الجمعة 2020/12/04

آخر تحديث: 13:53 (بيروت)

حزب الله و"سمعته الناصعة": لجوء إلى القضاء ضد المفترين

الجمعة 2020/12/04
حزب الله و"سمعته الناصعة": لجوء إلى القضاء ضد المفترين
دعوى ضد سعيد وموقع القوات اللبنانية وبهاء الحريري.. وملفات أخرى قيد الدراسة (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
تقدّم اليوم النائب إبراهيم الموسوي، باسم حزب الله، بدعويين قضائيتين ضد النائب السابق فراس سعيد، والموقع الإلكتروني لحزب القوات اللبنانية، رداً على "الاتّهامات الباطلة التي وُجّهت إلى حزب الله في قضية تفجير المرفأ، والتي تشكل ظلماً حقيقياً وعدواناً حقيقياً واستمراراً لجريمة المرفأ". واعتبر الموسوي أنّ "البعض يعمد إلى استثمار الجريمة والدماء والاستمرار في الافتراء"، مؤكداً على حق الحزب في الدفاع عن نفسه، من خلال رفع الدعاوى على "كل من مارسوا التضليل والافتراء والاتهامات الباطلة ومن يلعبون بالسلم الأهلي".

مرجعية القضاء
ومن أمام قصر العدل، شدّد الموسوي على أنّ "القضاء هو المرجع لحفظ السلم والأهلي، وآن الأوان لأن يأخذ دوره"، مشيراً إلى تحضير "دعاوى قضائية ضد كل وسيلة إعلامية تحاول النيل من سمعة حزب الله الناصعة". وأضاف أنّ حزب الله "يريد أن يتولّى القضاء المهمة، وهو المخوّل حماية سمعة الناس".

دعوى ضد "بهاء"
ومن المفترض أن تنتهي بغضون الساعات المقبلة الإجراءات الروتينية لتسجيل دعوى إضافية من حزب الله ضد بهاء الحريري وفقاً للتهمة نفسها. وفي هذا الإطار قال النائب الموسوي في اتصال مع "المدن" إنّ "مجموعة من المحامين تقوم بإعداد الملفات الإضافية، الموضوع جدي وليس موضوع حرية إعلامية. بل تحريض وتهديد للسلم الأهلي، لكون الكثير من الكلام غير المسؤول صدر عقب جريمة المرفأ".

استدراك الموسوي
وخلال حديثنا معه، استدرك الموسوي أنه يدلي بكلامه لـ"المدن"، فتوقف عن الكلام معتذراً عن إكمال تصريحه، مشيراً إلى أن "المدن": "وسيلة تابعة للأميركيين"! وأنه عملاً بالإجراءات التنظيمية يستوجب التصريح لهذه المؤسسة سياقاً خاصاً عبر المكتب الإعلامي في حزب الله. وأضاف أنّ ما حصل تضليل أيضاً "وبإمكاني أيضاً رفع دعوى قضائية حياله". تهديد بالتقدّم بملف قضائي من جهة، واتهام مضلّل بالعمالة لأميركا من جهة أخرى.. وما فيه تهويل وتهديد! (ويمكن لـ"المدن" أن تحذو حذو حزب الله وتتقدم بدعوى افتراء اتهامها بالعمالة لأميركا). 

اعتراف بالقضاء.. بالدولة
لم يلجأ الحزب، خلال عقود من العمل السياسي، إلى التقدّم بالدعاوى إلا في مرات نادرة، كان إحداها ضد الزميلة الإعلامية ديما صادق عام 2015. فتشكّل خطوة اليوم سابقة مرحّب بها لجهة "اعتراف" الحزب بالقضاء اللبناني وأحكامه، وبالدولة اللبنانية ومؤسساتها. خصوصاً أنّ منطق المحيطين بالحزب وبيئته، في سوابق أخرى، كان يتبنّى التهديد كـ"تحسّس الرقاب" أو تنفيذ أحكامه هو بيده وسلاحه، أو التحريض من خلال اتهام صحافيين ووسائل إعلامية بتنفيذ أجندات غربية أو عربية، فيباح هتكهم بشتّى الوسائل.

يوم 8 آب، بعد أيام على جريمة تفجير المرفأ، هتف عشرات آلاف اللبنانيين ضد السلطة. دلّوا بأصابعهم على الزعماء وكالوهم باتهام فعلي عن مسؤولية في التفجير. مسؤولية معنوية ربما، أو حتى فعلية. كل السلطة، كانت ولا تزال، مسؤولة عن جريمة المرفأ، وحزب الله المشارك في البرلمان والحكومات المتعاقبة أيضاً. هذا ما قاله الناس في الشوارع حيث علّقوا المشانق وربطوا فيها مجسّمات للزعامات اللبنانية. وهذا ما يقوله الناس أيضاً حول مختلف الجرائم الأخرى المرتكبة على مستوى الفساد وهدر المال العام والمسؤولية عن الأزمات الاجتماعية المتلاحقة والانهيار المالي المستمرّ. فإن كان لا بد من رفع الدعاوى، فلتُرفع على عشرات آلاف اللبنانيين الذين يطالبون بدولة وببنائها.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها