الجمعة 2020/08/07

آخر تحديث: 14:08 (بيروت)

الانفجار الذي فضح ثغرات النظام المتهالك

الجمعة 2020/08/07
الانفجار الذي فضح ثغرات النظام المتهالك
نتاج كارثي لنظام آخذ في الانهيار (عزيز طاهر)
increase حجم الخط decrease
كتبت صحيفة "فايننشال تايمز" تحقيقاً تحت عنوان "انفجار بيروت: التفجير الذي فضح ثغرات النظام المتهالك"، نقلت فيه عن لسان سامي الخطيب، المدير التنفيذي لشركة شحن وخدمات لوجستية، أدهم الخطيب وأبناؤه، قوله: "كنت أعرف أن مستودع عنبر رقم 12 (جمارك)، يحتوي على ألعاب نارية وصواريخ وكبتاغون، لكنني لم أشعر أبداً أن انفجاراً سيقع". 

وقالت الصحيفة: "التجار والعاملون في الشحن الذين يمضون أياماً لعقد الصفقات وعدّ الكونتينرات في مرفأ بيروت، يعلمون أن أمراً غريباً كان يدور حول العنبر رقم 12. 

وقد أدى انفجار العنبر، الذي يخزن فيه أكثر من 2750 طناً من نترات الأمونيوم منذ سنوات إلى مقتل أكثر من 130 شخصاً وجرحت 5 آلاف آخرين، وألحق دماراً هائلاً في أجزاء واسعة من العاصمة اللبنانية.

كثيرون يرون أن الكارثة كانت نتيجة طبيعية مباشرة لعقود من الفساد والقيادة غير الكفوءة في هياكل الدولة اللبنانية العليا. فوفق مها يحيى، مديرة مركز كارينغي للشرق الأوسط، ومقره بيروت: ما رأيناه يوم الثلاثاء هو نتاج كارثي لنظام آخذ في الانهيار. فنحن أمام قيادة سياسية لا تعرف حدوداً. وتعيش على الفوضى. 

ووفق الخطيب، فإن وجود نترات الأمونيوم معروف جيداً لمسؤولي الميناء، الذين يمكنهم أن يتذكروا تفاصيل محددة حول وصول الشحنة قبل سنوات، بما في ذلك المشكلات التي أحاطت بالسفينة، وحقيقة أنها كانت في طريقها إلى أفريقيا. 

لقد جاء الانفجار وسط حالة من تكرار انقطاع الكهرباء، وفي زمن أزمة اقتصادية تصيب البلاد بالشلل، وأدت إلى القضاء على آلاف الوظائف وقذفت الناس في براثن الفقر. لقد رشق محتجون غاضبون موكب رئيس الوزراء السابق سعد الحريري بالحجارة، وسط بيروت، الأربعاء. فقد كان الإحباط مما اعتبر فساداً لحكومة الحريري، في صميم الاحتجاجات الجماهيرية التي اندلعت العام الماضي، وانتهت بإسقاط حكومته، ويتوقع المحللون أن يتصاعد السخط المدني مرة أخرى. وتقول يحيى إنها أحست باستياء واضح في الشارع. 

ويقول المنتقدون لهذا النظام أنه قد خلق طبقة سياسية راسخة من أمراء الحرب أو الرؤساء، الذين يتقاسمون السلطة والنفوذ فيما بينهم، على أسس طائفية، يمتد تقاسم "الكعكة" إلى الخدمة المدنية، بما في ذلك مديرية الجمارك، حيث يتم توزيع المناصب بشكل غير رسمي لمختلف الطوائف. 

بالنسبة للبنان المعتمد على الاستيراد، فإن الميناء الذي يديره القطاع الخاص هو الشريان الرئيسي لكل شيء، من الوقود إلى الغذاء، ويوفر آلاف الوظائف في شركات للنقل والشحن والتأمين. 

وقال مدير الجمارك بدري ضاهر لوسائل الإعلام المحلية إنه تم تحذير سلطات بيروت ست مرات من المواد شديدة الانفجار، وتم تداول مجموعة من الرسائل الورقية ذات الصلة بهذا الأمر على نطاق واسع، على وسائل التواصل الاجتماعي. 

ووصفت يحيى الفشل في حماية نترات الأمونيوم بأنه "مثير للسخط"، وتساءلت: "كيف يتم تخزين ما يقرب من 3000 طن من نترات الأمونيوم في منطقة ميناء بجوار الألعاب النارية؟"

فقد ذكر أحد المستوردين، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، خوفاً من أن تتأثر أعماله في ميناء بيروت، هناك قائمة بقيمة الرشوة المطلوب أن تدفعها مقابل كل خدمة، وأضاف، أنه من أجل تخليص بضاعتك بسرعة ومن دون عوائق، عليك أن تدفع ما بين 500 دولار إلى 1000 دولار، ولم ترد السلطات الجمركية على الفور على طلب التعقيب". 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها