إنسحاب وكالات الأنباء العالمية من جنوب لبنان:عزلة أم تصعيد؟

وتقاطعت معلومات من مصادر إعلامية عن أن معظم وكالات الانباء العالمية الأساسية، سحبت مراسليها ومصوريها من الميدان في جنوب لبنان بالكامل. وقالت المصادر لـ"المدن" إن الوكالات انسحبت بالتدريج إثر استشهاد مصور "رويترز" عصام عبد الله في الجنوب، وإصابة زملائه الستة من "فرانس برس" و"الجزيرة"، فانسحبت الوكالتان قبل أن تشمل القائمة جميع الوكالات الاخرى التي كانت تغطي من الجنوب وهي "اسوشييتد برس" و"أناضول" ووكالة الانباء الألمانية "د ب أ". 

وإضافة الى الوكالات، انسحب مراسلو معظم القنوات التلفزيونية الاجنبية، ولم يبقَ في الميدان سوى مراسلي قنوات عربية ومحلية، وتم تقويض حركتها الى الحدود القصوى، حيث باتت مضطرة للتغطية في القطاع الشرقي من بلدتي جديدة مرجعيون والقليعة المحاذيتين، أما في القطاع الغربي فبات المراسلون ملزمين بالتغطية فقط من بلدة رميش، وهي بلدة تسكنها أغلبية مسيحية، "يُفترض أن تكون الأكثر أماناً". أما القطاع الاوسط الذي شهد خلال يومي السبت والأحد، أعنف المعارك (البلدات الواقعة في قضاء بنت جبيل وقضاء مرجعيون الجنوبي)، فقد خلا من معظم مراسلي القنوات العربية باستثناء "الجزيرة" التي تنشر 4 طواقم على الحدود، وبعض المراسلين الافراد.

وتنتشر طواقم "الجزيرة" الاربعة في القطاعات الثلاثة، ويتنقل الفريق في القطاع الشرقي بين بلدة العديسة ومزارع شبعا، ويبث رسائل من 5 قرى على الاقل يومياً. أما في القطاع الاوسط فيتنقل الفريق في قرى متعددة تشمل القطاع كله، بينها عيترون وحولا ومركبا ومارون الرأس ومحيبيب وبنت جبيل وغيرها. أما في القطاع الغربي، فينتشر طاقمان لـ"الجزيرة" ويتنقل الفريقان بين الناقورة وعيتا الشعب وعلما الشعب ومروحين ويارين والظهيرة. وتعد طواقم "الجزيرة" الوحيدة التي تتنقل بين سائر القرى ولم تحصر التغطية في منطقة جغرافية محددة. 
 

على ضفة مقاطعة الوكالات، لاحظ صحافيون هذه المقاطعة الاعلامية خلال الايام الماضية، إذ لم تبثّ الوكالات صوراً للاشتباكات من الجنوب، باستثناء وكالة "أسوشييتد برس" في الايام الاخيرة، بينما كانت الصور في الوكالات بمعظمها تأتي من الضفة الاسرائيلية للحدود عبر المراسلين في الجليل. 

واللافت أن فنادق الجنوب، خلت من المراسلين والصحافيين الاجانب بالكامل، بحيث لم يعد يتواجد في الجنوب أي مراسل أجنبي تابع لأي وكالة عالمية أو قناة تلفزيونية أجنبية، وهو أمر لم يحدث في أوكرانيا، كما أنه لم يحدث أبداً في حرب تموز 2006، حيث أقام الصحافيون والمراسلون والمصورون آنذاك في استراحة صور السياحية على مدى 33 يوماً. 

وتثير هذه الاجراءات الشكوك حول العزلة الاعلامية للجهة اللبنانية من الاشتباكات، كما ترفع مستوى التحذيرات من أن يكون هناك قرار اسرائيلي باستهداف الصحافيين، استناداً لاستهداف عصام عبد الله ورفاقه. كما يثير المخاوف من أن يكون هناك تصعيد اسرائيلي مقبل يدفع وكالات الانباء العالمية لحماية طواقمها، إسوة بتحذيرات السفارات المتعاقبة، وتدابير شركات الطيران.  

ولا يُخفى أن مستوى الترهيب الاسرائيلي للصحافيين انعكس في التغطية الاعلامية خلال الاسبوع الماضي، حيث لم توثق حادثة مقتل المدنيين، الإثنين، في بلدة شبعا بأي صورة في وكالات عالمية، على ضوء المخاطر المرتفعة.