السبت 2023/12/30

آخر تحديث: 06:55 (بيروت)

2023..سيرة مختصرة لكوارث ومآس وجروح لم تندمل

السبت 2023/12/30
2023..سيرة مختصرة لكوارث ومآس وجروح لم تندمل
increase حجم الخط decrease
طوى لبنان، اعلامياً، خلال الربع الأخير من العام 2023، مرحلة 4 سنوات من الأزمة الاقتصادية. ورغم أن الازمة بتداعياتها على أحوال اللبنانيين لا تزال قائمة، إلا أن الشكوى تراجعت، ولم تعد مادة إعلامية دسمة، ولا مادة انتقاد متواصلة في مواقع التواصل، وذلك بمجرد مغادرة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لموقعه. 

كانت الازمة، مرتبطة في السياق الاعلامي، بسلامة شخصياً. وبمغادرته لموقعه، احتوت السلطة الجدل، وقلصت الضغوط الى حد كبير عنها. يسير النظام ضمن ما هو مخطط له: أزمة مالية تُعالج بالوعود وبقرارات متدرجة، وشعب مقسوم الى طبقتين، وتأقلم من الازمة التي غطت عليها الاعتداءات الاسرائيلية في الجنوب والمخاوف من توسع الحرب.. وعلى الهامش، شغور رئاسي لم يعد أولوية لكثيرين. 

سنة فلسطين
والحال، انقضى العام 2023 بحدث غير متوقع يليه حدث آخر ويغطي عليه. يتشابه لبنان الى حد بعيد مع بلدان المنطقة العربية التي عانت، خلال العام المتجه للأفول، بالضغوط غير المتوقعة. رسمت حرب غزة تحولاً في المشهد اللبناني الداخلي، كما خلطت الإبادة في غزة أوراق المنطقة بالكامل. كانت سنة 2023، سنة فلسطين. فالعدوان على الشعب الفلسطيني، ومناصرته في مختلف المناطق العربية والعالمية، فضلاً عن مشاهد أهلها وأطفالها ومشايخها… شكلت جميعها المشهد العام. 
منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، يترقب العالم ما ستؤول إليه تطورات غزة. أكثر من 80 يوماً، حملت معها ما يفوق الـ20 ألف شهيد وقرابة 55 ألف جريح. معتز عزايزة ورفاقه، ووائل الدحدوح، وسامر أبو دقة، والأطفال يوسف وعمر وسوسو… صنعوا مشهد 2023. يعكس مقطع الفيديو الذي ظهر فيه طفلٌ سعيدٌ بالهدنة التي دامت أياماً معدودة، واقع أهل غزة، لا سيما الأطفال منهم. هؤلاء، بدل أن ينعموا باللعب والتعليم، ويحتفلوا بالأعياد مع قدوم العام الجديد، باتوا يحملون الأوعية بانتظار القليل من الطعام، في حال صادفهم الحظ ولم ينفد الطبخ قبل وصولهم. 
في مواقع التواصل الاجتماعي، راح مؤيدو فلسطين يذكّرون بقضيتهم التي مرّت بمراحل مفصلية طوال العقود الماضية، ولم يتخلّفوا عن فضح جرائم الاحتلال، مقابل جيل جديد تعرّف على القضية التي نُسيت لسنوات في ظل الحملات المدروسة التي تُشجّع على التطبيع وتبعاته. المفارقة، أنّ إسرائيل لعبت دور العرّافة بهذه القضية، إذ شاهدوا بأعينهم الاضطهاد الذي يعيشه أهل غزة وسائر المناطق الفلسطينية. تترافق نهاية العام الأبشع على الفلسطينيين، مع تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي أكّد قراره بالتصعيد، نافياً وجود أي نية لوقف الحرب على غزة، في مشهد تمهيدي لما قد يحمله العام المقبل من مآسٍ إضافية.
ينسحب مشهد غزة على مناطق جنوب لبنان المحاذية للحدود. أحياء دمّرت بالكامل، وباتت بعض البلدات أشبه بمدن أشباح، وسقط أكثر من 130 شهيداً، بينهم مدنيون. من بين هؤلاء، الأخوات ريماس وتالين وليان، اللواتي سقطنَ مساء الأحد 5 تشرين الثاني/نوفمبر، بغارة إسرائيلية استهدفت السيارة التي كانت تقودها والدتهن. إلى جانب الأخوات الثلاث، لا يغيب شهداء الجسم الصحافي (عصام عبدالله وفرح عمر وربيع معماري) عن الذاكرة، الذين قتلتهم إسرائيل وهم ينقلون عدوانيتها.
كوارث طبيعية 
وإذا كانت حرب غزة تسطر مشهد الحزن في العالم الافتراضي، فإن الكوارث الطبيعية افتتحته. فجر السادس من شباط/فبراير، عندما استفاق العالم على "زلزال القرن"، الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا. حوالى 50 ألف شخص قتلوا حينها، وشُرّد ما لا يقل عن 1.5 مليون شخص بحسب البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة. تعيدنا الذاكرة إلى الشوارع المدمرة والعائلات التي مُسِحت من كبيرها إلى صغيرها، لا سيما في سوريا التي تعيش العوز والبؤس في ظل نظام البعث. 

غالباً ما تسرق قصص الأطفال قلوب المتابعين. تابع العالم قضايا من كُتِبَ لهم "عمر جديد"، والأهالي الذين راحوا يستنجدون بالإعلاميين والمراسلين لمساعدتهم على إيجاد أولادهم القابعين تحت الركام. 
ومثله، وتحديداً مساء الجمعة 8 أيلول/سبتمبر المنصرم، ضرب زلزال بقوة 7.2 جنوبي غربي مراكش في المغرب، مخلّفاً قرابة 3000 قتيل و6125 إصابة. من المشاهد الراسخة من زلزال المغرب، قيام رجلٍ مسنٍ فقيرٍ بالتبرع بنصف كيس من الدقيق لمجموعة شبابية تجمع المساعدات. يومان فقط، هو الفارق بين زلزال مراكش وفيضانات ليبيا، التي غيّرت ملامح منطقة درنة في كارثة وصُفت بـ"الأقسى" في تاريخ البلاد. خلّفت الكارثة قرابة 4000 قتيل، مقابل فقدان 8500 ونزوح 40000 شخص. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها