الأربعاء 2018/10/17

آخر تحديث: 08:38 (بيروت)

5 مشاكل تعاني منها الضاحية

الأربعاء 2018/10/17
5 مشاكل تعاني منها الضاحية
في شباط 2018 إنهار جزء من مبنى سكني في برج البراجنة (خليل حسن)
increase حجم الخط decrease

اتجهت الأنظار في الأسابيع الماضية نحو منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت. وذلك بعد نتائج الفحوص التي أجريت على إحدى عينات المياه. وأثبتت الفحوص تلوث العينة بنسبة عالية من البكتيريا التي تدل على امتزاج المياه بالبراز. لكن هذه الفضيحة ليست المشكلة الخطيرة الوحيدة التي يعاني منها أبناء المنطقة. وتعليقاً على المشاكل التي تعانيها المنطقة، يقول رئيس بلدية برج البراجنة عاطف منصور، في حديث إلى "المدن"، إنه دق ناقوس الخطر لأن الوضع الإنمائي في الضاحية بحاجة إلى جهد وتخطيط وإلا ستقع كارثة اجتماعية.

المشاكل التي تعاني منها الضاحية هي:

المياه الملوثة
تلوث المياه بالبراز ليس اكتشافاً جديداً. وكانت جمعية حماية المستهلك وبلدية الغبيري قد أجرتا تحليلات سابقاً، أكدت نتائجها أن في شبكات التوزيع مستويات خطيرة من التلوث بالبكتيريا المسببة للتسمم الكبدي والأمراض الوبائية السريعة الانتشار. ورغم مرور أربع سنوات على التقارير التي حذرت من "المخاطر التي تستدعي تحركاً سريعاً"، إلا أن أي تحرك لم يلاحظ. بل لاحظ كثيرون من السكان تردي نوعية المياه.

يقول منصور إن المشكلة في الآبار العشوائية. يضيف: "البلدية كانت تمنع حفر الآبار. لكن تدخلات من قوى الأمن الداخلي، وقرارات من قبل مديرها العام بالسماح لأشخاص بحفر آبار أحدثت طفرة كبيرة في الآبار. وبعض من حفروا آباراً لم يتمكنوا من إخراج المياه منها بسبب جفافها، وحولوا مياه الصرف الصحي نحو هذه الآبار الارتوازية".

المباني المهددة بالانهيار
في شباط 2018، إنهار جزء من مبنى سكني في برج البراجنة. أدى الحادث إلى وفاة أم وطفلتها، فيما تعرض الوالد لجروح بليغة. على وقع الصدمة فتح ملف الأبنية المهددة بالانهيار. لكن الأمر ما لبث أن سحب من التداول. ولم تستدع الصدمة أي خطة عمل طارئة من أجل تفادي وقوع مشكلة مماثلة في المستقبل. حتى أن الجزء الثاني من المبنى المنهار لم يهدم، بل بقي يشكل خطراً على المارة في الطريق الملاصق. مثله، ما زالت أبنية متصدعة كثيرة، تهدد بوقوع كارثة في أي لحظة.

يقول منصور إن البلدية شكلت لجاناً وأوعزت إلى الأهالي للتقدم بطلب إلى البلدية كي تجري كشوفات. ويؤكد قيام بلديته بنحو 400 كشف على أبنية، تبين أن قسماً كبيراً منها بحاجة إلى إعادة تأهيل. لكن منصور يشكو من عدم تجاوب المواطنين مع البلدية ورفضهم ترميم منازلهم على نفقتهم.

التعديات على الأملاك العامة
قد لا تجد في الضاحية أماكن عامة سوى ما تبقى من ممرات للسيارات. فالتعديات طاولت كل الأملاك العامة. وتحولت الأرصفة وأجزاء من الطرقات لأملاك خاضعة لسيطرة أفراد بغاية الاستثمار. وتشهد المفارق والطرقات ظاهرة إنتشار "الاكسبرسات". وهي إذ تدل على وضع اقتصادي سيء دفع شباباً من المنطقة لهذا الخيار، لكنها تخضع أيضاً لمنطق الفرض والقوة. وتسبب التعديات زحمات سير وتحرم المشاة من حقهم بالتنقل بأمان. كما تؤدي إلى كثير من التوترات والإشكالات. ورغم استمرار تفاقم الظاهرة، يقول منصور: "البلدية تعالج الموضوع، وهي تنجح في ذلك هذه الفترة وقد ضبطت أموراً كثيرة".

المخدرات
تشتهر بعض أحياء الضاحية بكونها معقلاٌ لتجار المخدرات ومتعاطيها. وكثيراً ما تصدر القوى الأمنية بيانات تعلن فيها القبض على تجار ومروجين هناك.

الكثافة السكانية والزحمة
يعيش في الضاحية الجنوبية مئات الآلاف من السكان في مساحة تبلغ نحو 28 كيلومتراً مربعاً. وتستمر هذه الكثافة بالارتفاع. ما يفاقم المشاكل السابقة، ويصعّب إيجاد حلول لها.

يؤكد كلام منصور أن المعنيين على دراية كاملة بالمشاكل التي تعانيها الضاحية. لكن رئيس البلدية يشكو من إهمال الدولة والمشرعين للمنطقة. ويشكو أيضاً من ضعف الامكانات المادية للبلديات. أما عن الحل الشامل فيكون بأن يعمل اتحاد بلديات الضاحية على وضع خطط، ويتلقى مساعدات بهدف تحقيق الإنماء. وبعيداً من أي كلام، يظهر المشهد العام أن الأمور تسير في اتجاه الكارثة أسرع من سيرها في اتجاه الحل.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها