الثلاثاء 2023/09/12

آخر تحديث: 20:12 (بيروت)

موفدا "فتح" و"حماس" يتسابقان إلى بيروت: اغتيال عين الحلوة

الثلاثاء 2023/09/12
موفدا "فتح" و"حماس" يتسابقان إلى بيروت: اغتيال عين الحلوة
عشرة قتلى وأكثر من مئة جريح حتى اليوم في اشتباكات عين الحلوة (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
عشية انقضاء الأسبوع الأول على بدء اشتباكات مخيم عين الحلوة، لا مؤشرات حتى الآن توحي بنجاح المساعي المبذولة لتثبيت أي قرار لوقف اطلاق النار، بعدما أسقط حساب الميدان للمرة الرابعة منذ بدء المواجهات ظهر الخميس الماضي، كل حسابات الاجتماعات واللقاءات والاتصالات التي كانت تصب في ذلك الاتجاه..

مزيد من القتال
فحركة "فتح" لا تزال تصر على تسليم المتّهمين باغتيال قائد أمنها الوطني العميد أبو أشرف العرموشي أو القضاء عليهم. وأوساطها تؤكد أن مقاتليها باقين على سلاحهم لتحقيق هذا الهدف أو ذاك، من دون سقف لمهلة زمنية أو لوتيرة اشتباك أو لمحور مواجهة داخل المخيم.

بالمقابل، بات جلياً أن المجموعات الإسلامية المسلحة التي تحمي المتهمين باغتيال العرموشي تريد وقفاً لإطلاق النار لكن من دون أن تلتزم بأي تسليم لمتهمين.
بالمحصلة، تبدو الوجهة الحالية للوضع في المخيم، مزيداً من الجولات القتالية التي تتخللها فترات تراجع في حدتها أو خروقات محدودة أو حتى هدوء نسبي مصحوب برصاص قنص، كما جرى ما بين بعد ظهر الإثنين وعصر اليوم الثلاثاء، وذلك لحين جلاء المسار الذي ستسلكه المساعي المبذولة فلسطينياً ولبنانياً.

مساعي عزام الأحمد
وفي هذا السياق، ورغم أنه لم تترجم بعد -سلباً أو إيجاباً- مفاعيل وصول الموفد الرئاسي الفلسطيني، عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة فتح، المشرف العام على الساحة اللبنانية، عزام الأحمد، إلى لبنان، على خط احتواء تداعيات الوضع الأمني المتفجر في مخيم عين الحلوة، وسط ترقب لما ستحمله لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين والقيادات الفلسطينية من نتائج، وما إذا كانت المساعي المبذولة ستؤدي إلى تثبيت وقف إطلاق النار أو إلى تثبيت للموقف الفتحاوي الموحد، الذي عبر عنه الأحمد نفسه، وسبق ورافق وصوله إلى لبنان، وهو أن لا تراجع قبل تسليم المتهمين باغتيال العرموشي!
الأحمد استهل برنامج لقاءاته في لبنان، بسلسلة اجتماعات عقدها في سفارة فلسطين مع قيادة الساحة في حركة فتح ومنظمة التحرير، ومع كل من نائبي صيدا أسامة سعد وعبد الرحمن البزري بحضور سفير دولة فلسطين أشرف دبور، وأمين سر فتح وفصائل المنظمة فتحي أبو العردات، وعضو المجلس الثوري لحركة فتح آمنة جبريل. كما حضر لقاء الأحمد مع سعد عضو قيادة حركة فتح في لبنان اللواء منذر حمزة، وقائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، حيث جرى -وحسب بيان صادر عن السفارة- "بحث بآخر التطورات في مخيم عين الحلوة، وضرورة تسليم المتهمين باغتيال العرموشي ورفاقه إلى القضاء اللبناني".
وتزامن بدء الأحمد للقاءاته مع وصول نائب رئيس حركة حماس في الخارج موسى أبو مرزوق إلى لبنان، في زيارة تستغرق عدة أيام، لبحث تطورات الأوضاع في المخيمات الفلسطينية، وخصوصاً ما يجري في مخيم عين الحلوة، حسب بيان صادر عن "حماس". وقد أشار أيضاً إلى أن أبو مرزوق "سيلتقي بمسؤولين لبنانيين، وممثلين عن الفصائل الفلسطينية، لمحاولة احتواء الأوضاع في مخيم عين الحلوة والتأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار وإنهاء الاشتباكات العنيفة..".

عودة الاشتباكات
في هذا الوقت شهدت محاور القتال في عين الحلوة عصر الثلاثاء جولة خامسة من الاشتباكات العنيفة بين حركة فتح والمجموعات الإسلامية المسلحة، استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الصاروخية والرشاشة وتخللها القاء قنابل، وتركزت على محاور: جبل الحليب-حطين، الطيري -الرأس الأحمر، البركسات-حي الطوارىء، وطاولت نيران الاشتباكات مسجد "الصفصاف" في معقل "عصبة الأنصار"، ومسجد الفاروق في الشارع الفوقاني.

وتزامناً مع اشتداد المعارك طاول الرصاص الطائش بعض أحياء صيدا المواجهة للمخيم مثل شارع دلاعة وشارع مصرف لبنان وحي الجامعة اللبنانية وطريق الحسبة.
وبعيد الخامسة مساءً، تراجعت حدة الاشتباكات لتستمر متقطعة لبعض الوقت، قبل أن يسود الهدوء الحذر محاور القتال تخرقه بين الحين والاخر رشقات قنص. لتعود الاشتباكات وتتجدد متقطعة بعيد السابعة والربع بتبادل لإطلاق القذائف الصاروخية والرشاشة على محوري  "حطين و"حي الطوارئ".

وكان الوضع الأمني في المخيم، ومنذ اعلان إتفاق وقف اطلاق النار، الذي جرى التوصل إليه مساء الاثنين في اجتماع هيئة العمل الفلسطيني المشترك مع المدير العام للأمن العام اللواء الياس البيسري، بقي عرضة لخروقات أمنية متكررة بين الحين والآخر، بإطلاق قذيفة من هنا وقنبلة من هناك ورشقات نارية متقطعة. 
ومع غروب اليوم السادس من الاشتباكات، كانت حصيلتها قد بلغت نحو عشرة قتلى وأكثر من مئة جريح، بعدما توفي أحد جرحى حركة فتح، ويدعى جمال منصور نصرالله متأثراً بجراحه. وكانت الحركة شيّعت في كل من صيدا والرشيدية اثنين من عناصرها، قتلا في اشتباكات عين الحلوة، وهما محمد حسن الصالح وسعيد عبد الله فياض.

اجتماع في السفارة
على وقع الاشتباكات المتقطعة حيناً، والهدوء الحذر أحياناً، اللذين يخيمان على مخيم عين الحلوة، تتواصل اللقاءات والاجتماعات الساعية للوصول إلى وقف إطلاق النار. وفي هذا السياق، تبرز زيارة كل من عضو اللجنة المركزية في حركة فتح، عزام الأحمد، إلى لبنان، وزيارة عضو المكتب السياسي في حركة حماس ومسؤول ملف الخارج، موسى أبو مرزوق، حيث تعقد لقاءات متعددة مع المسؤولين اللبنانيين في سبيل الوصول إلى وقف لإطلاق النار.

وفي السياق، عُقد اجتماع بين حركتي "فتح" و"حماس"، في السفارة الفلسطينية في بيروت ليل الثلاثاء، صدر عنه بيان جاء فيه أن: "وفدين من قيادة حركتي فتح وحماس اجتمعا في سفارة فلسطين لمناقشة الأوضاع في مخيم عين الحلوة"، حيث "جرى خلال اللقاء استعراض الأوضاع في المخيمات الفلسطينية في لبنان كافّة، ومخيم عين الحلوة بشكل خاص"، وتداعيات اغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا ومخيماتها، اللواء أبو أشرف العرموشي ورفاقه "على الأوضاع في العلاقات الأخوية اللبنانية الفلسطينية وخصوصاً آثار ذلك على أشقائنا في مدينة صيدا وجوارها، وفيما يتعلق بأوضاع السلم الأهلي والاقتصادي".

وعبّر الجانبان عن "تقديرهما العالي للتعاون بكل صوره بين الجانبين الفلسطيني واللبناني الرسمي بكافة مكوناته السياسية والعسكرية والأمنية والقوى والأحزاب والفعاليات اللبنانية". وحسب البيان، تم الاتفاق على "وقف كافة الحملات الإعلامية بكافة صورها وأشكالها، ودعوة وسائل الإعلام لتحرّي الدقة في نقل الخبر بموضوعية ومهنية"، و"التأكيد على قرار هيئة العمل الفلسطيني المشترك بالالتزام الكامل بتثبيت وقف إطلاق النار، وبالتفاهم الذي جرى برعاية رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وبحضور قادة الأجهزة الأمنية واللقاء الأخير الذي جرى في المديرية العامة للأمن العام اللبناني".

ولفتت الجانبان إلى أنّه تم "التأكيد على قرار هيئة العمل الفلسطيني المشترك بتسليم المطلوبين المتهمين باغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي ورفاقه وعبد الرحمن فرهود للقضاء اللبناني، لاتخاذ ما يجب بشأنهم، والتأكيد على قرار هيئة العمل الفلسطيني المشترك بتكليف القوة الأمنية المشتركة القيام بالواجب الموكل إليها".

وتم الاتفاق على "العمل لتسهيل عودة المهجّرين إلى منازلهم، وإخلاء المدارس بأسرع وقت من أجل إعادة اعمار ما لحق بها من أضرار بالسرعة القصوى"، و"العمل بشكل مشترك لبلسمة جراح أبناء شعبنا والتخفيف من معاناته"، و"الاستمرار بالتنسيق مع الدولة اللبنانية ومؤسساتها كافة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها