الثلاثاء 2015/02/03

آخر تحديث: 13:32 (بيروت)

"بيت بيروت".. يتأخر

الثلاثاء 2015/02/03
"بيت بيروت".. يتأخر
يحتوي البيت على نموذج إستثنائي من هندسة العشرينات من خلال الجسر الممدود في الهواء والملتف كحزام حول الأعمدة (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
سيتحول "البيت الأصفر" أو "بيت بيروت"، الموجود في منطقة السوديكو، الى متحف ثقافي يرتبط بتاريخ بيروت منذ الإستقلال حتى الزمن الحاضر. وهو كان قد اكتسب اسمه من الحجر الرملي المستخدم في بنائه الذي صممه المهندس المعماري اللبناني يوسف أفندي أفتيموس وقد شيّده بطلب من أشخاص من آل بركات في العام 1924. المشروع الحالي استلمه المجلس البلدي لمدينة بيروت، إدارة وتمويلاً، باشراف من بلدية باريس. 


يذكر الموقع الرسمي الخاص بمشروع "بيت بيروت"، أنّ "البيت قد أصيب بأضرار بالغة خلال الحرب الأهلية، واستمرت حالته بالتدهور منذ نهاية النزاع بفعل الزمن أو نتيجة أعمال تخريبية". لكن المجتمع المدني، عبر الحملة التي نظمها، ألزم بلدية بيروت المباشرة بإجراءات الاستملاك باسم المصلحة العامة، حماية للمبنى من الهدم. ونص مرسوم الإستملاك على "إعادة تأهيل البيت الأصفر بحيث يصبح متحفاً ومكاناً للملتقيات الثقافية والفنية، وأرشيفاً لحفظ الدراسات والأبحاث عن مدينة بيروت عبر التاريخ، ومكتباً للتنظيم المدني لبلدية بيروت، وموقفاً للسيارات في الطابق السفلي".

من الناحية الهندسية، يحتوي البيت على نموذج إستثنائي من هندسة العشرينات من خلال الجسر الممدود في الهواء والملتف كحزام حول الأعمدة. ولقد إنطلق مشروع الترميم الذي قسّم الى خمس مراحل بكلفة 15 مليون دولار، في آب من العام 2009، وكان يُفترض أن ينتهي في العام 2013، لكنّه تأخر إلى أواخر العام 2015. وقد إعتبر البعض أن الخلافات بين الجهات التنفيذية هي التي سبّبت التأخير، وهذا ما نفاه نائب رئيس بلدية بيروت المهندس نديم أبو رزق، في حديث إلى "المدن"، معتبراً أنّ "الخرائط التنفيذية والتراخيص أخذت وقتاً، ولا يوجد أي مشاكل بين البلدية الحالية والمحافظ حول الموضوع، كما يدّعي البعض".

وسيجاور المبنى الأصفر بعد ترميمه مبنى آخر سيتم تشييده لإنشاء مركز ثقافي تُقام فيه المعارض الندوات والعروض الفنية، بالإضافة إلى مكتبة ومقهى. في سؤال وجهته "المدن" الى أبو رزق حول هذا المتحف والجهة التي ستعمل عليه، قال: "أجريت مسابقة منذ فترة طويلة وفازت فيها شركة سامي المصري لإدارة المتحف، لكنّ البلدية بالتعاون مع المحافظ الجديد ستعيد النظر بهذا القرار وسيحصل تعاقد جديد".

وكان البيت الأصفر، في أساسه، قد بني على ثلاث مراحل، "لذلك فإنّ المواد المستعملة فيه قد توزعت بين الحجر الأصفر والرملي والباطون، كما استخدم في تركيبة المبنى الكثير من الحديد"، وفق المهندس المعماري يوسف حيدر المسؤول عن المشروع. والحال أن عملية الترميم الحالية تأخذ مساراً مشابهاً، اذ "تجري وفق طبيعة المرحلة التي أنجز البناء فيها، فالطابق السفلي اعتمد في بنائه على الحجر الأصفر، وفي الثاني اعتمد الحجر الرملي أما في سطح المبنى فاعتمد الباطون".

أما عن المبنى الثاني الذي يتم إنشاؤه فيقول حيدر أنه "منفصل كلياً عن المبنى القديم وهو يُبنى وفق رؤية حديثة ليكون مبنى معاصراً يُكمل الحقبة التاريخية فيربط القديم الأثري، المتمثل بالبيت، بالحديث المتجسد في المبنى". وعن المواد المستعملة أضاف: "يعتمد المبنى الجديد على الباطون والحديد الصلب، وليس الحجر الرملي والأصفر الموجود في المبنى القديم". في هذا السياق، تظهر إشكالية أساليب الترميم المعتمدة والتي وضع بعض المهندسين تحفظاتهم عليها، إذ اعتبروا أن اسلوب الترميم المتبع، بتشبهه شكلياً بالمبنى الأصلي لا باعتماد حجره الأثري، لا يحافظ على أثرية المكان.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها