الأربعاء 2022/07/20

آخر تحديث: 12:11 (بيروت)

زحمة موقوفين بالضاحية: خطّة أمنية جديدة في "أرض العصابات"

الأربعاء 2022/07/20
زحمة موقوفين بالضاحية: خطّة أمنية جديدة في "أرض العصابات"
الخطة الجديدة من إعداد جهاز مخابرات الجيش اللبناني (عباس سلمان)
increase حجم الخط decrease
خلال شهر رمضان الماضي أطلقت الأجهزة الأمنية والعسكرية حملة أمنية واسعة النطاق في الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد أن تحولت المنطقة "أرض عصابات" تنتشر فيها عمليات السرقة والنشل والتصفية وتجارة المخدرات. وتمكّنت الحملة من تحقيق نتائج إيجابية على الأرض، كنا قد تحدثنا عنها في تقارير سابقة في "المدن". لكن الحملة لم تتمكن من فرض الأمن والأمان بشكل كامل في المنطقة الأكثر اكتظاظاً في لبنان، خصوصًا عندما بدأت بعض مظاهر الأمن الذاتي تظهر إلى العلن.

خطة محدّثة قيد التحضير
بعد مضيّ حوالى 4 أشهر على إطلاق الخطّة، علمت "المدن" بوجود خطّة أمنية ثانية يتم التحضير لإطلاقها قريباً في الضاحية. وحسب مصادر أمنية متابعة، فإن هذه الخطة لا تزال قيد الدرس. وهي لا تُلغي على الإطلاق الخطة الأولى التي لا تزال سارية المفعول، ولو بوتيرة أضعف من السابق. وتشير المصادر إلى أن الخطة الجديدة من إعداد جهاز مخابرات الجيش اللبناني، الذي سيعرضها قريباً جداً على باقي الأجهزة الأمنية، والأحزاب الفاعلة في الضاحية الجنوبية. وهذا ما يُفترض أن يحصل هذا الأسبوع، تمهيداً لإطلاقها الأسبوع المقبل في حال اكتملت عناصرها المطلوبة.

والخطة لا تزال مجرد فكرة لمعالجة مشكلة أساسية برزت خلال تطبيق المرحلة الأولى السابقة، التي تشدد المصادر على ذكر استمرار سريانها، مشيرة إلى أن المشكلة التي تحاول الخطة حلّها متمثلة بكثرة الموقوفين.

زحمة موقوفين
من يُتابع تنفيذ الخطة الأمنية في الضاحية، يُدرك أن الدوريات والمداهمات التي تقوم بها الأجهزة يوميًا ينتج عنها توقيفات بالجملة. وعندما تعمد مخابرات الجيش، على سبيل المثال، إلى توقيف أشخاص، تقوم بتسليمهم الى الشرطة العسكرية، التي تدرس بدورها وضعهم، ثم تُحيلهم إلى قوى الأمن الداخلي، في حال لم يكونوا من المطلوبين للجيش بتهم إرهاب. وهنا تقع المشكلة حيث لم يعد باستطاعة قوى الأمن تسلّم الموقوفين بسبب زحمة النظارات.

تكشف المصادر الأمنية أن الإضرابات المتلاحقة التي ضربت القضاء، والعطلة القضائية، والبطء في انعقاد المحاكم، كلها أمور عرقلت بشكل كبير عملية محاكمة الموقوفين الذين يبقون في نظارات التوقيف لحين البت بقضاياهم. وبالتالي، لم تعد هذه النظارات قادرة على استيعاب المزيد من الموقوفين. لذلك تحاول الخطة الأمنية المحدّثة البحث عن حلّ لهذه المعضلة. وهذا ما ترفض المصادر الدخول في تفاصيله الآن كونه لم يجهز بعد.

عصابة مخدرات وقتيلان
ماذا عن أبرز التوقيفات والأحداث الأمنية الأخيرة؟
مع استمرار الحملة الأمنية، وتحديداً مكتب أمن الضاحية الجنوبية الذي تمكّن، حسب معلومات "المدن"، من توقيف عصابة خطيرة تضم م.د، أ.ز، أ.ن، تعمل في مجال المخدرات بشكل أساسي. وضُبطت مع عناصرها مخدرات من أنواع مختلفة: كوكايين، حشيشة الكيف، ماريجوانا، إضافة الى مبلغ مالي يتخطى 40 مليون ليرة، و3 دراجات نارية. وبرزت حادثة أمنية أودت بحياة شابين بين منطقتي البرج والرويس.

وفي التفاصيل تتحدث المصادر عن هذه الحادثة التي وقعت قرب منطقة الرويس، وذهب ضحيتها شابان، مشيرة إلى أن الشابين من آل (س) و(ز) وهما من أصحاب السوابق، وأحدهما كان مشاركاً في محاولة سرقة البنك السويسري في منطقة بئر حسن عام 2018، وكان قاصراً يومها، وسُجن بسبب العملية. واشتبك الشابان بداية مع أشخاص من آل برو وآل الحركة، بسبب الاشتباه بقيامهما بالسرقة في منتصف الليل تقريباً، علماً أن هذا الأمر تعزّز بعد اكتشاف ما كان بحوزتهما من أدوات تستعمل في السرقة، مثل مقص وإزميل ورنش، إضافة إلى مسدسات. وقد حاولا الهرب بعد الحادثة، على متن دراجة نارية. لكن تجمهر عدد من الشبان على مقربة من مكان الاشتباكات، بعد سماعهم أصوات الرصاص، إدى إلى أطلاق سائق النار في اتجاه الشبان، فأصاب أحدهم في قدمه. رد الشابان بإطلاقهما النار على السائق، فأصاباه وقُتل على الفور. ثم أصابا شابًا آخر خلفه حاول رفع مسدسه لإطلاق النار، فخرجت منه طلقة أصابت جسده، ففارق الحياة في المستشفى.

هذه الحادثة تجعل مسؤولية الأجهزة الأمنية، والأحزاب في الضاحية مُضاعفة. فالجيش، حسب المصادر الأمنية، يقوم بجهود جبّارة لمنع انزلاق الأمور إلى المكان الذي يصبح فيه الأمن ذاتياً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها