الجمعة 2021/05/14

آخر تحديث: 19:39 (بيروت)

تحليلات إسرائيلية: حماس تحاول جرّ حزب الله إلى المعركة؟

الجمعة 2021/05/14
تحليلات إسرائيلية: حماس تحاول جرّ حزب الله إلى المعركة؟
يمتلك حزب الله 150 ألف صاروخ أو أكثر (Getty)
increase حجم الخط decrease

بينما تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية العدوانية في غزة، التي تستهدف توجيه ضربة قوية لحركة حماس في الأحياء الشمالية والشرقية بمحيط القطاع. وسط التجاهل الإسرائيلي لحث الأمم المتحدة على الوقف الفوري لجميع عمليات الإجلاء القسري بحق الفلسطينيين، خصوصاً في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، والتحذيرات من أن هذه الإجراءات قد ترقى إلى مستوى جرائم حرب. جاء سقوط صواريخ من لبنان على إسرائيل ليزيد المشهد تعقيداً، فماذا تقول التحليلات في الدولة العبرية عن مصدرها، وعن قدرة "القبة الحديدية" في حماية المدن والقرى الإسرائيلية من صواريخ الحزب؟

ليس مصدر قلق
أفادت مصادر إسرائيلية يوم 13 أيار الجاري، بعد إطلاق 3 صورايخ من طراز "غراد" جنوب لبنان صوب الجليل الأعلى في إسرائيل، وسقوطها في مستوطنة "شلومي". بأنه لن يتم الرد على إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان. فيما كشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر "تويتر"، أنه لم يتم تفعيل الإنذار وفقاً للسياسة المتبعة.

وسط هذه التطورات في الشمال، يقول يوسي كوبرفاسر، مدير مشروع التطورات الإقليمية في الشرق الأوسط في مركز "القدس للشؤون العامة"، لوكالة "أنباء اليهود JNS"، أن الهجوم من لبنان ليس مصدر قلق كبير، لأنه على الأرجح "لا يعني الكثير" وأنه من المحتمل أن تكون فصائل فلسطينية وراءه، لإظهار تضامنها مع غزة.

تغير حسابات الحزب
من جهته، قال إليوت تشودوف، المحلل السياسي والعسكري المتخصص في نزاعات الشرق الأوسط والحرب العالمية على الإرهاب، للوكالة الإسرائيلية، أنه سيكون مندهشاً إذا كان حزب الله هو من أطلق الصواريخ. مضيفاً أن التقارير الواردة تشير في الاتجاه إلى أن الفلسطينيين، وربما حماس، هي من أطلقت الصواريخ.

وإذ أشار تشودوف أن حسابات حزب الله تغيرت منذ حرب تموز عام 2006 ضد إسرائيل، وأصبح يفكر ملياً قبل الإقدام على أي خطوة عسكرية، أرجع المحلل الإسرائيلي تغير حسابات الحزب لجملة أسباب أهمها أن إسرائيل حذرته في الماضي من أنها ستوجه إليه "ضربة عسكرية ساحقة" إذا ما أقدم على أي خطوة هجومية.

جرّ الحزب للحرب
وعن العلاقة الإيرانية مع غزة ولبنان، قال تشودوف إن هذا "أمرٌ بالغ الأهمية"، ولا ينبغي للمرء أن يخلط بين علاقات طهران مع المنظمات الفلسطينية في غزة وعلاقتها مع حزب الله في لبنان. فوفقاً له، الساحتان منفصلتان. لافتاً أن الإيرانيين يقفون وراء الصراع في غزة، إضافةً إلى وجود أسباب أخرى لهجوم حماس على إسرائيل.

وأضاف تشودوف أنه بينما ستستخدم إيران حزب الله لمهاجمة إسرائيل في مرحلةٍ ما، فإن دخول الحزب الآن على خط المعارك سيكون كالانتحار. وبرأيه، إيران تعلم أن تورط حزب الله في الصراع راهناً، سيسمح لإسرائيل بإطلاق العنان لقدراتها العسكرية الهائلة ضده و"إعادته إلى الوراء 15 عاماً على الأقل".

وفي تقييمه لمّا جرى من إطلاق صواريخ، عبّر تشودوف عن اعتقاده بأن حماس تحاول جرّ حزب الله إلى الصراع، معللاً ذلك بقوله "حماس تأمل في تكرار ما حدث عام 2006 عندما بدأ الصراع في غزة ضد حماس، وانتهى في لبنان ضد حزب الله. إنها تريد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء".

القبة الحديدية تحت الضوء
وعلى صعيدٍ متصل بالعمليات العسكرية في غزة ودور القبة الحديدية في حماية الدولة العبرية من الصواريخ، رسمت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، علامات استفهام حول قدرة هذه المنظومة على القيام بدورها، إذا ما اندلعت حرب مع حزب الله، الذي يمتلك 150 ألف صاروخ أو أكثر، بما في ذلك مئات الصواريخ الدقيقة، ما يعني أن إطلاق ألف صاروخ يومياً لن يؤثر على ترسانته الضخمة.

ونجحت حركة حماس خلال الأيام الماضية في إطلاق أكثر مئات الصواريخ في غضون دقائق، بما في ذلك عدد كبير منها استهدف تل أبيب. وهذه، حسب الصحيفة الإسرائيلية، قفزة في عدد الصواريخ المستخدمة ضد العاصمة الإسرائيلية، وفي قدرة "حماس" على إطلاق عدد كبير من الصواريخ في وقت واحد. 

وفيما تشير الصحيفة أن "القبة الحديدية" لا تزال تعترض غالبية الصواريخ التي أُطلقت على التجمعات السكانية الإسرائيلية. يبقى السؤال الأكبر هو ما إذا كانت تقديرات المخابرات الإسرائيلية صحيحة، حيال امتلاك "حماس" بضع مئات من الصواريخ التي يمكنها الوصول إلى تل أبيب. وإذا كانت هذه التقديرات دقيقة، فربما تكون "حماس" قد استهلكت جزءاً كبيراً من تلك الترسانة، حتى لو كان لديها آلاف أخرى يمكن أن تضرب بها بئر السبع وأشدود والمستوطنات القريبة من حدود غزة.

ضرر صواريخ حزب الله
ويظهر في ما نشرته "جيروزاليم بوست" مدى تهيب إسرائيل في دخول معركة حالياً مع لبنان، فإذا تمكنت "حماس" من اختراق الدرع الصاروخي بـ100 صاروخ في بضع دقائق، فما مقدار الضرر الذي يمكن أن يحدثه حزب الله وإيران بالصواريخ الأطول مدى والأكبر من حيث زنة الرؤوس الحربية والأكثر دقة التي يمتلكانها؟

وترى الصحيفة أن صنّاع القرار والاستراتيجيون العسكريون الإسرائيليون سيحتاجون إلى أخذ ذلك في الاعتبار عند تحديد المدة التي يمكن أن تستمر فيها العمليات العسكرية، ومدى السرعة التي سيحتاجون إليها للتصعيد بهجوم برّي لتقليل إطلاق صواريخ "حماس". أو إيجاد الطريق لوقف إطلاق النار بسرعة أكبر، ووضع خطط جديدة للجولة التالية.

كما تقول الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي سيحتاج أيضاً إلى إعادة التفكير في السرعة التي سيحتاج بها للتحرك في صراع مع حزب الله، ناهيكَ عن الدخول في معركة مع إيران.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها