السبت 2022/01/22

آخر تحديث: 16:35 (بيروت)

مشروع سياسي على أنقاض الهيكل الحريري المهدّم

السبت 2022/01/22
مشروع سياسي على أنقاض الهيكل الحريري المهدّم
شخصيات عديدة تشعر بحماسة كبيرة لخوض الاستحقاق الانتخابي لاعتبارات عديدة (Getty)
increase حجم الخط decrease
الجميع بانتظار القرار الذي سيصدر عن زعيم تيار المستقبل، سعد الحريري، يوم الإثنين المقبل بشأن الانتخابات النيابية. الحريري سبق والتقى أعضاء الكتلة النيابية للتيار، إضافة إلى رؤساء الحكومات السابقين، الذين وضعهم في أجواء عزوفه الشخصي عن الترشّح. ومن المفترض أن يجتمع بأعضاء المكتب السياسي لتيار المستقبل بغضون الساعات المقبلة، لوضعهم أيضاً في إطار الأجواء نفسها، إضافة إلى حركة قد يقدم عليها الحريري للاجتماع ببعض القيادات الأساسية في البلد.
ورجّحت مصادر مستقبلية أنّ يترك الحريري الخيار للشخصيات المستقبلية بالترشّح للانتخابات النيابية من خارج اسم تيار المستقبل. مع العلم أنّ شخصيات عديدة تشعر بحماسة كبيرة لخوض الاستحقاق الانتخابي لاعتبارات عديدة، منها الطموح الشخصي، ومنها أيضاً التمسّك بحصانات نيابية تضعها خارج إطار المساءلة والمحاسبة. وهو الأمر نفسه الذي يمكن أن يطبّق أساساً على نواب ومسؤولين من مختلف الأحزاب التيارات السياسية الأخرى.

أنقاض تيار المستقبل
لكن بالنسبة لقياديين في تيار المستقبل، فإنّ الترشّح للانتخابات لا يمكن أن يتمّ بشكل فردي، وهو الأمر الذي يحتّمه أساساً القانون الانتخابي. فتبدأ عملية البحث عن صلات انتخابية وتقارب سياسي مع تيارات وشخصيات في الأقضية والدوائر الانتخابية. وفي السياق أيضاً، بحث عن إمكانية إقامة جبهة سياسية جديدة تقوم على أنقاض ما تهدّم في هيكل تيار المستقبل. وفي حين عاد اسم الرئيس فؤاد السنيورة إلى البروز مجدداً، لقيادة المشروع السياسي بديل، بدأت الاقتراحات والأفكار بالتدفّق لصياغة هذا البديل. وفي هذا الإطار، تؤكد قيادات مستقبلية على أنّ "خوض الانتخابات النيابية، من دون تيار المستقبل مستحيل، ومن دون مشروع سياسي مستحيل، ومن دون رؤية سياسية مستحيل".

أهمية البديل
يأتي سقوط هيكل تيار المستقبل انتخابياً بعد سقوطه السياسي المدوي في الأعوام الثلاثة الأخيرة. كانت محطّة السقوط الأول بعد انتفاضة 17 تشرين واستقالة الرئيس سعد الحريري. ثم سقوط آخر عند اعتذار الحريري عن مهمّة تشكيل الحكومة في تموز الماضي. والامتناع عن خوض الاستحقاق الانتخابي نتيجة طبيعية للفشل المتراكم منذ عقد. في المجالس المستقبلية، وغير المستقبلية أيضاً، تأكيد على ضرورة عدم ترك الساحة السنية في حالها من الضياع. قسم يرتعب من ارتداد هذا الجمهور الطائفي باتجاه التشدّد. وآخر يتخوّف من أن تأتي هذه النكسة بالمزيد من التسليم لحزب الله ومشروعه، من خلال تقوية جناحه السنّي الذي يكبر منذ الانتخابات الأخيرة. أما مشكلة الزعامات المحلية فهي نفسها في اعتماد مبدأ الدعم المؤقت والمال الانتخابي وشراء الذمم، من دون أن يكون لها أي ثقل أو مشروع سياسي.

عناوين مشروع سياسي
المشروع البديل لتيار المستقبل لا يمكن سوى أن يكون "مشروعاً عابراً للطوائف والمناطق، يقدّم قراءة سياسية واضحة ورؤية أوضح تتمسّك بعناوين الدولة اللبنانية وشرعيّتها والنظام السياسي فيها". مشروع، تعمل بعض الشخصيات اليوم على جمع ما تيسّر من أفكار ونقاشات تولده في أقرب وقت ممكن تمهيداً للانتخابات النيابية. كأنه جمع جديد لثوابت وأفكار 14 آذار، معطوف عليها قراءة للأحداث المستجدّة على الساحة المحلية والإقليمية. مع هروب فعلي من تبنّي الشعارات فقط، والاعتماد عليها لقيادة مشروع سياسي. هذه القيادات باتت تدرك جيداً أنّ شعار "لأ" مهمّ لكنه غير كافٍ في لحظة انهيار وأزمة.

الرئيس فؤاد السنيورة
لا تخفي قيادات مستقبلية أهمية اسم الرئيس فؤاد السنيورة وثقله عند جمهور تيار المستقبل، وحتى القيادات السياسية الأخرى. الرجل كان رمز مرحلة المواجهة الأولى. لكن كيف يمكن إقناع الناس، من مستقبليين وغير مستقبليين، بهذا الاسم مجدداً. تحديداً بعد 17 تشرين، وبعد الانهيار والأزمة. الرئيس السنيورة، كان رأس حربة مشروع سياسي ونظام، ولا يزال. مسؤول عن حكومات وسياسات أدّت إلى هذه الأزمة وهذا الانهيار، داخل المستقبل وفي البلد عموماً. وتضاف إلى هذه العوامل، حسابات شخصية أخرى من قبل آل الحريري أنفسهم إن رأوا اسم فؤاد السنيورة خليفة لمشروع تيار المستقبل بعد انهياره.

بديل تيار المستقبل، وطنياً كان أو طائفياً، بقيادة السنيورة أو غيره، إن نجح يعني ذلك أنّ الرئيس سعد الحريري هو الذي فشل، شخصياً، في إدارة المشروع السياسي المستقبلي مع جيوش أعوانه ومساعديه ومستشاريه. وإن كان لا يزال من المبكر الحديث عن من سيخلف سعد الحريري وتيار المستقبل، قد يكون من التأخّر سؤال قيادات 17 تشرين عن نشاطهم في هذه البيئة. هل خطاب الانتفاضة ووجوهها قادران على استقطاب هذه الشريحة الاجتماعية والسياسية؟ قد يأتي الجواب في أيار المقبل، إن تمّ إجراء الانتخابات النيابية المرتقبة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها