السبت 2022/06/11

آخر تحديث: 20:26 (بيروت)

حضروا للتمسك بالخط 29.. واختلفوا على علم فلسطين!

السبت 2022/06/11
حضروا للتمسك بالخط 29.. واختلفوا على علم فلسطين!
الخلاف بين الحضور أدى إلى إلغاء تلاوة بيان النواب المشاركين (Getty)
increase حجم الخط decrease

لم تكن الوقفة المطالبة بالتمسك بالخط 29 هادئة، على عكس هدوء بحر الناقورة، الذي كان يعج بالسابحين هرباً من الطقس الحار.

العلم الفلسطيني
هذه الوقفة، التي دعا إليها بالأساس "نواب التغيير" من مجلس النواب، على لسان النائب ملحم خلف، نقيب المحامين السابق، داعياً إلى الاكتفاء برفع العلم اللبناني، سرعان ما انشطرت منذ اللحظة الأولى، بين النواب التغييريين الذين حضر منهم ثلاثة فقط إلى الناقورة، هم ملحم خلف، فراس حمدان، وحليمة قعقور، الذين وحّدهم اللباس الأبيض، وبضع عشرات من محازبي الحزب الشيوعي، جاؤوا من مناطق صور والنبطية والزهراني، بمبادرة خاصة منهم، مدججين بأعلامهم الحزبية ولافتاتهم وعلم فلسطيني واحد، أثار رفعه احتجاج من النواب، الذين أصروا على أن الدعوة كانت واضحة برفع العلم اللبناني وحده. وقد أثار هذا الاعتراض على العلم الفلسطيني استياء عدد من المحازبين، وسط تدافع في تلك الساحة، على مرمى حجر من البلوكات النفطية المتنازع عليها مع العدو الإسرائيلي، حيث حالت شدة "الحوار" الساخن بين الجانبين، إلى عدم إلقاء البيان المقرر من جانب النواب، رغم تدخلات بعض المشاركين لحث النواب على تلاوة البيان، وخروج الوقفة التضامنية باقل خسائر للجميع، خصوصاً وأن الهدف منها أسمى من الاختلاف على رفع الأعلام.



تعديل المرسوم 6433 
قلل النائب فراس حمدان، من عدم مشاركة كل النواب التغييريين الـ13 في هذه الوقفة، مؤكداً لـ"المدن" بأن النواب الحاضرين يمثلون جميع النواب التغييريين.

وأضاف أن وقفتنا اليوم في الناقورة هي للتأكيد على التمسك بالخط 29 وقوانين البحار الدولية ومنها المادة 74. مشدداً على أهمية توحيد الموقف اللبناني تجاه هذا الملف الوطني الكبير والدفاع عن السيادة.

من ناحيتها شددت النائب حليمة قعقور على تحمل كل السلطات مسؤولياتها ضمن القوانين، للحفاظ على ثروة لبنان والعمل على تعديل المرسوم 6433، والشروع بتقديم قانون معجل مكرر ليكون سنداً قانونياً.

وأكد النائب ملحم خلف بدوره لـ"المدن": "إن وجودنا هنا في الناقورة، هو للتأكيد على حقوق لبنان في ثروته النفطية المكرسة قانوناً. واعتماد الخط 29 كأساس قانوني في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل".

من جهته الناشط المحامي حسن بزي دعا الدولة اللبنانية إلى التقدم بدعوى قضائية ضد شركة إنيرجين. وسأل لماذا لم يوقع رئيس الجمهورية تعديل المرسوم 6433 الموجود لديه منذ شهور.

كما طالب مسؤول منطقة النبطية في الحزب الشيوعي يوسف سلامي بعدم الرضوخ للإملاءات والضغوط الأميركية وتوحيد الموقف اللبناني الرسمي


وتوافدت إلى مكان الاعتصام، وهو موقع سابق لقوات اليونيفيل مهمته رصد الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، مجموعات وأفراد من مكونات 17 تشرين ومرشحين سابقين إلى الانتخابات النيابية الأخيرة، ضمن لائحة "معا نحو التغيير". ورفع المشاركون الذين بدأوا بالتوافد بعيد الثالثة بعد الظهر، لافتات "التنازل عن الخط 29 خيانة كبرى"، و"التفريط بالحدود البحرية خيانة عظمى"، فيما امتشق آخر صورة جمال عبدالناصر، وفي جانب آخر حضر شخص مع مكبر للصوت متأبطاً لافتة كتب عليها الشكر من القلب لسلاح المقاومة الذي يحمي سيادة لبنان، فاعتبر عدد من المتحمسين والمتحمسات أنه جاء "ليخرب المناسبة"، فيما كان رده "أنا من أوائل عناصر جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية".
بعد أقل من ساعة، كانت فيها كاميرات النقل المباشر تستصرح النواب على وجه التحديد، عاد المشاركون كل إلى منطقته، وبقيت العين على الخط 29، الذي لم يتفق عليه اللبنانيون، قبل أن ترفضه اسرائيل.

وهكذا وبالنظر إلى لافتة "على صخرة وحدتنا الوطنية تتحطم كل التحديات الخارجية"، التي رفعها المشاركون في تلك الوقفة الاحتجاجية هناك في الناقورة يوم السبت 11 حزيران، كانت أقرب إلى التمنيات الصعبة، طالما أن "وحدة" الموقف بين المشاركين أنفسهم -على قلتهم- لم تتحقق. فبدا المشهد أقرب للرمل وليس للصخر. أما بخصوص "الوحدة الوطنية" فالأخبار اليومية المتعلقة بقضية ترسيم الحدود تنمّ عن خلافات كبيرة، وفق التباين مثلاً بين الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها