الجمعة 2018/07/13

آخر تحديث: 00:05 (بيروت)

هآرتس توافق نصرالله: الإسرائيليون ما عادوا يريدون القتال

الجمعة 2018/07/13
هآرتس توافق نصرالله: الإسرائيليون ما عادوا يريدون القتال
تؤكد هآرتس أن ما قاله نصرالله يُعتبر دقيقاً (خليل حسن)
increase حجم الخط decrease

في الذكرى السبعين لإعلان دولة إسرائيل، عقد البرلمان الألماني جلسة تعهد فيها رئيس حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني، ألكسندر غولاند، في خطابه بالتحالف مع إسرائيل. لكن غولاند أشار إلى عامل آخر يجعل إسرائيل مصدر إلهام للألمان، وهو استعداد الإسرائيليين للموت من أجل بلدهم.

وقد نشرت صحيفة هآرتس تحليلاً لتصريحات غولاند المفاجئة، خصوصاً مع تأكيده ضرورة مقاتلة الألمان حتى الموت من أجل الدولة اليهودية، واعتباره أن إسرائيل هي دولة بطولية نموذجية، على عكس ألمانيا، لم تتخل عن القيم القديمة للبطولة. إذ تثير ملاحظاته، وفق الصحيفة، الاشمئزاز أو ربما ابتسامة مثيرة للسخرية، لكنها تطرح أيضاً سؤالين مهمين: هل إسرائيل حقاً مجتمع من المقاتلين الأبطال؟ هل لا تزال مختلفة جوهرياً عن أوروبا؟ إلا أن الوحيد الذي أجاب وعبّر عن رأيه بصراحة تامة هو، وفق هآرتس، أكبر أعداء إسرائيل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عندما شكك، في شهر حزيران 2018، في بطولة الدولة الإسرائيلية وقوتها.

قال نصرالله حينها إن الأمر الوحيد الذي يهم الإسرائيليين هو مسابقات الطهي على شاشات التلفزيون. ما يُعيد إلى الذاكرة، بحسب الصحيفة، قوله الشهير إن إسرائيل "أوهن من بيت العنكبوت". لكن ليس ضرورياً أن تكون أميناً عاماً لحزب الله، وفق هآرتس، لكي تدرك أن إسرائيل المعاصرة هي مجتمع ما بعد البطولة. إذ يتم التعبير عن آراء مماثلة في إسرائيل أيضاً، لاسيما في الخطاب حول العلاقات بين الجيش والمجتمع. فمنذ وقت ليس ببعيد، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن المخدرات تُستخدم على نطاق واسع في الجيش الإسرائيلي، وبين الضباط القياديين أيضاً، ويشمل ذلك الاتجار في الحشيش عبر تطبيق تليغرام.

حدد علماء الاجتماع المحليون، بحسب هآرتس، "حالة ما بعد البطولة" في المجتمع الإسرائيلي. وبرأيهم فإن إسرائيل في عقودها الأولى، كانت مجتمعاً بطولياً ملحوظاً، مدفوعاً بروح البطولة في الحرب. من الأربعينيات حتى الستينيات، كانت تحظى بأبطال الحرب، مثل مئير هار زيون وموشيه ديان، وهو ما لم يعد موجوداً الآن. وقد طرح البروفيسور آفي كوبر للمرة الأولى هذه الفرضية في العام 2013. وأرجع هذه الظاهرة إلى عاملين. أولاً، لم ينخرط الجيش الإسرائيلي في حرب بقاء منذ العام 1973 ولم يشن حرباً تقليدية ضد جيش أجنبي منذ العام 1982. ولم تتورط إسرائيل إلا في مواجهات بمساحات محصورة، وهي حالة لها آثار على ثقافتها الاستراتيجية. ثانياً، يعتمد القتال الذي يتم على نحو متزايد على تكنولوجيا متطورة لم تعد تحتاج إلى أبطال من الطراز القديم. فقد بقي الجيش الإسرائيلي يسعى لسنوات من أجل تقليص عدد الإصابات، مع العلم أن تسامح المجتمع تجاه قياداته هو في أدنى مستوياته على الإطلاق.

وتؤكد هآرتس أن ما قاله نصرالله يُعتبر دقيقاً. وقد كتب عالم السياسة ايتان شامير من جامعة بار إيلان، مقالاً اعتبر فيه أن التغييرات في الشرق الأوسط، خصوصاً في إسرائيل، دفعت القادة العسكريين إلى اعتماد المفاهيم العسكرية الأميركية من القتال بعد البطولي. أحد عناصر هذا النهج، الذي تبناه الجيش الأميركي في بداية التسعينيات، ينطوي على جهد لتقليل عدد الاصابات والاعتماد بشدة على الأسلحة الدقيقة والذكاء الدقيق. بعبارة أخرى، إن التخلص من روح البطولة هو، في جزء منه على الأقل، خيار واعٍ من قبل الجيش. فالرأي المضحك والشائع اليوم في إسرائيل، وفق الصحيفة، هو أن الجندي الإسرائيلي القلق والحساس الذي يشاهد برنامج "الشيف الرئيسي" على شاشة التلفزيون ويتبادل رسائل واتسآب مع والدته، يستحوذ على قلوب الأميركيين، وأحياناً الأوروبيين أيضاً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها