والهجمات الإسرائيليّة التّي سقط خلالها مقاتلو الحزب، وصلت إلى أوّجها صباح اليوم الإثنين، بُعيد إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه مواقع إسرائيليّة في الجليل الأعلى قبالة القطاع الأوسط من جنوب لبنان. وأفادت معطيات ميدانيّة، عن سماع دوّي صافرات الإنذار في منطقتي دوفيف وبرعم في الجليل الأعلى. وسرعان ما شهد جانبا الحدود، تصعيدًا ملحوظًا بالمواجهات، وتحديدًا من قبل الجانب الإسرائيليّ.
عليه، وكردٍّ على الاعتداءات الإسرائيليّة التّي طاولت قرى الجنوب صباحًا، نفذ "الحزب" ستّ عمليات متفرقة ضدّ الجيش الإسرائيليّ ومواقعه العسكريّة في الجليل الأعلى، أسفرت عن إصابة مصنع بشظيّة صاروخ في المنطقة، فيما أفاد تقرير إسرائيليّ، عن سقوط صاروخين في نهاريا بمناطق مفتوحة من دون تفعيل صافرات إنذار. واستهدف حزب الله بثلاثة صواريخ مواقع إسرائيليّة في تلال كفرشوبا، وثلاث مناطق في مزارع شبعا.
وعلى متن المواجهات المتدحرجة، قصفت المدفعيّة الإسرائيليّة، كل من المنطقة الحرجيّة بين بلدتي طيرحرفا وشمع، ناهيك بأطراف بلدات زبقين وشبعا والناقورة، بينما ذكرت الوكالة الوطنيّة للإعلام، عن قصفٍ مدفعيّ معادٍ استهدف أطراف بلدات وادي حامول واللّبونة والناقورة، ووادي حسن وأطراف بلدة مجدل زون. وعلاوة على ذلك، وكنتيجة للقصف الموصول على بلدة يارون، نقلت تقارير لبنانيّة، خبر استهداف مسيّرة إسرائيليّة لمنزل مدنيّ في البلدة.
وفي تصريح لوزير الخارجيّة في حكومة تصريف الأعمال، عبدالله بوحبيب، قال اليوم إن العدد الرسميّ للنازحين جنوبًا فاق المئة ألف نازح، جراء الاعتداءات العسكريّة المتكرّرة.
حلٌّ دبلوماسيّ؟
ولما كان وضع الجبهة، المتأجج طرديًّا وبصورةٍ لا تشي بوقف قريب للأعمال المسلّحة والعسكريّة، كما يشير المراقبون، تتفاوت التّصريحات الإسرائيليّة، بين اليوم والآخر، بعضها يستشرف تمدّد العمليات بالرغم من سيناريو الهدنة في غزّة، وأخرى تعتبر أن وقف العمليات الحدوديّة يحتاج لحلّ دبلوماسيّ محدّد وبمعزلٍ عن سواه. إذ قال وزير الخارجيّة الإسرائيليّ، يسرائيل كاتس، اليوم الإثنين، إن "الوقت ينفذ" للتّوصل إلى حلٍّ دبلوماسيٍّ في جنوب لبنان الذي يشهد تبادلًا يوميًّا للقصف منذ أشهر بين إسرائيل والحزب".
بينما أشار كاتس لنظيره الفرنسيّ ستيفان سيجورنيه، أن "إسرائيل ستتحرك عسكريًّا لإعادة المواطنين الذين تمّ إجلاؤهم من منازلهم، إلى منطقتها الحدوديّة الشماليّة، في حال عدم التّوصل لحلٍّ دبلوماسيّ لوضع حدّ للعنف"، ذلك حسب ما جاء في بيان وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة، ووفقًا لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسيّة. وأكدّ رئيس المعارضة الإسرائيليّ، يائير لابيد، لدى لقائه وسيجورنيه، أن إسرائيل لن تقبل "بإبقاء الوضع الأمنيّ بالشمال على ما هو عليه"، مستطردًا بالقول إن حكومة لبنان "مسؤولة عن كل عمليات الإرهاب على أراضيها، وستدفع الثمن إذا استمرت بتجاهل الأضرار ببلدات الشمال".
وفي وقتٍ سابق من اليوم (راجع "المدن")، أفادت هيئة البثّ الإسرائيليّة، عن وجود مؤشرات إيجابيّة، تدّل على إمكانيّة تخفيف التّوتر بين حزب الله وإسرائيل، وأكدّت الهيئة وصول المبعوث الأميركيّ الخاص، آموس هوكشتاين إلى إسرائيل، ليل الأمس، حاملًا بجعبته بعض الاقتراحات التّي توحي بإمكانيّة حلّ الأزمة عبر القنوات الدبلوماسيّة. ونقلت الهيئة تصريحات لمسؤولين إسرائيليين كبار أشاروا إلى أن التواصل مع القنوات الدبلوماسية التي تديرها الولايات المتحدة يثير شعورًا إيجابيًا، مقارنة بالظروف التي كانت عليها في بداية الصراع في غزة في تشرين الأوّل الماضي.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها