كان لافتاً اختيار الشخصية ذاتها التي كانت وجهاً على رأس حملة "مكافحة الفساد" في "حزب الله" (ضمن الوعود الانتخابية عام 2018)، لإعلان الخطة "ب"، ومن ضمنها بطاقة "السجاد" لتوفير بضائع مدعومة لبيئة التنظيم ولبنانيين خارجها. ذلك أن التنظيم، وفقاً للمنطق، يُريد أن يتجنب خيبات الوعود الكبرى بعد تجربة "مكافحة الفساد" الفاشلة قبل انتخابات عام 2018. حينها، وعد الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله الناخبين بالإشراف المباشر على مكافحة الفساد وتشكيل جهاز خاص بهذه المهمة الجسيمة. لكن الفشل الذريع على مستوى مكافحة الفساد وتحول "الملفات الكبرى" التي قد تطير نتيجة كشفها "رؤوس كبيرة"، الى نُكتة يتداول بها الناس، لم يحل دون إخراج مماثل على مستوى توفير الخدمات عبر بطاقة "السجاد".
والخطة "ب" هي بديل للفشل على مستوى الدولة بإدارة الأزمة الخانقة ووضع البلد على سكة الإصلاح الاقتصادي والمالي باتجاه الخروج من المأزق الحالي (هذه هي الخطة "أ"). وبما أن التنظيم يتحمل جانباً من المسؤولية عن الأزمة السياسية، إما من خلال فرط زخم المبادرة الفرنسية نتيجة الإصرار على وزارة المال، أو عبر دعم حليفه النائب جبران باسيل في مطالبه الحكومية وفي مواجهة رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري. والحزب لم يُمارس ضغوطاً لدفع الحريري الى الاعتذار، ولا لدفع باسيل الى التراجع عن مطالبه. صحيح أن التنظيم لا يتحمل المسؤولية كاملة، ولكنه مسؤول عن شق ليس بالهين منها، نظراً لقدرته السياسية وعلاقاته الاقليمية. وبالتالي، تأتي "الخطة ب" في سياق هذه المسؤولية، وفي ظل تململ في لبنان يشمل البيئة الشيعية التي تُعاني كسواها من الانهيار الحاصل في الخدمات والقدرة الشرائية.
بكلام آخر، ليس التنظيم في حالة ترف سياسية واجتماعية تسمح له بإعلان بهذا الحجم، دون أن يملك القدرة على الاستمرار وتلبية الحاجات. ذلك أن الحديث عن خمسين ألف حصة غذائية، سترتفع إلى مئة ألف، يعني الالتزام الدائم بإطعام مئة ألف عائلة (نصف مليون شخص على أقل تقدير). وهناك حديث عن قروض لـ300 مشروع زراعي الآن، وألفين مستقبلاً، على أن تشمل رزمة المساعدات دعماً في المجالين التعليمي والصحي.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها