الثلاثاء 2018/12/18

آخر تحديث: 00:19 (بيروت)

التفاصيل السرية لمعركة الأنفاق: خطط حزب الله والعملية الإسرائيلية

الثلاثاء 2018/12/18
التفاصيل السرية لمعركة الأنفاق: خطط حزب الله والعملية الإسرائيلية
استخدم الإسرائيليون لتحديد موقع الأنفاق مركبة هندسية تُسمى "النملة" (عزيز طاهر)
increase حجم الخط decrease
لا تزال الصحافة الإسرائيلية تسلط الضوء على موضوع أنفاق حزب الله، وبهذا الصدد نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت معلوماتٍ مستقاة من المناقشات السرية في القيادة العسكرية الإسرائيلية، التي لم يطلع عليها حتى الجنود، الذين لم يعرفوا ما كانوا يتدربون عليه قبل انطلاق عملية "درع الشمال".

عملية سرية
تكشف يديعوت أحرونوت أن العملية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي هذا الشهر، هي الفصل المعلن في عملية سرية مستمرة منذ أربع سنوات تحت اسم "White Gold"، وأن بضع عشرات من القادة والمهنيين كانوا على علم بها. وحسب المعلومات الجديدة، لم يظهر الموضوع في مناقشات هيئة الأركان العامة، إلا بمناقشة خاصة في مكاتب قائد الجيش الإسرائيلي، ووزير الدفاع وقيادة المنطقة الشمالية. بدأ الأمر مع الجنرال أفيف كوشافي، واستمر تحت قيادة اللواء يوئيل ستريك، الذي وضع الخطة وأشرف عليها مباشرة.. وعلى الأقل، نصف جنرالات هيئة الأركان العامة لم يعرفوا شيئاً عنها.

سافرت وحدة الهندسة للعمليات الخاصة المعروفة بــ"يهلوم" شمالاً، قبل ساعات فقط من بدء العملية، حيث انضمت، كما تكشف الصحيفة، إلى قوات الكوماندوز وكتائب المشاة الأخرى في المناطق التي يشتبه بوجود أنفاق لحزب الله بها. لكن الاستعدادات للعملية بدأت قبل ذلك بأربع وعشرين ساعة، عندما وصلت الوحدات التكنولوجية إلى الحدود سراً، وبدأت تفحص الأرض. وفي الوقت نفسه، تم نقل معدات الهندسة الميكانيكية الثقيلة سراً إلى الحدود الشمالية.

"النملة"
بدأت عملية درع الشمال رسمياً في الساعات الأولى من يوم الاثنين 3 كانون الأول 2018. ولكن البحث عن الأنفاق بدأ ليلاً باستخدام تدابير تكنولوجية خاصة وُضعت في الجنوب (حدود غزة)، جنباً إلى جنب مع تدابير وُضعت خصيصاً للجبهة الشمالية. واحدة من التدابير الرئيسية التي تم وضعها لتحديد موقع الأنفاق هي مركبة هندسية تُسمى "النملة". هذه المركبة، المجهزة بأجهزة استشعار يمكنها سماع الحفر عبر الصخور، في أعماق الأرض، وكانت تقوم بدوريات في الجبهة الشمالية لبضع سنوات.

وعن هذا الأمر يقول قائد وحدة "يهلوم" للصحيفة: "عندما أرسل الجيش الإسرائيلي روبوتات إلى أول نفق مكتشف، وجدوا شخصين في الداخل - من المفترض أنهما من رجال حزب الله - متجهان نحو إسرائيل. فوجئنا أنهما تمكنا من الدخول. ومن المرجح أنهما ذهبا لرؤية ما يجري وما كنا نفعله".

صواريخ على دراجات نارية
الأنفاق ليست سوى وسيلة لتحقيق غاية. فالعدو الأول لإسرائيل اليوم، حسب الصحيفة، هي قوة الرضوان التابعة للحزب، والتي يديرها السيد حسن نصر الله مباشرةً. وتضم هذه الوحدة ما بين ثمانية آلاف إلى عشرة آلاف مقاتل، وتنقسم تقريباً إلى قوتين: قوة تدخل وقوة خاصة. القوة الخاصة معنية بالتسلل إلى الجليل، مع التركيز على 22 تجمعاً استيطانياً إسرائيلياً متاخماً للحدود.

في المرحلة التالية لخطط حزب الله، ستشترك قوة التدخل بقوة كبيرة من النيران، بما في ذلك دراجات نارية مجهزة بصواريخ كورنيت المضادة للدبابات، وستوفر النيران الغطاء للمساعدة في استكمال الاستيلاء على مجمع استيطاني، أو قاعدة عسكرية أو نقطة اتصال استراتيجية، بالإضافة إلى إخراج أي قوة من الجيش الإسرائيلي تصل إلى مكان الحادث. وتتضمن قوة التدخل أيضاً وحدات هندسية وقناصين، سيمهدون الطريق لوحدات تحمل معداتٍ أثقل.

بدأ مشروع درع الشمال، كما تكشف الصحيفة، مع وزير الدفاع موشيه يعلون، الذي تمكن من جمع 120 مليون دولار من الأميركيين لمشروع اكتشاف الأنفاق، وأنشأ فريقاً للتشغيل الاستخباراتي والتكنولوجي، بدأ العمل سراً في القيادة الشمالية. وقد بدأ الفريق في تحليل المناطق الاستراتيجية، حيث كان يمكن للحزب أن يحفر سراً بالقرب من السياج الحدودي. هكذا وصلوا إلى مصنع في قرية كفركلا، حيث تم اكتشاف أول نفق. وهناك، لاحظت وحدات المراقبة الإستخباراتية، التي تراقب منطقة المصنع منذ عام 2015، مولداً كهربائياً ومركز حراسة، بينما تغير الأشخاص الذين يعملون هناك تدريجياً، وأصبح الموقع، ببطء لكن بثبات، منشأة عسكرية.

توقيت العملية
في كانون الثاني 2017، أمر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي إيزنكوت، قائد المنطقة الشمالية حينها، أفيف كوشافي بإطلاق عملية عمل موحدة، لتدمير الأنفاق على الحدود الشمالية. منذ ذلك الحين، اجتمعت مجموعة صغيرة من الضباط كل أسبوعين، في مكتب إيزنكوت، لمناقشة التقدم المحرز في مشروع القضاء على الأنفاق. وقاد الجهد على ثلاثة محاور: الفريق الهندسي، الذي أُطلق عليه اسم "المحور الرمادي"، و"المحور الأزرق"، الذي استعد لإمكانية التصعيد المؤدي إلى حرب شاملة. و"المحور الأحمر"، الذي يُعهد إليه بالحرب النفسية، ويعمل طوال الوقت على نزع شرعية الحزب، باعتباره المنظمة التي تنتهك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.

تشير يديعوت أحرونوت بأن صيف عام 2018، كان الموعد المستهدف لتدمير الأنفاق، لكن أزمة في غزة اندلعت في أواخر أذار 2018، ووجهت انتباه هيئة الأركان العامة إلى القيادة الجنوبية. كما أن الأزمة مع روسيا بعد إسقاط طائرة الاستخبارات الروسية في سوريا، في أيلول الماضي، ساهمت أيضاً في تأجيل العملية.

ويبدو، وفق الصحيفة، أنه بعد اكتشاف الجيش الإسرائيلي للنفق الأول، أوقف الحزب مشروع الأنفاق. واستناداً إلى الخبرة السابقة، فإن هذا هو المكان الذي سيستخلص فيه الحزب النتائج، ويتعلم الدروس ويقيّم الوضع مستقبلاً. فحزب الله لديه صبر، ولن يكون رده بالنار بالضرورة فورياً.

مقاتلو الحزب بأعلام روسية!
على صعيدٍ منفصل، قالت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، أن موسكو تسمح لمقاتلين من الحزب وجماعات أخرى موالية لإيران، تعمل في سوريا، بحمل أعلام روسيا من أجل حمايتهم من الضربات الجوية الاسرائيلية.

وفقاً للتقرير، اشتكت إسرائيل لروسيا من أن أعلامها التي شوهدت فوق مجمعات وقوافل عسكرية تابعة لإيران وحلفائها، بالقرب من المطار العسكري في مدينة حماة السورية، وفي مدينتي حمص وإدلب، وكذلك في الصحراء السورية. وجاءت الشكوى قبيل زيارة كبيرة للبعثة العسكرية الإسرائيلية إلى موسكو يوم الثلاثاء 11 كانون الثاني 2018.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها