الأحد 2021/02/07

آخر تحديث: 12:38 (بيروت)

الراعي يدعو لمؤتمر دولي لإنقاذ لبنان.. متنبئاً بانتفاضة جديدة

الأحد 2021/02/07
الراعي يدعو لمؤتمر دولي لإنقاذ لبنان.. متنبئاً بانتفاضة جديدة
الراعي: الشعب سينتفض من جديد في الشارع ويطالب بحقوقه، سيثور، ويحاسب (بكركي)
increase حجم الخط decrease
كما درجت العادة منذ أشهر، انتقد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في عظته الأسبوعية، السياسيين والطبقة السياسية العاجزة والفاشلة في لبنان. فجاءت دعوته، اليوم الأحد، إلى ضرورة طرح قضية لبنان المنهار "في مؤتمر دولي خاص برعاية الأمم المتحدة". وأضاف الراعي أنّ مهام هذا المؤتمر تثبيت "لبنان في أطره الدستورية الحديثة التي ترتكز على وحدة الكيان ونظام الحياد وتوفير ضمانات دائمة للوجود اللبناني تمنع التعدّي عليه والمس بشرعيته". وأشار إنّ المطلوب من خلال المؤتمر الدولي أيضاً "وضع حد لتعددية السلاح ومعالجة حالة غياب سلطة دستورية واضحة تحسم النزاعات وتسدّ الثغرات الدستورية والإجرائية، تأميناً لاستقرار النظام، وتلافياً لتعطيل آلة الحكم عدة أشهر عند كل استحقاق لانتخاب رئيس للجمهورية ولتشكيل حكومة". أي أنّ المطلوب مؤتمر أممي ودولي يحّل كل التعطيل الممارس من قبل أفرقاء السلطة على المستويات كافة، سياسياً ودستورياً وأمنياً بفعل التحّلل الذي أرسته المنظومة الحاكمة في توافقاتها وخلافاتها على حدّ سواء.

الشعب سينتفض مجدداً
وبصريح العبارة توجّه الراعي، خلال عظته ليوم الأحد في بكركي، للمسؤولين اللبنانيين بالقول "مهلاً أيها المسؤولون، لا الدولة ملككم، ولا الشعب غنم للذبح في مسلخ مصالحكم وعدم اكتراثكم". وأضاف إنّ الشعب يحتضر والدولة ضمير ميت، وسأل: "جميع دول العالم تعاطفت مع شعب لبنان إلا دولته. فهل من جريمة أعظمُ من هذه"؟ وقال "نادينا فلم يسمعوا. سألنا فلم يُجيبوا. بادرنا فلم يتجاوبوا. لن نتعب من المطالبة بالحق. وشعبنا لن يرحل، بل يبقى هنا". وعبّر الراعي عن مواقف مختلف اللبنانيين من مختلف المناطق ومختلف الطوائف، إذ أشار إلى أنّ "الشعب سينتفض من جديد في الشارع ويطالب بحقوقه، سيثور، ويحاسب". وأضاف أنّ "سلبيتكم تدفعه قسراً نحو السلبية. استخفافكم بآلامه ومآسيه يدفعه عنوة نحو خيارات قصوى، وفوق ذلك استُنفدت جميع المبادرات والوساطات اللبنانية والعربية والدولية من دون جدوى. وكأن هناك إصراراً على إسقاط الدولة بكل ما تمثل من خصوصية وقيم ودستور ونظام وشراكة وطنية".

شبعنا اغتيالات
وتعليقاً على اغتيال الباحث والناشر لقمان سليم، قال الراعي: "شبعنا اغتيالات، وقد أدمى قلبنا وقلوب الجميع في اليومين الأخيرين استشهاد الناشط لقمان محسن سليم، ابن البيت الوطني، والعائلة العريقة". وأضاف أنّ اغتياله "هو اغتيال للرأي الآخر الحر، ودافع جديد لوضع حد لكل سلاح متفلت يقضي تدريجيأ على خيرة وجوه الوطن". فتقدّم بالتعازي لعائلة سليم وأصدقائه، داعياً الدولة إلى الكشف عن ملابسات اغتياله وعن الجهة المحرضة على هذه الجريمة السياسية النكراء.

السكوت جريمة
واعتبر الراعي أنّ وضع لبنان "بلغ مرحلة خطيرة تحتم الموقف الصريح والكلمة الصادقة والقرار الجريء"، مشيراً إلى أنّ "السكوت جزء من الجريمة بحق لبنان وشعبه، وغسلُ الأيادي اشتراك في الجريمة". وشدّد على أنه "لا يجوز بعد اليوم لأي مسؤول التهرب من المسؤولية ومن الواجبات الوطنية التي أنُيطت به تحت أي ذريعة"، لافتاً إلى أنّ "الوضع تخطى الحكومة إلى مصير الوطن. وعليه، كل سلطة تتلاعب بهذا المصير وتتخلى عن الخيار الوطني التاريخي تفقد شرعيتها الشعبية". وختم الراعي عظته بالتأكيد على أنه "من جهتنا لن نقبل القدر ولا المصير المجهول، ولن نقبل هذا الانحراف ولا الأمر الواقع. وسنسير في هذا الموقف الوطني حتى إنقاذ لبنان".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها