صورة تذكارية
تم استدعاء سليم شبلي إلى التحقيق بعد ظهر الخامس من آب، وتم توقيفه وفريق العمل الذي قام بعمليات الصيانة في العنبر رقم 12، والمؤلف من العمال السوريين أحمد رجب وكل من رائد وخضر الأحمد. والأخطر من كل هذا، أن شبلي والعمال الثلاثة يؤكدون أنهم لم يكونوا على علم بخطورة المواد الموجودة في هذا العنبر. حتى أنّ أقارب شبلي يشيرون إلى أنّ الأخير ما كان ليقبل بتنفيذ أعمال الصيانة لو كان على علم بالقنبلة الموقوتة المزروعة فيه. حتى أنّ الحريق الذي اندلع في العنبر نفسه، اشتعل بعد قرابة الساعة من مغادرتهم المكان. مع العلم أنّ الصورة (أدناه) التي انتشرت لأعمال الصيانة في العنبر رقم 12، تم التقاطها في اليوم الأول لمباشرة الأعمال فيه، حسب ما يؤكد أفراد من عائلة شبلي لـ"المدن"، أي في يوم 30 تموز 2020. والأرجح أنه تم تصويرها للتأكيد على بدء أعمال الصيانة.
زاوية الحريق
وفي حين يرفض وكيل شبلي، المحامي فادي حدّاد الدخول في التفاصيل، لكون التحقيق سرياً ولا يزال مستمراً، إلا أنه يؤكد من جهته أنّ "طبيعة عملية التلحيم التي كانت تحصل في العنبر رقم 12 لا توّلد ناراً والشرارات لا تسبّب بحريق". ويضيف في اتصال مع "المدن" أنّ "لا ادعاء واضح على شبلي، إنما الادعاء يشمل الإداريين والموظفين في المرفأ والأمنيين، شبلي ليس موظفاً ولا رجل أمن. التزم تنفيذ أعمال، ووفقاً للاتفاق قام بأعمال محدودة والعمال تركوا الموقع قبل الانفجار". ويضيء حداد على زاوية لافتة أخرى في مسار الحريق والانفجار، إذ يشير إلى أنّ "الصور المنتشرة تظهر أنّ النيران اندلعت في مكان بعيد عن مكان تصليح الأبواب، حتى أنّ عملية الصيانة تمّت أساساً من خارج العنبر". فتكتمل سيرة التشويق والغموض في انفجار مرفأ بيروت.
خلاصات الرواية
في خلاصة كل هذه التفاصيل، ماكينة التلحيم لا شرارات لها ولا تُنتج حريقاً. فريق الصيانة أنهى عمله قبل ساعة من اشتعال الحريق. والحريق شبّ في مكان مختلف عن موقع تنفيذ أعمال الصيانة. إضافة إلى أنّ المتعهد والعمال لم يكونوا على علم بخطورة المواد المكدّسة في العنبر رقم 12. كل هذه الملاحظات تتجمّع عند عائلة سليم شبلي، التي تتردّد في التعبير عن أسفها وحزنها على توقيفه والعمال في تغييب للحقيقة. وكتبت ابنة سليم، ماريا، على صفحتها على فايسبوك قبل أيام أنّ والدها "من الأشخاص الموقوفين ظلماً في الملف، كان في مكتبه لحظة وقوع الانفجار والمكتب تضرّر أيضاً، أشكر ربي يومياً أنه لا يزال على قيد الحياة، لكن كيف يمكن لضحية أن تتّهم بجريمة مماثلة؟ .. نعرف من هم المجرمين، هم الذين يزجّون الأبرياء في السجون لتغطية جرائمهم، كفى".
كل هذه التفاصيل، إن صحّت، تشير إلى فضيحة على مستوى التحقيق في انفجار مرفأ بيروت. تدلّ على وجود أبرياء وراء القضبان، وأصابع اتهام تكتفي بالإشارة إلى التقصير والإهمال في جريمة 4 آب. وتقول إنّ ثمة كبش فداء، كما يقول معظم أهالي صغار الموظفين في المرفأ والموقوفين الآخرين. بل تؤكد أنّ ثمة "شيئاً أكبر مني ومنك" حصل في المرفأ.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها