لا يختلف كثيراً جواز السفر الإيراني الذي تحمله زينب سليماني عن الجواز اللبناني الذي ستحصل عليه قريباً. الإثنان بالكاد يسمحان بدخول بعض الدول الإفريقية والآسيوية، وفنزويلا أيضاً، وربما كوبا.
الميزة الوحيدة لجواز السفر اللبناني تتمثل بالقدرة على الالتفاف على العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية، لكن ذلك ليس بالأمر اليسير في بلد يعاني انهياراً في قطاعه المصرفي ويدقق الأميركيون في كل دولار يدخل إليه أو يخرج منه. وبالطبع لن تطمح زينب سليماني للحصول على أي تقديمات من الحكومة اللبنانية، أو وظيفة في دولة يحلم كل من يعمل في قطاعها العام والخاص بهجرها.
لماذا نستكثر على سليماني جنسية لبنانية هي من حقها كونها متزوجة من لبناني؟ يجدر بنا المطالبة بمنح المزيد من الجنسيات لكل متزوج من لبنانية ومولود من لبنانية، ولا داعي للاعتراض على حيازة سليماني لجنسية يسعى كل لبناني للتخلص منها عند أول فرصة سانحة.
كعادته في نفي الأخبار، نفى المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية ميشال عون، عبر تغريدة في "تويتر" ما بثته الإثنين محطة "الحدث" وموقع "العربية"، عن أن الرئيس عون قد أصدر مرسوماً منح بموجبه الجنسية اللبنانية لزينب سليماني، إبنة قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني.
والنفي يتعلق بالمزاعم حول توقيع مرسوم خاص لها، علماً أن سليماني يحق لها الحصول على الجنسية اللبنانية بمجرد مرور عام على زواجها من لبناني، وهي المتزوجة من ابن رئيس الهيئة التنفيذية في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين.
وبدأ ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي منذ ليل الاثنين بتداول خبر منح الجنسية اللبنانية لسليماني، وحتى بعد نفي رئاسة الجمهورية للخبر، معتبرين أن لا نار من دون دخان، وليس غريباً برأيهم، على رئيس الجمهورية الذي "قدم التنازل تلو التنازل لحزب الله منذ الاتفاق الشهير بينهما"، أن يمنح الجنسية لابنة قائد فيلق القدس الذي اغتيل في غارة أميركية استهدفت موكبه في العراق في كانون الثاني/يناير 2020.
بدوره دافع جمهور حزب الله عن منح سليماني الجنسية اللبنانية، ورأى هؤلاء أنها تستحق أن تكون لبنانية أكثر من غيرها بالنظر إلى ما اعتبروه "تضحيات قدمها والدها من أجل لبنان".
يذكر أن زينب سليماني بعد شهور قليلة من مقتل والدها، تزوجت من اللبناني رضا صفي الدين، نجل القيادي في حزب الله هاشم صفي الدين، وعلى هذا الأساس علق البعض من جمهور حزب الله أن سليماني ليست بحاجة لمنّة من أحد لنيل الجنسية اللبنانية، فهي تستحقها بحسب القوانين كونها متزوجة من لبناني.
يأتي ذلك بعد كشف صحيفة "ليبراسيون" مؤخراً عن صفقة بين عون وميقاتي ووزير المال ووزير الداخلية تتضمن منح الجنسية للآلاف من جنسيات مختلفة، جزء كبير منهم سوريون مقربون من نظام بشار الأسد ويسعون للإلتفاف على العقوبات المفروضة على بلدهم، مقابل مبالغ مالية بلغت بين 300 و400 مليون دولار أميركي، وهو ما نفته رئاسة الجمهورية.
حجم الخط
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها