الإثنين 2019/12/23

آخر تحديث: 20:31 (بيروت)

صفقة أميركية إيرانية على النار

الإثنين 2019/12/23
صفقة أميركية إيرانية على النار
increase حجم الخط decrease
برز خلال الأسبوعين الماضيين، أكثر من مؤشر إلى احتمال انفراج قريب على خط التسوية بين الولايات المتحدة وإيران. بداية الطريق كانت صفقة تبادل سجينين بين الأميركيين والإيرانيين قبل أسبوعين: واشنطن أفرجت عن الإيراني مسعود سليماني لقاء اطلاق البروفيسور الأميركي شيوي وانغ.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب أشاد سريعاً بـ"مفاوضات منصفة جدا"، ثم ربط بين الصفقة وبين مفاوضات أوسع بين الطرفين، وشجع الايرانيين قائلاً: "هل رأيتم، نستطيع إنجاز اتفاق معاً".

بعد أسبوعين على هذه الصفقة، تشهد الديبلوماسية الإيرانية لقاءات ورحلات مكوكية مع دول تُعتبر وسيطة مع واشنطن، بدءاً من اليابان حيث التقى الرئيس الإيراني حسن روحاني رئيس الوزراء اليابان شنزو آبي، في زيارة اعتبرتها الصحف الأميركية والإيرانية، مؤشراً إلى نقل رسائل بين الجانبين.

الاكاديمي الإيراني صادق زيبا كلام حسم في صحيفة "آرمان ملي" (إصلاحية، ترجمة موقع جاده إيران) ، الرابط بين زيارة روحاني إلى طوكيو، وبين تغيّر في السياسة الخارجية الايرانية حيال واشنطن. آبي قادر على الحصول على موافقة ترامب، على منح إيران ثلاثة امتيازات، أولها السماح الأميركي بتحويل جزء من الأموال الإيرانية لدى طوكيو إلى طهران. يتمثل الامتياز الثاني بشراء طوكيو كميات من النفط الإيراني، والثالث، وهو ربما الأقل أهمية، يتعلق باستثمارات يابانية خاصة في إيران.

وزير الخارجية الهندي سابرامانیام جایشانكار زار واشنطن، ومن ثم طهران حيث تحدث عن تسريع مشاريع تعاون اقتصادية بين الطرفين، بعد فتور نتيجة العقوبات الأميركية. هل هذه صدفة؟ اللافت في المحادثات الهندية الإيرانية أنها شملت قبل فترة قصيرة، الملف الأفغاني، بما يؤشر الى بحث في القضايا الاقليمية العالقة بين البلدين، ولا بد أن يكون لبنان في عدادها.

في عُمان التي يزورها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بعد أيام من نهاية رحلة روحاني الى طوكيو، الصورة أوضح. ذلك أن عُمان، إلى جانب فرنسا واليابان والعراق، سبق أن عرضت مرات دور الوسيط، لا بل لعبته بإتقان في تأمين الإفراج عن المتسلقين الأميركيين قبل سنوات عديدة. والحقيقة أن صفقة اطلاق السجناء الأميركيين سبقت الاتفاق النووي، لا بل كانت جزءاً من البناء الإيجابي في اتجاه الصفقة الكبرى مع إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.

يزيد من كل هذه الأجواء الايجابية تعزية السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت، نظيرها الإيراني مجيد تخت روانجي، بعد لومه العقوبات الأميركية في موت طفلة مصابة بمرض نادر. 

يبقى أن المؤشر الأول الى تقدم في المفاوضات الإيرانية-الأميركية والرسائل المتبادلة بين الطرفين، هو اسرائيل. ذلك أن الدولة العبرية تشعر بقلق بالغ يتسرب في الصحف الاسرائيلية، وبات ملازماً للحديث عن تطور العلاقة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس ترامب. وفقاً لصحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، لا يُعبر نتنياهو عن مستوى القلق الاسرائيلي، نتيجة علاقته بترامب، واعترافات الأخير بالسيادة الاسرائيلية على الجولان وعلى مستوطنات الضفة. هناك من يكتب في اسرائيل اليوم عن ضرورة الاعتماد على الذات في مواجهة الخطر النووي الايراني، لأن ادارة ترامب ترغب في إبرام صفقة، وقد تُقدم على هذه الخطوة سريعاً.


المهم أن إيران تتجه نحو إيجاد الحلول للخروج من مأزقها المالي. وعندما ينحو الأصل باتجاه التسويات، لا بد أن تجترح أزمات الفروع حلولاً أيضاً. فهل يجد "الفرع" اللبناني انفراجة؟

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها