بكتيريا تأكل البلاستيك: وداعاً للنفايات؟

تحدث أحياناً الاكتشافات العظيمة من طريق الصدفة. فقد تم اكتشف ألكسندر فلمنج، في العام 1928، البنسلين عندما ترك بطريق الخطأ صحناً يربي فيه البكتيريا اللازمة للتجارب في مختبره. والآن، يتكرر الأمر باكتشاف غير مقصود من علماء بريطانيين وأميركيين كانوا يحاولون حل مشكلة القمامة في العالم وجعل التخلص من النفايات البلاستيكية أسهل، فوجدوا الحل من خلال إطعامها إلى إنزيم جائع تطور وتحسّن من طريق الخطأ في المختبر.

بدأت القصة في اليابان عام 2016، عندما وجد باحثون أنه في العديد من مواقع قمامة الزجاج في أنحاء مدينة ساكاي، بكتيريا مزدهرة "تأكل" البلاستيك بسعادة. وقد أنتجت هذه البكتيريا إنزيماً ينمو بقوة على منتجات الزجاجات المصنوعة من مادة البولي إثيلين تيريفلايت PET. وهي عنصر بلاستيكي ضار جداً للبيئة يُستخدم في الغالب في زجاجات ويُعاد تدويره إلى حد معين. البكتيريا اليابانية، التي تسمى تقنياً Ideonella sakaiensis، تناولت البلاستيك وجعلته مادة قابلة للتحلل، وأعادت تدويره بشكل فعال. لقد كانت ظاهرة غريبة للغاية، وأطلق عليها العلماء إسم PETase، وأجروا عليها كثيراً من الدراسات.

وبعد عامين من هذا الاكتشاف العلمي المدهش، أعلن علماء في جامعة بورتسموث البريطانية والمختبر الوطني الأميركي للطاقة المتجددة، أن عملهم لم يقتصر على اكتشاف البنية الداخلية لـPETase، بل جعلوا ذلك أفضل. إن عملية اكتشاف إنزيم جديد من طريق الخطأ عملية معقدة نوعاً ما، ولكن يبدو أن العلماء أرادوا معرفة كيفية عمل البكتيريا. ولاحظوا، من خلال المراقبة والدراسات المكثفة، أنه يشبه إلى حد بعيد نوعاً من الإنزيم يُسمى الكوتيناز، الذي يوجد في الفطريات مثل الفطر والعفن.