السبت 2018/09/01

آخر تحديث: 06:26 (بيروت)

إسرائيل: سباق صاروخي مع حزب الله والنظام السوري

السبت 2018/09/01
إسرائيل: سباق صاروخي مع حزب الله والنظام السوري
تستغرب إسرائيل محاولات نصرالله إظهار خبرته في المجتمع الإسرائيلي (عباس سلمان)
increase حجم الخط decrease

يبدو التخبط في إسرائيل هذه الأيام واضحاً. إذ تعيش في حالة الحرب واللاحرب، مع تطوير استراتيجيات عسكرية جديدة وجدل في شأن تحديد الأولويات. ففي الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل تهديدات حركة حماس التي لا تنتهي، تعتبر صحيفة هآرتس أن حماس هي إلهاء عن التهديد الحقيقي، أي حزب الله، والوجود الإيراني المتزايد في سوريا. فإسرائيل، وفق الصحيفة، لها اليد العليا في الصراع مع حماس في غزة، لكن التهديد من الحزب وإيران مختلف.

رغم التعاطف الذي تبديه هآرتس مع المزارعين الإسرائيليين الذين تقع منازلهم على الحدود مع غزة، فإن سياسة ضبط النفس، كما تقول، هي أفضل من عملية عسكرية واسعة النطاق. فصواريخ حماس تم تحييدها بشكل أساسي على المستوى المحلّي بواسطة أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية. بالتالي، هي محدودة اليوم في نطاق حدود غزة.

إن صراعاً مستقبلياً مع حزب الله وإيران سيكون، بحسب هآرتس، قصة مختلفة تماماً. فمن المرجح أن تتعرض الجبهة المدنية الإسرائيلية الداخلية والجبهة العسكرية لتدمير غير مسبوق. وبينما يواصل الجيش الإسرائيلي الالتزام باستراتيجية هجومية، إلا أن الأيام السابقة الجيدة، عندما كانت تتقدم القوات الإسرائيلية وتسيطر على الأراضي وتحقق انتصارات حاسمة، قد ذهبت إلى الأبد. وما تحتاج إليه إسرائيل اليوم هو احتلال مزيد من الأراضي المأهولة بالسكان، لكن من دون احتلال الأراضي يكاد يكون من المستحيل تحقيق نصر حاسم.

على صعيد متصل أشار موقع مونيتور الأميركي أن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان وضع نصب عينيه استراتيجية يريد تعزيزها في فترة ولايته الحالية، وهي إنشاء "فيلق الصواريخ" الذي سيكون ذراعاً صاروخية "ذكية" دقيقة ومميتة على مختلف النطاقات، من جنوب لبنان إلى أعماق سوريا. وستكون مهمته موازنة إسرائيل لترسانة حزب الله الصاروخية وقدرات صواريخ الرئيس السوري بشار الأسد من دون إرسال المقاتلات إلى الأجواء.

وقد قرر ليبرمان ورئيس الأركان الإسرائيلي غادي إيزنكوت القيام بصفقة استحواذ هائلة سيشتري فيها الجيش الإسرائيلي من شركة IMI Systems الإسرائيلية أسطولاً جديداً من الصواريخ والقذائف سيعزز بشكل كبير قدرة إسرائيل. ووفقاً للخطة، سيتم في وقت لاحق إنشاء ذراع عسكرية خاصة منفصلة مخصصة للصواريخ، وستكون أكثر تنوعاً وتطوراً ودقة وفتكاً من جميع فروع الصواريخ في لبنان وسوريا.

وقد قال مصدر عسكري إسرائيلي رفيع المستوى لمونيتور، فضل عدم الكشف عن هويته، إن "الحزب والنظام السوري لن يستطيعا تحييد القوة الجوية الإسرائيلية، لكنهم قد يجعلا الأمر صعباً علينا، وربما يؤثّران في دائرة أنشطة القوات الجوية بطريقة أو بأخرى". أضاف مصدر عسكري آخر، مطلع على هذا الموضوع: "ليس كل هدف في لبنان أو سوريا يتطلب طياراً استغرق منا ثلاث سنوات للتدريب، في مقاتلة تكلف 200 مليون دولار. يكلف الصاروخ أقل من ذلك بكثير ولا يحتاج إلى اجتياز اختبارات دقيقة وتدريب مكثف. ولنفترض أن الصاروخ أخطأ الهدف، فهذه لن تُعد مشكلة، إذ لا يوجد طيار يمكن أن يؤخذ للأسر، ولا ضغوط لإطلاق مقاتلين أسرهم الجيش الإسرائيلي بسبب الطيارين المفقودين".

وعن استراتيجية الجيش الإسرائيلي الجديدة، قال ضابط إسرائيلي بارز طلب عدم الكشف عن هويته للموقع: "يحاول نصرالله إظهار خبرته في المجتمع الإسرائيلي وهذا مثير للإعجاب، لكنه يدرك جيداً توازن القوى. إنه يعلم أن ما كان في الماضي لن يكون دائماً. في المرة المقبلة، سيُحاسب لبنان على جميع أفعال نصرالله وستدفع البلاد ثمناً باهظاً جداً إذا سمحت لنفسها بأن يستدرجها حزب الله إلى أي نوع من المغامرات".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها