الخميس 2023/06/01

آخر تحديث: 17:05 (بيروت)

تحدّ جديد للسلطات...إيرانيات يقُدن الدراجات النارية

الخميس 2023/06/01
تحدّ جديد للسلطات...إيرانيات يقُدن الدراجات النارية
increase حجم الخط decrease
تنشر نساء إيرانيات مقاطع فيديو لهن وهن يقدن دراجات نارية في الشوارع، من دون حجاب، في تحد للنظام الإيراني الذي قيد الحريات العامة، تحديداً حرية النساء في اللباس، منذ الثورة الإسلامية في البلاد العام 1979.

وكان من النادر رؤية نساء يقدن دراجات نارية في شوارع إيران قبل عام، لكن الظاهرة بدأت تتمدد في المدن الكبرى، خصوصاً العاصمة طهران، حسبما نقلت شبكة "فرانس 24" الفرنسية" في رصدها لمواقع التواصل الاجتماعي الإيرانية.


وقبل الثورة الإسلامية كان للإيرانيات الحق في قيادة الدراجات النارية، لكن ذلك تحول إلى نقطة غير واضحة في القانون الجزائي بعد ذلك. ففيما لا ينص القانون الإيراني على أي منع صريح للنساء من الحصول على رخصة قيادة الدراجات النارية، لا يوجد أي نص يضمن هذا الحق للنساء. في واقع الحال، دائما ما ترفض السلطات الإيرانية منح رخصة قيادة الدراجات للنساء.

والموجة الجديدة من التحدي جزء من سياق أشمل للاحتجاجات في البلاد منذ مقتل الشابة مهسا أميني (22 عاماً) في سجن شرطة الأخلاق في أيلول/سبتمبر الماضي. وكانت المظاهرات هي الأكبر من نوعها منذ قيام الجمهورية الإسلامية، وشهدت حضوراً نسائياً لافتاً، خصوصاً في شعاراتها: "المرأة، الحياة، الحرية"

وروت نازنين (اسم مستعار)، وهي شابة إيرانية تذهب إلى مقر عملها كل يوم عبر دراجتها النارية: "بدأت رغبتي في قيادة دراجة نارية منذ 15 عاماً عندما كنت مراهقة. في تلك الفترة، لم يكن ذلك ممكناً. لكن منذ خمس سنوات قرأت مقالاً عن إيرانية قامت بجولة حول العالم على دراجة نارية وبالصدفة، في نفس تلك الفترة، رأيت امرأة في حينا تقود دراجة نارية جميلة. كانت المرة الوحيدة في حياتي التي رأيت فيها امرأة تقود دراجة نارية في إيران وقلت في نفسي: لم لا أقود دراجة مثلها؟".

وأكملت الشابة: "استلفت دراجة نارية من صديق وبدأت في التدرب على قيادتها في شارع بيتي. وبعد مرور خمسة أشهر، اشتريت دراجة نارية. لم يعجب الأمر عائلتي وكان أبي وزوجي متخوفين من أن توقفني الشرطة بما أنني لا أملك رخصة سياقتها. في البداية، كانوا يعتقدون أنني سأستخدمها في نهاية الأسبوع من أجل الاستمتاع، لكنهم رأوني أستخدمها كل يوم. انتهى بهم الأمر لتقبل الوضع بأنني امرأة بالغة تعي جيداً المخاطر. من حقي أن أستخدم وسيلة النقل التي يحق لكل نساء العالم استخدامها حتى وإن كان ذلك غير مرخص به في بلدي".


وقالت نازنين: "قبل خمس سنوات كنت أتلقى كثيراً من ردود الفعل عندما أتجول بدراجتي النارية وسأقول إنها إيجابية ومشجعة بنسبة 80%. لكن منذ بداية المظاهرات بعد وفاة مهسا أميني، أعتقد أن وجودي بات عادياً في الشارع. أتلقى عدداً أقل من ردود الأفعال عموماً، سواء كانت إيجابية أم سلبية. تقبل الناس الأمر على أنه عادي، إنه أمر مذهل. والدليل على ذلك أنني كنت اسمع شعار امرأة حياة حرية كثيراً في الفترة الأولى للاحتجاجات، لكن الشعار بات أقل بكثير هذه الأيام".

وعقبت نازنين: "الخوف مازال يراودني بشأن إمكانية تعرضي للتوقيف عندما أمر في شوارع يوجد فيها رجال شرطة. طوال خمسة أعوام، لم يتم إيقافي سوى مرتين. وبشكل غريب، طلب مني رجال الشرطة مدهم برخصة السياقة، كما لو أن للنساء الحق في الحصول عليها. في المرة الأولى، طلب مني الشرطي أوراق الدراجة ووثيقة التأمين التي كانت معي واكتفى بفرض غرامة على مرافقي الذي لم يكن يرتدي خوذة سلامة. في المرة الثانية، أعتقد أن الشرطي أعجب به وتركني أمضي في حال سبيلي بعد دقائق".


وبحسب القانون الإيراني، يمكن أن تصل عقوبة قيادة دراجة نارية من دون رخصة إلى السجن لمدة تصل إلى شهرين وإلى ثمانية أشهر في حال تكرار الإيقاف. ولكن يوجد عدد نادر من النساء اللواتي تعرضن للملاحقة القضائية بسبب قيادة دراجة نارية.

وأوضحت نازنين: "لطالما ارتديت ثياباً تشبه لباس الأولاد حتى لا أثير الشكوك. من جهة، كان الأمر جيداً لأنني كنت أشعر بأنني حرة. ولكن من جهة أخرى، كنت أشعر أن ذلك يمثل خطراً علي، لأنه عندما يعرف باقي سائقي العربات الأخرى أن فتاة تقود الدراجة النارية يتصرفون بشكل أفضل. ولكن عندما يعتقدون أنني رجل، يقودون عرباتهم كالمجانين".


وأكملت: "بناء على ما عاينته، فإن النساء لا ينظرن إلى الدراجات النارية كطريقة للهو. أرى عدداً كبيراً من النساء يستخدمنها كوسيلة نقل للذهاب إلى العمل أو قضاء الشؤون. عدد النساء اللواتي يقدن الدراجات النارية ارتفع تدريجياً خلال السنوات الأخيرة. لكن منذ بداية الاحتجاجات، أرى عدداً أكبر من النساء على متن دراجات نارية في الشوارع وذلك يعد رمزاً للشجاعة".

وعلقت: "أعتقد أن الأمر أصبح يشبه الحجاب. كثير من النساء لا يردن ارتداءه، ولكن لم تكن لهن الجرأة لنزعه. بعد مظاهرات العام الماضي، استجمع عدد كبير من النساء الشجاعة لنزع الحجاب الإسلامي. والأمر ذاته ينطبق على الدراجة النارية، فكثير من النساء كن يردن قيادة دراجة نارية والآن أصبحت لهن الشجاعة للقيام بذلك. الأمران يندرجان في إطار الحقوق المدنية".


وختمت شهادتها: "منذ العام الماضي، أحاول أن يراني الناس في الشارع، وألتقط صورة لنفسي وأنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، وأصر على أن أذهب إلى عملي كل يوم. يدخل ذلك في إطار كفاحي اليومي من أجل حقوقي".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها