الجمعة 2022/07/22

آخر تحديث: 05:22 (بيروت)

إسرائيل كوخافي وايران خامنئي

الجمعة 2022/07/22
إسرائيل كوخافي وايران خامنئي
© Getty
increase حجم الخط decrease

في ظل غياب الاستقرار السياسي في إسرائيل، من الضروري الالتفات الى كلام رأس المؤسسة العسكرية، لا لأنها ستتحرك وحدها، بل كونها تعكس التفكير البعيد المدى داخل المنظومة، تحديداً حيال ايران. والمسألة نفسها تنطبق على المرشد علي خامنئي، كونه يُمثل الخط السياسي الاستراتيجي لإيران. 

الأول، أي رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، اعتبر مساء الأحد الماضي الاستعداد للخيار العسكري ضد البرنامج النووي لإيران، "التزاماً أخلاقياً"، و"مهمة يجب تنفيذها بسرعة في السنوات المقبلة، لا سيما بالنظر إلى احتمال أننا قد نكون مطالبين بالعمل ضد تهديد نووي (من إيران)". كوخافي كشف أن هذا الاستعداد "في صميم جاهزية الجيش الإسرائيلي، ويتضمن خططا عملياتية مختلفة، وتخصيص موارد وفيرة، والحصول على الأسلحة المناسبة، والاستخبارات والتدريب". 

بالنسبة لرئيس الأركان، هناك سيناريوهان مختلفان لمهاجمة المنشآت النووية الايرانية، أولها في حال فشل "المفاوضات الدبلوماسية"، وثانيهما في حال العودة للاتفاق النووي كونه يسمح "لإيران بعد فترة وجيزة من انتهاء مدة العقد، أن تصبح قوة ذرية". 

صحيح أن كوخافي لم يُحدد في كلامه توقيت الضربة الإسرائيلية، وترك المجال مفتوحاً أمام "حل ديبلوماسي"، لكنه كان واضحاً لجهة حتمية مواجهة ما تراه إسرائيل "تهديداً ايرانياً". وهذا يتقاطع مع ما ورد على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد من تأكيد للمسؤولين الأميركيين أن إسرائيل تعارض الاتفاق النووي وتحتفظ بالحق في حرية العمل ضد إيران، سياسياً وعملياتياً.

إسرائيل صارت ترى حتمية مواجهة عسكرية بالمرحلة المقبلة، رغم أن الوقت ليس لمصلحتها، علاوة على كون الداخل الإسرائيلي أكثر عرضة من ذي قبل، نظراً للنمو الاقتصادي الحاصل، واحتمال انعكاس أي حرب سلباً عليه. لكن لسان حال كوخافي أن هذه حبّة مرة على من في سُدة الحكم ابتلاعها واتخاذ القرار بالمواجهة والتعامل مع التهديد.

في المقابل، المرشد علي خامنئي وضع تصوراً للمرحلة المقبلة خلال القمة الروسية-الإيرانية-التركية، يشمل عالماً تتجاوز فيه طهران العقوبات الأميركية من خلال التعاملات بالعملة المحلية بين الدول، وعبر علاقات أمتن مع الصين وروسيا. لم يعد رفع العقوبات اليوم جزءاً من الاستراتيجية الإيرانية خلال الفترة المقبلة، بل الواضح أن طهران ترى اليوم أن نجاحها في الاستمرار خلال الفترة الماضية، بالإمكان التأسيس عبره لمنظومة اقتصادية-مالية تسحب البساط من تحت الولايات المتحدة وحلفائها عبر التبادلات بالعمليات المحلية والعلاقات مع الصين.

في موازاة هذا المسار "الاقتصادي"، تحدث خامنئي عن أهمية سوريا وضرورة اخراج القوات الأميركية من شرقها، ما يعني في حال حصول ذلك، احتمالات تصعيد عسكري بهدف انهاء الوجود العسكري للولايات المتحدة. هذه المنطقة شهدت عمليات باستخدام طائرات دون طيار، اتُهم الجانب الإيراني بالوقوف وراءها. هل يعني هذا أننا أمام تصعيد في هذه المنطقة خلال الفترة المقبلة؟ ربما، سيما لو أخذنا في الاعتبار مستوى التصعيد في العمليات التركية ضد أهداف كردية في سوريا والعراق.

ومن اللافت في كلام خامنئي خلال هذه القمة، مقاربته التهديدات الاسرائيلية من خلال الحديث عن الفلسطينيين، وكأن التعاطي معها يحصل على مستوى محلي مع حلفاء طهران. هي لامركزية في التعاطي مع التهديدات من خلال الحلفاء المحليين.

وفقاً لخامنئي، لا "الكيان الصهيوني ولا أمريكا ولا الآخرون" لديهم قدرة على وقف "الحركة العميقة للفلسطينيين، وعاقبة الأمر ستكون لمصلحة شعب فلسطين". وبالتالي يرغب المرشد في ان تكون المواجهة مع إسرائيل على المستوى الفلسطيني من خلال حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي".

من الصعب التنبؤ بمسار الأحداث في منطقة شهدت الكثير من المتغيرات، لكن الواضح أننا أمام منطقة تزداد فيها وتيرة التهديدات والتوترات، مع ارتفاع في منسوب الطموحات الإقليمية، بما يجعل نوافذ الحل تُوصد الواحدة تلو الأخرى.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها