الثلاثاء 2023/11/28

آخر تحديث: 20:30 (بيروت)

"القسام" تعيد تصحيح الرواية الاسرائيلية.. وتربك الاحتلال

الثلاثاء 2023/11/28
"القسام" تعيد تصحيح الرواية الاسرائيلية.. وتربك الاحتلال
أسيرتان اسرائيليتان لحظة الافراج عنهما وتسليمهما للصليب الاحمر
increase حجم الخط decrease
تُشكّل الرسالة التي نشرتها كتائب "القسام" من إحدى المحتجزات الإسرائيليات اللواتي أطلق سراحهن أخيراً في إطار اتفاق تبادل الأسرى، وشكرت فيها مقاتلي وقادة "القسام" الذين رافقوها وابنتها خلال فترة الاحتجاز، انقلاباً في الصورة الاعلامية التي حاول الاحتلال تكريسها خلال الفترة الماضية. 


مثلت الرسالة، كما غيرها من تصريحات سابقة لمحتجزين إسرائيليين أفرج عنهم من غزة، ضربة قاسية للإحتلال الإسرائيلي ومنظومته الدعائية التي حاولت تشويه سمعة المقاومة بشتى السبل واتهامها بحرق وقتل الأطفال واغتصاب النساء، خصوصاً بعد التصريحات التي وردت من وسائل إعلام إسرائيلية حيث ذكرت القناة 12 العبرية أن الأسرى المفرج عنهم من قبل حركة "حماس" قالوا إنهم لم يتعرّضوا للتعذيب أو سوء المعاملة بعدما التقت بعدد من أقاربهم.
 

وما لفت الانتباه أيضاً في فيديو "القسام" المنشور سابقاً، أن المحتجزين الإسرائيليين وجّهوا التحية لعناصر الكتائب، لحظة إطلاق سراحهم ونقلهم إلى سيارات الصليب الأحمر، حيث ودعهم أحد المقاتلين بالقول: "إلى اللقاء الآن"، وبادلته سيدة وطفلتها التحية وهما تبتسمان.


بدت الفيديوهات التي انتشرت، رداً مباشراً على دعاية الاحتلال، وأثارت استياءه. خلال الاسابيع الماضية، عمل الاحتلال على شيطنة الحركة، وواصل اعلامه هذا الجهد من خلال معلّقين وصحافيين، أشاروا إلى أن المعاملة الجيدة "تخدم حركة حماس وتُلمّع صورتها"، مشككين في حال المحتجزين الذين ما زالوا في غزة.


وينضم هذا الجهد، الى الحرب الاعلامية التي أطلقتها "حماس" منذ اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى"، واجهت فيها الموجة الإعلامية الغربية التي تقف وراءها إسرائيل بدعايتها، ووظّفت فيها كافة الوسائل المتاحة لديها من خلال الناطق بإسمها "أبو عبيدة" وروافدها الإعلامية المختلفة. 

ولا تقتصر الحرب المُقابِلة في الإعلام، على تعويم الصورة الإنسانية، اذ تنسحب على الصورة العسكرية العازمة على دحض رواية الاحتلال وتعريته. إحدى رسائل الحركة ظهرت خلال عمليات التبادل، حيث أطلقت "كتائب القسّام" الدفعة الثالثة من المحتجزين لديها من الإسرائيليين والعمال الأجانب وفق اتفاق الهدنة من شمال شرقي غزة، ومن وسط مدينة غزة التي كان الاحتلال قال في وقت سابق إنها باتت خاضعة لسيطرته، وذلك على عكس محتجزي الدفعة الأولى والثانية الذين تم إطلاق سراحهم من خان يونس. 


فالتسليم غير المتوقع للاحتلال، يحمل دلالة رمزية تشير إلى أن حركة حماس لم تفقد السيطرة على الشمال، وما زالت تمتلك السيطرة والتموضع والتنقل، إضافةً الى ظهور عناصر القسام وهم يتجوّلون بعتادهم في شوارع مدينة غزة الواقعة شمالي القطاع، وإستخدام السيارات رباعية الدفع التي من المفترض أن تمويهها أو إخفاءها ليس بالأمر السهل في ظل تحليق طائرات التجسس وتوظيف الاحتلال لأحدث أجهزة المراقبة. كما جرى تسليم المحتجزين أمام نصب تذكاري، يمثّل قبضة حديديّة تمسك بالرقم العسكري للجندي الإسرائيلي، أضف إلى ذلك لقاء السنوار بالمحتجزين في رسالة واضحة منه على إحكامه السيطرة وإدارة العملياته ووجوده في قلب المعركة.


ينعكس هذا التأثير في الداخل الإسرائيلي، ومن الواضح أن حماس تحقق نجاحاً في هذا الميدان، إذ قال خبراء إسرائيليون إن حركة حماس تعرف نقاط الضعف في إسرائيل، وقامت باستخدامها بطريقة قوية للتأثير في المجتمع. ووفقاً لمعهد دراسات "الأمن القومي" الإسرائيلي، فإن حماس "انتصرت في معركة أخرى من معارك الحملة المعرفية المستمرة، ونجحت في التلاعب بإسرائيل كلها".


وتفاعلت وسائل إعلام إسرائيلية مع المشاهد التي بثتها كتائب القسام، فعلق موقع "واللا" العبري، قائلاً إن "عملية التسليم تثير تساؤلات حول ما إذا كان الجيش الإسرائيلي يسيطر بالفعل على غزة، فعملية التسليم التي تم تصويرها في قلب مدينة غزة، تظهر عناصر القسام وهم يسلمون المختطفين إلى الصليب الأحمر، ومن حولهم العشرات من المسلحين الذين يتجولون من دون إزعاج، على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي، يقول إن قواته منتشرة في جميع  مناطق شمالي قطاع غزة".

هي رسائل إعلامية مدروسة ومركزة ومتواترة، نجحت في إرباك المستويين السياسي والعسكري في الداخل الإسرائيلي، فضلاً عن ضرب الجبهة الداخلية. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها