الأربعاء 2021/07/28

آخر تحديث: 13:02 (بيروت)

قبيل التمديد لليونيفيل:تحذير إسرائيلي وتشكيك أميركي

الأربعاء 2021/07/28
قبيل التمديد لليونيفيل:تحذير إسرائيلي وتشكيك أميركي
اتهامات أميركية وإسرائيلية لحزب الله بعرقلة مهام "اليونيفيل" (عزيز طاهر)
increase حجم الخط decrease

عقد مجلس الأمن الأسبوع الماضي، مشاورات مغلقة حول التمديد لليونيفيل، مع اقتراب انتهاء تفويضها السنوي بتاريخ 31 آب المقبل. وبينما أصبح التجديد لليونيفيل شبه مؤكد، مع تأكيد لبنان لوكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، جان بيار لاكروا، رغبته في التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب من دون أي تعديل في العديد والمهام، يخرج في الولايات المتحدة من يعبّر عن خشيته من انعكاس الأزمة اللبنانية الخانقة على مهمات اليونيفيل، مذكراً بـ"عجزها التام والمزمن عن ردع نشاطات حزب الله".

الخشية على الجيش
وبهذا الخصوص، نقلت شبكة "ميديا لاين Media line" الأميركية، خشية خبراء أمنيين من أن تنتهي دوامة لبنان بصراع مع إسرائيل، في ظل سعي حزب الله لبسط نفوذه. خصوصاً أن قائد الجيش اللبناني، وهو المؤسسة الوحيدة المتبقية في لبنان التي يحترمها الشعب، قالها مؤخراً بالفم الملاّن أن جيش بلاده على وشك الانهيار، وغير قادر على دفع رواتب جنوده. وإذا حدث ذلك، فإن اليونيفيل، التي تعمل بشكل أساسي كآلية ثلاثية لتفادي التضارب بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي والأمم المتحدة، قد تواجه صعوبة في تنفيذ مهامها إذا ما عادت الميليشيات الطائفية المحلية إلى الواجهة فور سقوط الجيش.

وبما أن مسألة الجيش اللبناني تدق ناقوس الخطر، وتضع ضغوطاً غير مسبوقة على قدراته العملياتية، فضلاً أن لها انعكاساتٍ وخيمة على لبنان، قال ديفيد شينكر، المساعد الأسبق لوزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، في حوارٍ مع الشبكة الأميركية، أن هناك بعض الاستقالات أو "الفرار" في الجيش اللبناني بسبب انهيار العملة الوطنية، معتقداً أن الحديث عن الانهيار الوشيك للجيش اللبناني مبالغ فيه.

وبالنظر إلى الحالة التي يعيشها لبنان راهناً، شدد شينكر أنه من غير المرجح إجراء أي نوع من التغيير على مهام اليونيفيل. مضيفاً ما حرفيته "من شبه المؤكد أنه سيكون هناك انتقال تقني مباشر من تفويض العام الماضي".

المفاوضات البحرية
اشترك شينكر العام الماضي في المفاوضات بين إسرائيل ولبنان بشأن الحدود البحرية المتنازع عليها، والتي كان من الممكن أن يؤدي التوصل إلى حل فيها إلى تدفقٍ كبير لعائدات النفط والغاز إلى لبنان. لكن بعد عدة جولات إيجابية من المحادثات، غيّر الجانب اللبناني، حسب الشبكة الأميركية، مطالبه، ما أدى إلى انهيارها.

ويعلق شينكر على تجميد المحادثات البحرية، بالقول "لا يتوقف لبنان عن تخييب آمالنا. كان بإمكانهم الاستفادة من الأموال، وكنا نأمل أن يتنازلوا على أساس المفاوضات السابقة، لكن حزب الله وحلفاء آخرين يتطلعون إلى الربح مباشرة، وهذا ما شكل عائقاً على طريق الحل".

واقع اليونيفيل مع تدهور الأوضاع
من جانبه، تحدث مسؤول في اليونيفيل، استطلعت رأيه الشبكة، حول حادثة إطلاق الصاروخين الأسبوع الماضي على شمال إسرائيل من لبنان، مفيداً أن "الجانبين الإسرائيلي واللبناني استجابا لمنع التصعيد" وأن "العمل ما زال كالمعتاد، وجميع الأطراف تتواصل من خلال آلية الاتصال المعتادة".

وفي حين لفّت المسؤول في اليونيفيل إلى أن "الخطاب الذي تروج له وسائل الإعلام لا يعكس الواقع على الأرض"، بدا حائراً لا يمتلك جواباً واضحاً عندما سُئل عمّا إذا كان لدى اليونيفيل أي خطة في حال انهيار القوات المسلحة اللبنانية، أو تدهور الوضع الأمني.

عرقلة عمل اليونيفيل
إلى ذلك، أشارت الشبكة الأميركية أنه في أعقاب حرب تموز عام 2006، عدّل مجلس الأمن مهمة اليونيفيل، مضيفاً صلاحيات لها من بين أمور أخرى، لمراقبة وقف الأعمال العدائية ومرافقة ودعم القوات المسلحة اللبنانية أثناء انتشارها في جنوب لبنان، وصولاً إلى تقديم مساعدتها في ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين، والعودة الطوعية والآمنة للنازحين. لكن اليونيفيل فشلت في إحدى مهامها الأساسية، كما يتضح من سيطرة حزب الله الفعلية على جنوب لبنان. فلقد هدد الحزب إياه إسرائيل بالحرب مرات لا تحصى، وجمع ترسانة هائلة من الصواريخ، إلى جانب حفره الأنفاق داخل الأراضي الإسرائيلية، ما جعل المنطقة في وضعّ غير مستقرٍ وبشكلٍ شبه دائم. 

لذا، يقول شينكر مردداً شكاوى قديمة عن عجز اليونيفيل في مواجهة حزب الله "حزب الله يعرقل باستمرار عملياتها، ونتيجةً لذلك، فهي غير قادرة على تنفيذ تفويضها".

والجدير ذكره أن الولايات المتحدة دفعت العام الماضي، مع قيادة شينكر للمهمة من منصبه في وزارة الخارجية، لإحداث تغيير كبير في تفويض اليونيفيل. وفي النهاية، أدى اتفاق مجلس الأمن بشكل أساسي إلى تخفيض رمزي في الحد الأقصى لعدد القوات. وهنا، يشرح شينكر "الفرنسيون هم من صاغوا القرار بشأن اليونيفيل، وهم مترددون في إجراء أي تغييرات على التفويض. ولم يعد خافياً على أحد أن وزير الخارجية الأميركي حينذاك مايك بومبيو هدد باستخدام حق النقض ضد التفويض إذا لم يتم إجراء بعض التغييرات".

ويضيف شينكر الذي من المقرر أن يدلي بشهادته بشأن لبنان أمام لجنة في الكونغرس في وقتٍ لاحق من هذا الأسبوع، قائلاً "الشيء الآخر الذي دفعنا من أجله كان متطلبات إضافية لإعداد التقارير، وواصلنا الضغط على اليونيفيل لتنفيذ التوصيات وتركيب المعدات التقنية للمساعدة في المراقبة. كل ذلك يعرقله حزب الله. وللأسف هذا ما ندفع من أجله 125 مليون دولار سنوياً".

رسالة إسرائيلية
وفي السياق، كشفت الشبكة الأميركية عن حصولها من البعثة الإسرائيلية لدى الأمم المتحدة على نسخة من رسالة أرسلها السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأسبوع الماضي، قبل بدء المناقشات حول تجديد تفويض اليونيفيل. وجاء فيها "منذ اعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2539 (2020)، واصل حزب الله، الوكيل الإيراني في لبنان، تواجده وترسيخه العسكري في منطقة عمليات اليونيفيل وعلى طول الخط الأزرق. إن برنامج الصواريخ الموجهة بدقة لحزب الله هو التعبير الأكثر إثارة للقلق عن هذه الجهود، التي يتم تنفيذها في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن، بما في ذلك القرار 1701 الصادر عام 2006 والقرار 1559 الصادر عام 2004".

وتضمنت الرسالة أيضاً تحذيراً بكون نشاط حزب الله يشكل تهديداً لا يقتصر على إسرائيل ومواطنيها وحسب، بل أيضاً لشعب لبنان، من خلال تعمدّه وضع مستودعات أسلحته وذخائره وسط السكان المدنيين.

وأرسل إردان لغوتيريش خريطة مرفقة، لإثبات وجود علاقة تربط بين المناطق التي يُمنع وصول اليونيفيل إليها، والمناطق التي يمارس حزب الله أنشطته فيها. وتستشهد الخريطة بتقارير غوتيريش الخاصة حول تحركات اليونيفيل المقيّدة والتي تظهر تداخلاً استراتيجياً مع المناطق التي كانت منطلق لهجمات الصواريخ المضادة للدبابات والأنفاق العابرة للحدود. كما تشير الخريطة إلى أن جمعية "أخضر بلا حدود"، التي تُقدم نفسها كمنظمة بيئية لبنانية تزرع الأشجار على طول الحدود، تدير عدداً من المرافق الأمامية التي يستخدمها حزب الله في أنشطته الخاصة. ولطالما اتُهمت "أخضر بلا حدود" بأنها واجهة لعسكريين من حزب الله متنكرين بزي مدني، ما يُعد انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، بينما تستمر تقارير اليونيفيل في الادعاء بأنه لم يتم العثور على أي دليل على وجود انتهاكات في مرافق هذه الجمعية.

وتماهياً مع الرسالة الإسرائيلية، قال شينكر: "حزب الله سيتخذ قراراته بوجود اليونيفيل أو من دونها، فهي لم تلعب أساساً دوراً جوهرياً في الحفاظ على السلام. وفي الواقع، قد يستخدم حزب الله عناصرها كدروع بشرية في الصراع المقبل".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها