الأحد 2018/05/06

آخر تحديث: 16:20 (بيروت)

هل دفعت "كلنا بيروت" ثمن قرارها؟

الأحد 2018/05/06
هل دفعت "كلنا بيروت" ثمن قرارها؟
رصدت "كلنا بيروت" تجاوزات بالجملة (غازي غريب)
increase حجم الخط decrease

قبل فترة وجيزة، عانت حملة "كلنا بيروت" في دائرة بيروت الثانية من تضخّم عدد المرشّحين واللوائح، التي بلغ عددها تسع لوائح أغلبها يحمل شعارات الاستقلال عن أحزاب السلطة. سرعان ما تمكّنت الحملة في الأسبوعين الماضيين قبل الانتخابات من التميّز عن تلك اللوائح في الخطاب السياسي المدني، واستطاعت استقطاب فئة واسعة من المدنيين الباحثين عن خيار سياسي بديل.

ويكشف رئيس اللائحة إبراهيم منيمنة أن مرشّحي اللائحة، استشعروا منذ الصباح التفاعل الإيجابي من الناخبين وفي مختلف مناطق الدائرة.

منيمنة الذي ترأس سابقاً لائحة بيروت مدينتي في الانتخابات البلديّة، لا يحبّذ مقارنة نتائج اليوم بنتائج الانتخابات البلديّة، فسلوك الناخب يختلف بين الانتخابات النيابيّة والبلديّة. لكنّ تحفّظ جزء كبير من الناخبين على التصريح بخياراتهم التي قاموا بها خلف ستار الاقتراع، يبشّر بإمكانيّة وجود فئة واسعة من الراغبين بالتغيير الذين لا يعبّرون عن ذلك بالضرورة، كما حدث في الانتخابات البلديّة الأخيرة.

المخالفات أتت هذه المرّة بالجملة، حيث تقوم الناشطة في الحملة لمى هاشم باحصائها. من دخول رؤساء الأقلام خلف الستار "لمعاونة" الناخبين في عمليّة الاقتراع، وطرد مندوبين في مراكز معيّنة لوجود تصريحات بإسم اللائحة وليس المرشّحين بينما تم طرد مندوبين في مراكز أخرى لوجود تصريحات باسم مرشّحين وليس اللائحة، طرد مندوبين جوّالين بحجّة عدم جواز البقاء داخل المراكز لفترة طويلة، عازل شكلي يمكّن رئيس القلم من الاطلاع على خيارات الناخبين، بالإضافة إلى كثير من الحالات الأخرى.

في حالات أخرى أفاد عدد من الناخبين بأنّ رؤساء الأقلام لم يقوموا بتوقيع أوراق الانتخاب قبل تسليمها للمقترع، ليطلبوا استلامها من الناخب بعد خروجه من خلف العازل ووضع خياره، بحجّة ضرورة توقيعها من قبلهم. هذا الأمر سمح لرؤساء الأقلام استلام اللوائح من الناخبين، وبالتالي خرق سريّة الاقتراع، وفي بعض الحالات خرج الناخبون وبقيت اللوائح مع رؤساء الأقلام وبعض المندوبين الموجودين في الغرفة. ساعد على هذه الخروقات طرد عدد من المندوبين من غير أحزاب السلطة لأسباب مختلفة.

بمعزل عن المخالفات، يعبّر ميشال الدويهي أحد مطلقي الحملة عن فخره بالحملة التي عبّرت عن خطاب واضح في السياسة، وهي تقول إنّ "مشكلتنا مع السلطة هي تحديداً في السياسة. ونحن حملة لا تخاف التعبير عن مشروع سياسي واضح ورؤية متكاملة. وهذا بالظبط ما يميّزنا عن حملات مدنيّة أخرى رغم الالتقاء معها في أولويّاتها الاصلاحيّة". هذا القرار بالذات كان مكلفاً في مكان ما، إذ لم يفهم كثيرون عدم سعينا للاتفاق مع أي من المستقلّين بمعزل عن الخلفيّة والتوجّه، لكنّ المعركة في رأينا هي في رفع السقف السياسي، لنقول للناخب: لدينا فرصة للتعبير عن الرغبة في التغيير بصوت يمثّل خياراً آخر، لا مجرّد صوت اعتراضي".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها