الجمعة 2023/03/31

آخر تحديث: 00:01 (بيروت)

جنرال إسرائيلي يحذر من انتقام حزب الله: اضربوهم أولاً

الجمعة 2023/03/31
جنرال إسرائيلي يحذر من انتقام حزب الله: اضربوهم أولاً
الجبهة الداخلية الإسرائيلية ليست جاهزة لحرب واسعة النطاق (Getty)
increase حجم الخط decrease

في ظل المعلومات المتداولة عن رفع إسرائيل حال الاستعداد الاستراتيجي والأمني والديبلوماسي، وإكمال الاستعدادات للقيام بتحركٍ عسكري ضد إيران.. طلب الجنرال الإسرائيلي المتقاعد شموئيل سوكر، في مقالةٍ مطولة نشرها مركز "ذا ميريام" الإسرائيلي، من القيادة العسكرية ضرورة التنبه إلى احتمال قيام حزب الله بمهاجمة إسرائيل، رداً على قصف المنشأت النووية الإيرانية. رافضاً فكرة طرح الأسئلة حول قدرة إسرائيل على ضرب إيران بمعزل عن مناقشة مسألة استعداد إسرائيل لخوض حربٍ شاملة مع الحزب إياه.

رد فعل حزب الله
يقول سوكر، الذي شغل سابقاً منصب رئيس مديرية المشتريات والإنتاج في وزارة الدفاع الإسرائيلية، أنه يجب على الدولة العبرية تجاوز الأسئلة المتعلقة باستعدادها لتوجيه ضربة محتملة لإيران وما إذا كانت قدراتها العسكرية يمكن أن تلحق الضرر بالبرنامج النووي الإيراني. والتركيز على أن تتضمن أيُ خطةٍ هجومية إجاباتٍ واضحة على الأسئلة التالية: هل سيرد حزب الله تلقائياً نيابةً عن إيران؟ وإذا كان الأمر كذلك، هل راعت إسرائيل سيناريو تفعيل جبهتين في الوقت نفسه؟ وأخيراً، هل الجبهة الداخلية الإسرائيلية جاهزة لمثل هذا السيناريو؟

إذا هاجم حزب الله إسرائيل بكل ما أُتي من قوة، فسيتعين على تل أبيب حينها، حسب سوكر، التعامل مع أكثر من 150 ألف قذيفة غير موجهة، ومئات الصواريخ الدقيقة. ويمكن لهذه الصواريخ الدقيقة أن تضرّ بشكلٍ كبير باحتفاظ إسرائيل بحكومةٍ فاعلة. لذلك، سيكون برأيه من الخطأ التساؤل عمّا إذا كان بإمكان إسرائيل تأخير قدرات إيران النووية من دون أن تسأل في الوقت نفسه عمّا إذا كانت الجبهة الداخلية الإسرائيلية مستعدة لقوة حزب الله النارية.

خطة للإجلاء!
ويكمل الجنرال الإسرائيلي متوجهاً للقيادتين السياسية والعسكرية في الدولة العبرية، فيقول إنه المحتمل أن تعطل ترسانة حزب الله التقليدية وصواريخه الدقيقة وظائف الدولة، ما سيرفع تهديد الحزب ليماثل بخطره التهديد النووي الإيراني. ومن وجهة نظره، لن تتمكن إسرائيل من تفعيل قدراتها العسكرية على الجبهات التي تتدحرج فيها الأمور فجأةً إلى الأسوأ بعد الضربة الإيرانية. وهكذا ستتعطل القيادة والسيطرة، وستكافح تل أبيب لإجلاء المدنيين من المناطق التي تتعرض لنيرانٍ كثيفة في شمال البلاد.

إنطلاقاً من ذلك، يعتقد سوكر بوجوب تأكد السلطات الإسرائيلية، اليوم قبل الغد، من قدرتها على إجلاء حوالى 30 ألف شخص من منطقة الحدود الشمالية. وهذا يعني تحديد الفنادق أو مراكز الإقامة التي ستستوعبهم، والمستشفيات التي ستستقبل الجرحى، وطرق الإجلاء التي يجب استخدامها.

ضربة استباقية
لاحتواء حزب الله والحدّ من خطره، يطالب الجنرال الإسرائيلي بالنظر في خيار توجيه ضربةٍ استباقية لقوة حزب الله النارية قبل مهاجمة المواقع النووية الإيرانية. مفترضاً أنه بعد مرور ستة أشهر أو سنة على هذه الضربة، ومع معاناة الحزب لإعادة بناء قدراته بعد الضربة الإسرائيلية الهائلة، ستكون إسرائيل حرةً في التركيز على التهديد الإيراني من دون التعامل مع حزب الله في الوقت عينه.

طبيعة رد حزب الله على مثل هذه الضربة سيحدد مسار الأحداث وما إذا كانت ستتحول إلى حرب. في أيّ من السيناريوهين، إنّ كان هجومٌ على المواقع النووية الإيرانية أو ضربة استباقية تطال حزب الله، يجب على إسرائيل، وفق سوكر، أن تعدّ قطاعها المدني بشكلٍ مناسب. فإذا كان الحزب قادراً على إلحاق الضرر بحوالى عشرة آلاف مبنى سكني في الشمال، فعندها سيكون إخلاء السكان إلزامياً. أما عدم الاستعداد لعمليات الإجلاء فمن شأنه أن يترك أعداداً كبيرة من المدنيين عرضةً للموت.

الاستعدادات الداخلية والهجومية
وبخصوص الاستعدادات الداخلية، يطالب سوكر الحكومة الإسرائيلية بمباشرة تخزين صواريخ الدفاع الجوي الاعتراضية، وضمان جاهزية إمدادات الطوارئ للقطاع المدني، واختبار الضغط على أنظمة القيادة والسيطرة المدنية. مبيّناً أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية ليست جاهزة اليوم لهذا السيناريو. وبالتالي، فهي ليست قادرة على مواجهة حزب الله.

على الجبهة الهجومية، يجب على الحكومة الإسرائيلية، وفق سوكر دائماً، أن تتعامل مع المعضلات الخطيرة التي من المحتمل أن تواجهها في لبنان في حالة الحرب. وبما أنه سيكون هناك دمارٌ واسع النطاق في لبنان، سيتحتم على الحكومة الإسرائيلية أن تقرر ما إذا كانت ستستهدف البنية التحتية للدولة اللبنانية أم لا.

لا توقيف للمجهود الحربي تحت أي ظرف
وعند اندلاع الحرب، يرى سوكر أنه يجب على الحكومة الإسرائيلية ضمان مواصلة الصراع حتى تحقيق النتائج المرجوة. ومن غير المقبول بنظره أن تصبح الدولة العبرية رهينةً لأحداثٍ مؤسفة كمقتل مدنيين في لبنان، أو سقوط عدد من الجنود الإسرائيليين في المعارك، واستخدامها كذريعة لإيقاف الحرب. فلا يمكن لإسرائيل أن تجعل جهودها الحربية رهينة مثل هذه الأحداث. وبذلك، يجب أن يعتاد صانعو القرار الإسرائيليون على فكرة أنهم سيحتاجون في حالة الحرب إلى إظهار القسوة في مواجهة مثل هذه التطورات وليس اللجوء لتعطيل المجهود الحربي.

وينطبق الشيء نفسه، كما يقول سوكر، على الأحداث التي يمكن أن تحدث على الجانب الإسرائيلي من الحدود، مثل سقوط كمية كبيرة جداً من المتفجرات على بلدةٍ ما شمال إسرائيل، تسفر عن مقتل عدد كبير من المدنيين. مشيراً إن حدثاً كهذا سيسبب إحباطاً وقلقاً كبيراً، لكنه ليس بسببٍ جوهري يدفع لتجميد المجهود الحربي.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها