الجمعة 2023/06/02

آخر تحديث: 21:12 (بيروت)

سفير لبنان في باريس متهّم باغتصاب موظفتَين..وعدوان يردّ: "هراء"

الجمعة 2023/06/02
سفير لبنان في باريس متهّم باغتصاب موظفتَين..وعدوان يردّ: "هراء"
نفى السفير رامي عدوان الاتهامات الموجهة له، وأكد أنه لم بمارس الجنس بالاكراه
increase حجم الخط decrease
كشف موقع Mediapart الفرنسي عن تقدم شابتين بشكويَين ضد سفير لبنان في باريس، رامي عدوان، تتهمانه بجرائم "اغتصاب" و"عنف" ضدهما، وهو ما نفاه عدوان، اليوم الجمعة، كما المعلومات التي تتحدث عن اعتقاله في فرنسا، واصفاً ما نُشر بأنه "هراء".

ووضع موقع "ميديا بارت" الاستقصائي الفرنسي، التقرير، في إطار "العنف القائم على النوع الاجتماعي والعنف الجنسي"، مضيفاً في العنوان بأن السفير اللبناني (47 عاماً) الذي يشغل موقعه في باريس منذ العام 2017، "يفلت من العدالة بسبب حصانته"، إذ "تمنع حصانته محاكمته في فرنسا".


عنف جنسي
وتعود القضية، بحسب "ميديا بارت" الى العام 2020، عندما دخلت الموظفة في السفارة، آفا، وتبلغ من العمر (28 عاماً)، مركزاً للشرطة الفرنسية في الدائرة الخامسة في باريس في 26 آب/أغسطس، بنية تقديم شكوى ضد عدوان بتهمة "مضايقات أخلاقية وعنف متعمد". كانت الموظفة تعمل في السفارة تحت ادارة السفير عدوان، منذ العام 2017، وتحدثت في الملف عن "إهانات" و"إذلال"، و"عنف جنسي".

وتحدثت المدعية، بحسب "ميديا بارت"، عن أنه في تشرين الاول/اكتوبر 2018، ألقى منفضة السجائر باتجاهها أمام الموظفين. أما في ربيع 2019، فزعمت أنه وجه لها ثلاث صفعات قوية على ساقيها، لأنها سمحت لنفسها بالتحدث إلى السائق أثناء اتصال الدبلوماسي بالهاتف.

لكن السفير، ورداً على سؤال حول هذه النقاط، نفى أن يكون قد رفع يده عليه، وندّد بـ"التهم التي لا معنى لها". وقال إن الشابة "كانت ستحاول استخدام علاقتهما لتعزيز مكانتها داخل السفارة".

وتصاعد العنف أكثر في مكتبه بعد ظهر يوم 26 آب/أغسطس 2020. وقالت "ميديا بارت": "بعد انتقاد عمله، كان السفير سيأخذ حقيبة يد الشابة قبل أن يرمي متعلقاتها من النافذة". وقالت للشرطي في الشكوى: "لقد كان غاضباً. ركلني مرتين في ركبتي، وأمسك بمعصمي ودفعني باتجاه النافذة. بعد ذلك، أخذ عدوان كرة رخامية كانت بمثابة ثقالة ورق في يده اليمنى وضربني على رأسي". تضيف: "أصبت بالصدمة، وأردت أن أتقيأ". 

ذهبت الموظفة إلى غرفة الطوارئ في "أوتيل ديو" في باريس، حيث أصدر لها طبيب شهادة تفيد بوجود آثار ضرب، وأضافتها إلى الملف. وبعد تسجيل محضر الشكوى، عادت الى العمل بعد بضعة ايام. 

وفي مقابل هذه الادعاءات، قدم السفير وقائع مختلفة تماماً، قائلاً: "لقد غضبت لأني لا أعرف ما هو الموضوع. بدأت بالصراخ، ورمي ما كان على مكتبي، وكذلك هاتفي بعد الإمساك به. صرخت مهددة وطالبة أن أغادر. كنا ندفع بعضنا البعض، كانت هناك صيحات وإيماءات مفاجئة ولكن من دون ضربات أو إلقاء أشياء كما ادعت". 


مغادرة السفارة
في نيسان /أبريل 2021، أخطرت الموظفة السفير أنها ستترك منصبها. وبدت مصممة على تقديم شكوى، تتهمه فيها باغتصابها في الطابق العلوي من السفارة، في الشقق الخاص بالسفير في ايار/مايو2020، وذلك بعد غداء مع موظف آخر. وقالت للشرطة: "صرخت من الألم، وطلبت منه أن يتوقف، وبدأت أبكي وأرتجف". وقالت "ميديا بارت" إن الموظفة زودت الشرطة برسائل WhatsApp مساء ذلك اليوم وفي اليوم التالي، تتهمه صراحة باغتصابها.

لكن رامي عدوان يؤكد اليوم أن العلاقة كانت "بالتراضي". وقال: "شكوى الاغتصاب هذه، التي تأتي بعد أكثر من عامين من الوقائع تدفع للتشكيك بمصداقيتها".

الطالبة اللبنانية غابرييل
تشير "ميديا بارت" الى ان آفا ليست الشابة الوحيدة التي اشتكت للسلطات الفرنسية. ففي 21 شباط/فبراير الماضي، قدمت فتاة تدعى غابرييل أيضاً، شكوى ضد عدوان بتهمة العنف المتعمد. وغابرييل، هي طالبة لبنانية، وصلت إلى فرنسا بمفردها العام 2018 وتبلغ من العمر 23 عاماً، عملت لمدة أربع سنوات في السفارة، حتى نهاية العام 2022، كمتدربة. وتقول الصحيفة الاستقصائية الفرنسية إن غابرييل كانت تربطها علاقة حميمة بالسفير، ووصفتها لمحققي الضابطة العدلية بأنها "علاقة سيطرة"، تقوم على "الخوف" و"نظام العقوبات والمكافآت". 

مثل زميلتها السابقة، ادعت غابرييل أيضاً أنها كانت ضحية للعنف الجسدي. في إحدى الأمسيات في أيار/مايو 2022، قالت إنه بعد حفلة الـ"بوليتكنيك" في أوبرا باريس، صفعها رامي عدوان مرات عديدة. وتظهر الصور في التحقيق القضائي الذي فتحه مكتب المدعي العام في باريس، وجهها تعرض لخدوش وانتفاخ على مستوى الشفة والأنف.

سألها الشرطي: "لماذا لم تتقدمي بشكوى؟ أجابت: "لم أجرؤ على ذلك، لقد أحببته كثيراً". وتحدثت عن علاقات جنسية غير رضائية، وعن عنف، كما ادعت أنه "سحبها من شعرها على الأرض". 

وتضيف: "في أيلول/سبتمبر 2022، عندما كانت ترافق السفير إلى منتدى السلام في كاين، وبعد تناول وجبة غداء في أحد المطاعم، "أجبرني على ركوب سيارته وضربني على رأسي بعدما رفضت ممارسة الجنس". نزلت من السيارة، فقال لها "هل تريدين المغادرة؟ سأقتلك" قبل أن يرجع بالسيارة باتجاهها. وقالت للمحققين: "كنت أرى السيارة تصطدم بي، ومرت العجلات فوق قدمي، عندها سقطت". واضافت: ""عندما استيقظنا في اليوم التالي، كان يتحدث عن حادث". وتضيف: "أخذني إلى أخصائي الأشعة، ولم يكن هناك كسر".

لكن السفير يقدم رواية أخرى، يقول إن "السيارة انزلقت. لم أحاول قط دهسها ولم تصطدم بها السيارة. لقد قالت إن قدميها تأذيتا عندما انزلقت، لذلك رافقتها في الأيام التالية إلى أخصائي الأشعة لإجراء الفحوصات اللازمة".

جنس تحت حالة سُكر
وتحدثت غابرييل عن حادثة أخرى دفعتها إلى مغادرة السفارة وإنهاء علاقتها برامي عدوان. قالت: "أكثر الأوقات التي كنت فيها خائفة في حياتي كانت 27 كانون الاول/ديسمبر 2022". وتضيف: "وصل السفير إلى منزلها الباريسي في حالة سكر، لممارسة الجنس، وهو ما رفضته. أخذني بيد واحدة من رقبتي من الخلف، ودفع وجهي نحو السرير. لم أكن قادرة على التنفس، قبل أن يزيل يده، ويطلب منها ألا تقول إنه كاد أن يخنقها". 

لكن عدوان ينفي تلك المزاعم. يقول: "وصلت إلى منزلها في تلك الليلة، لكنها بدأت بلومي على الفور لكوني على علاقة مع امرأة أخرى". ويؤكد أنه "لم يكن هناك أي سؤال عن الجماع في ذاك المساء. بصقت في وجهي وحاولت خنقني وهي تصرخ. لقد دفعتها بعيداً. لم أحاول قط خنقها". 

وتزعم إحدى جيران غابرييل، التي اتصلت بها "ميديابارت" واستجوبتها الشرطة أيضاً، أنها استيقظت في تلك الليلة حوالى الساعة الثانية، ثم سمعت "صرخات مكتومة". وقالت إنها تعرفت على السفير اللبناني الذي التقت به مرات عديدة.

تدّعي كل من غابرييل وآفا أن موظفي السفارة الآخرين يقعون تحت حنق السفير. ويعترف السفير قائلاً: "أنا متحمس لمهمتي ويمكنني أن أكون وقحاً". 

في مقابلة مع Mediapart، يروي موظف سابق أيضاً حالة موظف في القنصلية يُزعم أنه أجبره على العمل واقفًا من دون كرسي أو مكتب. لكن السفير ينفي، ويقول: "أحترم المتعاونين معي وعملهم".

السفير ينفي: هراء
بعد نشر هذا التقرير، تحدثت شائعات في بيروت عن أن السفير عدوان تم توقيفه، لكنه نفى في حديثٍ لـ"L'Orient le jour"، ما تردد في وسائل الاعلام عن اعتقاله في فرنسا لارتكاب جريمة غير محددة. وقال عدوان: "لم يتم القبض علي، ولا أعرف من ينشر مثل هذا الهراء"..

من جهته، قال الصحافي تمّام نورالدين في تغريدة إن "بعض وسائل الاعلام تتداول خبراً عن توقيف سفير لبنان في باريس رامي عدوان لدى الشرطة الفرنسية". وقال: "ان الخبر غير دقيق … والسفير عدوان غير موقوف لدى الشرطة الفرنسية… كل ما في الأمر دعاوى على السفير عدوان من موظفتين من السفارة ". 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها