الأحد 2020/09/27

آخر تحديث: 22:15 (بيروت)

ماكرون:سأكلم إيران وحزب الله سياسي أم مجموعة إرهابية ومليشيا؟

الأحد 2020/09/27
ماكرون:سأكلم إيران وحزب الله سياسي أم مجموعة إرهابية ومليشيا؟
"سعد الحريري أخطأ بالمبادرة التي قدمها عندما وضع الشرط الطائفي لتشكيل الحكومة" (Getty)
increase حجم الخط decrease
عنّف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القوى والزعماء السياسيين في لبنان، وخصوصاً حزب الله وحركة أمل. وهو لم يوفر أي من تلك القوى من كلامه الاتهامي القاسي. وخصّ حزب الله  باعتباره ميليشيا إرهابية ترهب القوى السياسية بالسلاح. ثم أبدى أسفه من أن بعض الرؤساء فضلوا أن يكونوا رهائن لدى حزب الله. 

وهذه أبرز العناوين للكلمة التي أتت في مؤتمره الصحافي المنعقد في باريس مساء الأحد 27 أيلول، مجيباً فيه على أسئلة تلقها من الصحافيين ومن اللبنانيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال ماكرون إن الطبقة السياسية اللبنانية الفاسدة استحوذت على السلطة في البلاد. ولم تلتزم ولا احترمت تعهداتها لفرنسا والمجتمع الدولي، بل خانتها. وفضلت مصالحها الخاصة على المصلحة العامة، وقررت تسيلم لبنان للعبة الدول.

ناصبو الأفخاخ
واعتبر أن الجميع استفاد من الفساد، والأموال شحّت في لبنان. وفي العام 2019 بدأت القيود على حركة الأموال، والبعض تمكّن من إخراج أمواله من البلد. وفضّلت القوى السياسية اللبنانية الفوضى على مساعدة لبنان، وأضاعت شهراً على الشعب اللبناني، وجعلت من المستحيل تشكيل حكومة والبدء بالإصلاحات، وتفاوضت ونصبت الأفخاخ في ما بينها، وشدّدوا على الطائفة لتشكيل الحكومة على حساب الكفاءة.

وأضاف أن المسؤوليات باتت واضحة ويجب أن يسمى المسؤلون بأسمائهم. والمسؤولون اللبنانيون جعلوا بمناوراتهم من المستحيل تشكيل حكومة.

حزب الله ميليشيا وإرهابي؟
وتطرق إلى سلوك حزب الله معتبراً أنه لا يمكنه أن يكون جيشا في حال حرب ضد إسرائيل وميليشيا تشارك في الحرب في سوريا، وفي الوقت نفسه يكون حزبا محترما في لبنان. وعليه أن يحترم اللبنانيين. وهو اثبت عكس ذلك في الايام الاخيرة: لا هو ولا حلفاؤه قدموا تنازلات لتشكيل الحكومة.

وقال سأتصرف وفقاً للخيانة الجماعية من قبل القوى السياسية اللبنانية. جميعهم يتحمل المسؤولية التي سيدفعون ثمنها أمام الشعب اللبناني الذي لن تتخلى عنه وفرنسا.

وقال إن خارطة الطريق الفرنسية هي الخيار الوحيد المتاح ولا تزال مطروحة. والمبادرة الفرنسية لن ترفع عن الطاولة، وعلى المسؤولين أن يغتنموا هذه الفرصة الأخيرة الموضوعة أمامهم. ودعا رئيس الجمهورية اللبنانية لتحمل مسؤوليته، والمضي بالاستشارات النيابية لتكليف شخًص آخر وتشكيل حكومة.

وقال إنه سيجمع أعضاء المجموعة الدولية لدعم لبنان للحصول على الدعم الدولي للتقدّم في خارطة الطريق والدخول في مرحلة جديدة. وخلال 20 يوماً سنعقد اجتماعا مع مجموعة الاتصال الدولية للبنان لبحث الخطوات التالية.

الحريري وشرطه الخاطئ
ورداً على أسئلة الصحافيين حول من يحمل مسؤولية فشل المبادرة بالاسم، قال إن الفشل هو فشل القوى السياسية اللبنانية ولا أتحمّله. وسعد الحريري أخطأ بالمبادرة التي قدمها عندما وضع الشرط الطائفي لتشكيل الحكومة.

لكن ماكرون شدد على أن حركة أمل وحزب الله قرّرا ألا يتغيّر شيء في لبنان، ولم يحترما الوعد الذي قطعهاه أمامي، والفشل هو فشلهم. فلا حزب الله ولا حركة أمل يريدان التسوية. وعلى حزب الله ألا يعتقد أنه الأقوى.

وسئل نفسه هل يمكن تأليف حكومة من دون الشيعة؟ فأجاب: الخيار ليس واقعياً. اليوم هناك خوف من حزب الله وخوف من الحرب. وخيار الحرب ليس قائماً. واستدرك: لا نخشى من وقوع حرب أهلية. والعقوبات لا تبدو لي الخيار المناسب حاليا، ولا تستجيب إلى الحاجة. وما علينا القيام به هو ممارسة الضغط السياسي. وفرض عقوبات على من عرقلوا تشكيل الحكومة في لبنان، لن تكون مجدية.

لا فائدة من العقوبات الأميركية
وقال رداً على سائليه اللبنانيين: أخجل مما يقوم به رؤسائكم وقادتكم، ولا يمكنني أن أحل محل الرئيس اللبناني.

وعن الدور الخارجي في العرقلة قال: لا أعرف كيف تتصرف إيران. ولا دليل على أنها عرقلت التشكيل. وسياسة العقوبات التي لم ينسقها الأميركيون معنا ساهمت في تعقد الأمور. لكن سيكون لي حديث مع إيران. وهناك قرار سيء أن ننتقل إلى سياسة الأسوأ مع إيران.

وفي ما يتعلق بلبنان هناك خطان لا ثالث لهما: الأول خارطة الطريق الفرنسية التي يوافق عليها المجتمع الدولي. والثاني هو السياسة الأسوأ، أي إعلان الحرب ضد حزب الله، فينهار لبنان لتنجح هذه السياسة. وهذا ما نرفضه الآن. وانا قررت عدم اتباع السياسة الثانية. ولا أرى حلّا أفضل من استعادة مبادرة حكومة المهمّة التي أطلقناها في قصر الصنوبر. ولا يمكن أن ألعب دور رئيس الجمهورية أو أي مسؤول لبناني آخر.

سأتحدث مع إيران
وقال إن  ما حصل من قبل الطرف الشيعي ساهم بوضوح في إفشال المبادرة. وساتحدث مع إيران لنعرف كيف نتقدم. الشيعة يختارون الخيار الأسوأ، ومصلحة بلدهم في خطر. والأمر في يد برّي وحزب الله. فهل يريد الطرفان إدخال الشيعة في المصلحة اللبنانية والديمقراطية أو في السيناريو الأسوأ؟ وفرنسا ليست متواطئة مع الخيانة التي أقدمت عليها القوى السياسية في لبنان. وفي حال لم يحصل أيّ تقدّم سنغيّر المسار نحو تغيير الهيكيليّة السياسيّة في لبنان. وقال أنه في حال فشل المبادرة من الأن ولغاية شهر، سيراجع الخيارات ومقاربة الخيار الآخر. هو خيار معقد. لكن سنكون ملزمين بالذهاب إليه. واذا لم نتقدم بالخطة الموضوعة في الأسابيع الأربعة المقبلة سنرى ماذا نفعل. وأمهل زعماء لبنان 4 إلى 6 أسابيع أخرى لتشكيل حكومة في إطار المبادرة الفرنسية. وهدد أنه سيكون خطوات معينة من الخارج.

وشدد على تطبيق الإصلاحات التي تأخرت كثيراً في قطاع الطاقة وغيره، كما يجب إعادة الثقة بالقطاع المصرفي. ويجب أن يكون هناك مساعدات دولية بعد استعادة الثقة. لكن لا أحد سيرسل المساعدات طالما الأشخاص نفسهم موجودون.

لا حكومة بلا تمثيل الطوائف
وعن إمكان تشكيل حكومة غير طائفية قال: لست أن من وضع اللعبة في لبنان. نستطيع تغيير بعض الأمور، مثل عدم تعيين وزراء من الأحزاب. لكن لا يمكن تشكيل الحكومة من دون تمثيل الطوائف. ويجب أن نحترم التوازنات. ولكن على الوزراء ألا يرتهنوا لأحزابهم وطوائفهم. ومن جنى الأموال الطائلة من لبنان لا يمكن أن يجري الإصلاحات المطلوبة. ونظام الفساد مقسّم بين القوى، والنظام لا يتحرك ولا يتقدم. وهناك قرابة عشرة اشخاص يضعون البلد في الحفرة ولا حل أفضل من الذي وضعناه.

وعن تعديل الوقت وإطالة أمد المهلة، قال أنها كانت لغاية 15 يوماً، وكانت مهلة طبيعة. أما مهلة اليوم فمرتبطة باجتماع مجموعة الدعم، وستكون مختلفة عن السابق. وعندما اجتمعت بمجمل القادة في بداية أيلول وتعهد الجميع بخارطة الطريق، لكن لم يحصل أي تقدم، ولم نر الحكومة. فهل نوقف كل شيء ونعود إلي حرب أهلية؟! اتخذنا مسارا ثالثا. ومن الأفضل ألا نترك الأمور، و لن نترك لبنان في نظام الرعب الحالي.

حزب لبناني أم إيراني؟
وأضاف أنه حان الوقت لحزب الله أن يوضح لعبته، فلا يمكنه أن يُرهب الآخرين بقوة السلاح. وهو استفاد من قوته ولعب دور مجموعة إرهابية ومليشيا، ويدّعي أنّه طرف سياسي. وتأسف أن بعض السياسيين فضلوا أن يكون رهينة لحزب الله، غامزاً من قناة بري وعون.

وختم بأنه لا يريد أن يقول إن لا أمل في أي حل سياسي. وحان الوقت لحزب الله أن يوضح نواياه. وسأل هل حزب الله حزب سياسي لبناني، أم يسير وفق ما تريد إيران؟ وشدد على أنه يجب الوصول إلى عقد إجتماعي جديد في لبنان، والوضع خطير أمنياً وإقتصادياً وإجتماعياً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها