السبت 2016/01/09

آخر تحديث: 13:52 (بيروت)

"التيار" يختبر ديموقراطيته الداخلية!

السبت 2016/01/09
"التيار" يختبر ديموقراطيته الداخلية!
صراعات في جبيل وكسروان وبيروت (ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease

تقفل السبت ابواب سحب الترشيحات للانتخابات الداخلية لـ"التيار الوطني الحر". وبعد التوافق الذي ظلل وصول وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الى رئاسة الحزب، تنشط الماكينات الانتخابية المناطقية للتيار لحشد التأييد لانتخابات السابع عشر من الجاري.

ضمن هذا المشهد، يبتعد رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون عن الحسابات الحزبية منصرفاً الى الملف الأكبر، الانتخابات الرئاسية وما يرافقها من مساع. اما باسيل، فتقول اوساطه لـ"المدن" إنه لا يتدخّل الاّ في المكان الذي يمكن ان يسهم فيه في حلحلة العقد وارساء التوافق، في الوقت الذي يجهّز لاصدار التعيينات الجديدة على مستوى اللجان المركزية، والتي ستشكّل عدة الشغل بالنسبة اليه في ولايته الرئاسية الحزبية.

وبما أن الاستحقاق النيابي مؤجّل بحكم التمديد، فلا تمديد على الصعيد الداخلي في "التيار". والأحد المقبل، سيتوجّه نحو 17 الف منتسب الى صناديق الاقتراع التي ستوزّع بحسب الاقضية والمناطق، ليقترعوا بحسب انتسابهم المناطقي في صندوقين مختلفين، للهيئة المحلية وهيئة القضاء، لاختيار من سيمثلهم في القيادة الحزبية المناطقية لولاية من سنتين.

وتحضيراً للاستحقاق، تنظّم اللقاءات وتعقد المؤتمرات الصحافية للاعلان عن اللوائح، وتنشط الدعاية التسويقية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فيما تقتصر الاطلالة الاعلامية على الـ"otv" وصوت المدى. وفي الوقت الذي نجح التوافق على صعيد هيئتي المتن الشمالي وبعبدا، بمعية أمين سر التكتل النائب ابراهيم كنعان على صعيد الاولى، والنائبين آلان عون وحكمت ديب في الثانية، يبدو التنافس على اشده في اماكن أخرى كجبيل وكسروان وبيروت خصوصاً.

في جبيل، تتنافس لائحتان، الاولى برئاسة منسق القضاء الحالي، والثانية يرأسها أحد الطامحين للترشح الى الانتخابات النيابية مكان النائب سيمون ابي رميا. وبالتالي، لن تخلو العملية من حسابات المرحلة المقبلة. وفي بيروت، تستمر تداعيات انتخابات رئاسة الحزب على هذا الاستحقاق ايضاً، حيث فشلت محاولات التوفيق ما بين خياري الوزير السابق نقولا صحناوي والناشط في "التيار" زياد عبس، حيث يخوض رفاق اللائحة الانتخابية النيابية الواحدة الاستحقاق بدعم لائحتين مختلفتين في كل دائرة من دوائر بيروت، في عملية لا تغيب عنها حسابات اثبات الوجود للمرحلة المقبلة.  اما في كسروان، وإن كانت وجوه الطامحين الى الانتقال من المرشحين الحزبيين الى النيابيين تغيب عن اللوائح، فالتنافس يحضر بين الساعين الى دور اكبر ضمن القيادة الحزبية.

 يبدو التيار كمن يختبر للمرة الأولى ديموقراطيته الداخلية. فالحزب الذي يدعو للعودة الى الشعب رئاسياً وبرلمانيا، سيعود الى شعبه الحزبي لاستفتائه بالاقتراع لمن يراه مناسباً ليكون الجسم القيادي للحزب للسنوات المقبلة، بعد حسم معركة رئاسة الحزب، وسط امل المراقبين بأن تجرى العملية الديموقراطية من دون شوائب او تداعيات.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها