الإثنين 2021/09/20

آخر تحديث: 16:21 (بيروت)

"نيترات الأمونيوم" ببعلبك: رواية الضبط والفحوص

الإثنين 2021/09/20
"نيترات الأمونيوم" ببعلبك: رواية الضبط والفحوص
معلومات تشير إلى أنّ نسبة الأزوت بشحنات نيترات سابقة في بعلبك تراوحت بين 30.5 و31% (المدن)
increase حجم الخط decrease
ليست نيترات الأمونيوم غريبة عن منطقة البقاع. في هذه المنطقة، يُستعمل لأوجه عدة، منها الزراعي ومنها في عمل المقالع والكسارات. ضبطت القوى الأمنية فجر السبت الماضي شحنة من 20 طناً من نيترات الأمونيوم، فصادرتها وعملت على نقلها إلى مكان آمن في سهل بدنايل، حيث وصل وزير الداخلية والبلديات الجديد، بسام المولوي، وأعلن كشف الشحنة، وأطلق عمليات التحقيقات اللازمة في الملف. إلا أنّ الرواية الرسمية حول هذه الشحنة لا تزال غائبة، وتضاربت المعلومات الإعلامية حيناً وأجمعت في حين آخر حول بعض الجوانب الأساسية المتعلّقة بالشحنة. لكنّ الأكيد أنّ الشحنة تعود لسعد الله الصلح وقد حصل عليها بناءً على عقد تجاري مع مارون الصقر. وعدا هذا الثابت في القضية، لا شيء محسوماً بعد.

ضبط الشحنة
وعلمت "المدن" أنّ القوى الأمنية ضبطت الشاحنة المحملّة بنيترات الأمونيوم من مستودع الشركة التي يديرها الصلح، والواقعة في منطقة "الكيال" في بعلبك. وتمّ نقلها إلى سيّار بعلبك، ومن ثم إلى بدنايل بناءً لإشارة قضائية. وعلى ما تقول رواية عائلة آل الصلح، فإنّ "الشحنة كانت ستتوجّه إلى أرض زراعية في منطقة بعلبك، وكان يتولاها أحد موظفي الشركة المدعو أحمد الزين" الذي لا يزال متوارياً عن الأنظار.

نسبة الأزوت
تناقلت وسائل الإعلام في الساعات الماضية، معلومات متضاربة حول نسبة الأزوت في شحنة النيترات المضبوطة في بعلبك. منها من قال إنّ النسبة 34%، ومنها من قال 34.7% ومنها اكتفى بالإشارة إلى أنّ "الشحنة المضبوطة مشابهة لتلك التي انفجرت في مرفأ بيروت يوم 4 آب". المهندس عمر الصلح، شقيق سعد الله، يؤكد خلال اتصال مع "المدن" على أنّ "فحوص مخبرية سبق وأجريت على النيترات الموجود أشارت إلى أنّ نسبة النيترات الموجود فيها تتراوح بين 30.5% و31%"، بناءً على فحوص مخبرية تم إجراؤها قبل مدة.

موافقة مسبقة
ولدى مراجعة جدول "التقييدات والمحظورات" الخاصة بالجمارك، فإنّ "نيترات الأمونيوم المحتوية على نسبة تزيد عن 30% من الآزوت" هي بضاعة مقيّدة بحاجة إلى "إذن مسبق من وزارة الاقتصاد بعد موافقة قيادة الجيش وموافقة مجلس الوزراء"، بناءً للقرار رقم 30 صادر عن مجلس الوزراء في 19 كانون الثاني 2006. وهناك جانب آخر من الملف، لم يتمّ التطرّق إليه بعد لمعرفة مصادر هذه الشحنات، وكيف دخلت إلى لبنان، وعبر من ومتى.

استعمال مدني
ويقول الصلح، "أنا مهندس وبعرف، نيترات الأمونيوم إن كانت نسبة الأزوت فيه 35 أو 25، يمكن أن ينفجر، لكن بدل كميّة قليلة يمكن استخدام كمية أكبر، وطبعاً مع استعمال صواعق تفجير". ويشدّد على أنّ "وجه استخدام هذه الشحنة وغيرها مدني بحتّ، إما في الزراعة أو في الكسارات"، خصوصاً أن عمل الكسارت كان قد تعطّل العام الفائت بسبب الأزمة الاقتصادية والمالية. ويضيف الصلح أنّ "لا دخل لهذه الشحنة لا بأي عمل إرهابي ولا بالأمن القومي، هو عمل تجاري مدني بحت". ويؤكد الصلح على التعاون المطلق مع المحققين والثقة المطلقة بعمل فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، على الرغم من كون سعد الله الصلح لا يزال متوارياً عن الأنظار.

سارعت بعض الجهات إلى ربط "نيترات بعلبك" بملف انفجار مرفأ بيروت ومجزرة 4 آب. ولدى سؤال "المدن" عن التقاطع بين الملفين، أشارت مصادر مواكبة للتحقيقات إلى أنه "حتى الساعة لا ربط ولا معلومات بهذا الخصوص". فلا بد إذاً من انتظار صدور الرواية الرسمية لشحنة نيترات بعلبك، لوضع حدً لكل التسويفات السياسية الحاصلة من جهة، والعراضات الإعلامية من جهة أخرى.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها