرحلة الأولى في العام 2016 33 متطوعاً. وبدا أنهم يستجيبون بشكل جيد. لذلك يقول كانغ: "إذا كان اللقاح يعمل بشكل صحيح، فإنه ينبغي أيضاً أن يحفز إنتاج الجسم المضاد. وهذا ما رأيناه. الناس الذين حصلوا على اللقاح عززوا الاستجابات المناعية، وكان هناك مستوى متزايد من الأجسام المضادة ونحن متفائلون للغاية".

يقول كانغ إنه يأمل في إجراء تجارب المرحلة الثانية هذا العام. إحداها ستكون لمضاعفة الاستجابات المناعية. وبالنظر إلى أهمية ما يقوم به كانغ، فإن تجاربه تُمول من وكالات اتحادية في الولايات المتحدة وكندا ومن شركة تكنولوجيا حيوية تسمى سوماغن.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها