الخميس 2023/03/02

آخر تحديث: 20:14 (بيروت)

تقرير أميركي: بوتين يجنّد فلسطينيي لبنان للقتال في أوكرانيا

الخميس 2023/03/02
تقرير أميركي: بوتين يجنّد فلسطينيي لبنان للقتال في أوكرانيا
معظم المجندين من مخيم عين الحلوة (الأرشيف، خالد الغربي)
increase حجم الخط decrease

وسط اشتداد المعارك على الجبهات بين روسيا وأوكرانيا، وضلوع القيادة الروسية في تجنيد عناصر من بلدانٍ متفرقة للقتال بصفوفها، أفادت شبكة "ميديا لاين" الأميركية في تقريرٍ جديدٍ لها نشرته "جيروزاليم بوست"، بوجود جهودٍ لتجنيد فئةٍ من الفلسطينيين المقيمين في لبنان وتجهيزهم للقتال إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا، بغطاءٍ مزعوم من حزب الله.

التجنيد مقابل رواتب وتعويضات
ينقل التقرير عن مصدر أمني حكومي لبناني قوله، إن الفلسطينيين المقيمين في لبنان وقّعوا على الانضمام إلى الصراع الدائر في أوكرانيا للقتال مع روسيا، بعد أن عرضت كياناتٍ روسية عليهم مبلغاً من المال وقدره 350 دولاراً شهرياً، إضافةً إلى تعويضاتٍ لأسرهم مقابل الموافقة على المشاركة في النزاع في أوكرانيا. ليضيف التقرير أيضاً بأن هذه الجهود يتولاها ناشطون مرتبطون بالسفارة الفلسطينية في لبنان.

معظم المجندين للانضمام إلى المعارك ولدوا بعد عام 1969، لأن من ولد بعد هذا التاريخ من فلسطينيي لبنان لا يمتلكون أوراق ثبوتية سليمة لدى السلطات اللبنانية، ما يسهل عليهم السفر لغرض المشاركة في النزاع كمرتزقة. ونتيجةً لذلك، تفتقر الحكومة اللبنانية إلى القدرة على مراقبة أو تتبع تحركات هؤلاء المجندين الفلسطينيين.

ويشير التقرير إلى أن غالبية الفلسطينيين الذين يتم نشرهم على الخطوط الأمامية في أوكرانيا ينحدرون من مخيم عين الحلوة، أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان، جنوب مدينة صيدا الساحلية. كاشفاً أن المجندين هم أعضاءٌ في حركة فتح، التي يقودها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وكذلك في منظماتٍ أخرى مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

حزب الله يتبنى القضية الروسية؟
وحسب المصدر الأمني اللبناني الذي تحدث للشبكة الأميركية، يتم تجنيد الفلسطينيين وغيرهم بالتنسيق مع حزب الله. إذ يعمل الحزب إياه على تجنيد الرجال المهرة في تشغيل الطائرات من دون طيار، والأفراد ذوي الخبرة في حرب العصابات في المناطق الحضرية، لمساعدة الروس في حرب أوكرانيا.

تعقيباً على ذلك، يقول رياض قهوجي، الباحث اللبناني البارز والمخضرم في شؤون الأمن والدفاع، للشبكة الأميركية، إنّ تجنيد الفلسطينيين من لبنان متعذر فهمه. وأكمل "ليس لديّ معلوماتٍ محددة حول هذا الموضوع، لكنني لست متفاجئاً بحدوث ذلك لأن الوضع في المخيمات بائس، ولا توجد وظائف للشباب".

ثم أضاف "ليس من المستغرب أن يتم تجنيدهم للعمل مع الروس مقابل تلقيهم رواتب، لأن بيئة مخيم عين الحلوة منفتحة على مثل هذه الاحتمالات. معدل البطالة في المخيمات الفلسطينية في كلٍ من سوريا ولبنان مرتفع، وليس من المستغرب أن تحدث هذه الأمور".

عدد المجندين
وبالنسبة لأعداد المجندين، يكشف التقرير وجود ما يقرب من 300 فرد قد أكملوا بالفعل تدريباتٍ سريعة في روسيا وتم نشرهم في الخطوط الأمامية للجبهة الأوكرانية. لافتاً إلى تجهيز حوالى مئة مقاتل إضافي في مخيم عين الحلوة لنشرهم في روسيا في المستقبل القريب.

في السياق، يرى الباحث والناشط السياسي السوري محمد سرميني، مدير مركز "أبعاد" للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن وإسطنبول، إنه منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط 2022، شهدت سوريا مسارين لتجنيد مقاتلين للانضمام إلى القوات الروسية الغازية. المسار الأول هو التجنيد عبر مجموعة "فاغنر"، حيث قام ممثلو "فاغنر" بتجنيد مقاتلين في مناطق على طول الساحل السوري وفيها عدد كبير من الشباب الفلسطينيين. وعملية التجنيد هذه تمت من خلال مندوبين التقوا داخل قاعدة حميميم الجوية، وهي منشأة تسيطر عليها روسيا بالقرب من مدينة اللاذقية الساحلية.

أما المسار الثاني فيشمل إرسال مقاتلين من القوات النظامية السورية، وخصوصاً من الوحدات العسكرية التي تشرف عليها روسيا، مثل فرقة العمليات الخاصة الخامسة والعشرين برئاسة اللواء سهيل الحسن.

ويلفت سرميني إلى أن هؤلاء المقاتلين النخبة يتلقون رواتب عالية لدخول منطقة الحرب، ويتقاضون مبالغ تتراوح بين 500 إلى 700 دولار أميركي شهرياً، وهو مبلغ مرتفع وفقاً لمعايير الحياة السورية نظراً للأزمة الاقتصادية المستفحلة. كما يعزو سرميني رغبة روسيا في تجنيد مقاتلين سوريين لسببين: أولهما تعزيز عدد مقاتليها في أوكرانيا، وثانيهما إظهار نظام بشار الأسد الولاء لروسيا، فلولا الدعم الروسي لم يكن هذا النظام ليصمد حتى اليوم.

هذا ويذكر التقرير رفض السفارة الفلسطينية في لبنان التعليق على الأمر، قائلةً إنها لا علاقة لها بالصراع في أوكرانيا ولا تشجع الفلسطينيين على الإنخراط فيه.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها