السبت 2023/01/28

آخر تحديث: 14:08 (بيروت)

تركيا: اعتقال ناشط إعلامي لترحيله قسراً لسوريا.. ومثله عشرات

السبت 2023/01/28
تركيا: اعتقال ناشط إعلامي لترحيله قسراً لسوريا.. ومثله عشرات
وائل الحويش لجأ إلى النروج، ثم عاد إلى تركيا لمساندة والدته المسنّة
increase حجم الخط decrease
اعتقلت السلطات التركية الناشط الإعلامي السوري وائل الحويش، المتحدر من ريف دير الزور شمال شرقي سوريا، في مدينة أورفا، تمهيداً لترحيله قسراً إلى سوريا، رغم أنه يحمل بطاقة الحماية المؤقتة.

وأشار "تلفزيون أورينت" المعارض إلى أن الحويش نقل إلى دائرة الهجرة بعد إطلاق سراحه من قبل المحكمة كونه لم تُوجَّه ضده أي تهمة، علماً أن الحويش أحد مؤسسي مجموعة "ناشطو الخبر السوري" وهي منصة إخبارية مستقلة تنشط في "فايسبوك" بشكل أساسي وتركز اهتمامها على الحدث السوري.

ويعرف الحويش بلقب "التغريبة الديري"، وتم اعتقاله من قبل المخابرات التركية من منزله في حي السليمانية بولاية شانلي أورفة التركية، بتاريخ 23 كانون الثاني/يناير الجاري، وعُرض على القاضي في اليوم نفسه وتمّت تبرئته، مع إطلاق سراحه من قبل القاضي، لكون التهمة الموجهة له وهي "العمل مع تنظيم داعش" كانت منفية بشكل تام.

وبدلاً من إطلاق سراحه، حولت المخابرات التركية الحويش إلى مبنى الهجرة في الولاية نفسها، والذي صار يحتوي سجن "مركز ترحيل قسري"، يضم المئات من السوريين على غرار الحويش، يُطلب منهم التوقيع على ورقة العودة الطوعية، فيما يتم إجبارهم أو التوقيع بدلاً عنهم في حال رفضهم التوقيع لأنهم لم يخالفوا القانون وتم اعتقالهم بشكل تعسفي، مثلما أشارت تقارير حقوقية ذات صلة في الأشهر القليلة الماضية.

والحويش هو المعيل الوحيد لوالدته، وكانت حفلة زفافه مقررة في 24 كانون الثاني/يناير الجاري، أي قبل يوم واحد فقط من اعتقاله، علماً أنه يعمل كناشط إعلامي منذ أيام الثورة الأولى العام 2011، وناهض كل التنظيمات المتطرفة، ما اضطره لمغادرة سوريا بعد سيطرة تنظيم "داعش" على محافظة دير الزور منتصف العام 2014، ولجأ إلى النروج مروراً بتركيا، وعاد إلى تركيا للوقوف بجانب والدته، التي كبرت في السن وساءت حالتها الصحية العام 2017، بعد استشهاد أخيه القيادي في "الجيش السوري الحر" أحمد الجراد المعروف باسم "أبو الحسن عشارة"، في معارك ضد النظام في البادية السورية.

وكانت السلطات التركية اعتقلت قبل أيام أيضاً، الناشط الإعلامي الآخر خالد الحمصي، بتهمة عدم حيازته وثيقة إذن سفر، وقامت بتحويله للمركز المذكور نفسه في أورفا، فيما لا يزال الحمصي يقبع في سجن مركز الهجرة بعد إطلاقه عشرات المناشدات لتخليصه والعودة لعائلته لكن من دون أي استجابة من الجهات الرسمية السورية والتركية والمؤسسات المعنية بشؤون الصحافيين ومراكز حقوق الإنسان، حسبما أشارت وسائل إعلام سورية معارضة.

يذكر أن الحويش والحمصي هما عضوان في جمعية "بيت الإعلاميين العرب في تركيا"، الجهة التنظيمية للإعلاميين والتي لم تستجب لنداءات الحمصي بعد إبرازه بطاقة العضوية لموظفي مركز الهجرة الذين لن يأخذوها بعين الاعتبار.

وتشهد مناطق الجنوب التركي، وتحديداً ولاية شانلي أورفا حملة اعتقالات تعسفية، بتهمة عمل المطلوبين مع تنظيم "داعش" وعند الوقوف على سير معظم المعتقلين، يتبين أنهم يعيشون على الأراضي التركية قبل دخول التنظيم إلى سوريا، أو لم يعملوا مع التنظيم، ومنهم من قاتل التنظيم وتعرض للأذى بشكل مباشر منه.

وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، أن السلطات التركية اعتقلت واحتجزت ورحّلت بشكل تعسفي مئات الرجال والفتيان السوريين اللاجئين إلى سوريا خلال العام 2022. وذكرت المنظمة، في تقرير مفصل، أن عشرات السوريين الذين تم ترحيلهم، أُجبِروا على التوقيع على استمارات، إما في مراكز الترحيل أو على الحدود مع سوريا، و"قالوا إن المسؤولين لم يسمحوا لهم بقراءة الاستمارات ولم يوضحوا ما ورد فيها، لكن جميعهم قالوا إنهم فهموا أن الاستمارات تؤكد موافقتهم على العودة الطوعية إلى سوريا".

وأشارت المنظمة حينها إلى أن كثيرين منهم قالوا إنهم رأوا مسؤولين أتراك يضربون رجالاً آخرين رفضوا التوقيع في البداية، لذا شعروا أن ليس لديهم خيار آخر. واعتبرت المنظمة ذلك "انتهاكاً للقانون الدولي" علماً أن تركيا قدمت حماية مؤقتة لـ3.6 مليون لاجئ سوري. فيما تقول المنظمة أن "سوريا ما زالت غير آمنة لعودة اللاجئين"، مشيرة إلى أن النظام الذي تسبب بتهجير أكثر من ستة ملايين لاجئ، وارتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد مواطنيه حتى قبل بدء الثورة، ما زال في السلطة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها