تمثل مشاركة النائب الياس جرادة في مؤتمر نظّمته الجمعية السورية لأطباء العين في دمشق الأسبوع الماضي، عقبة جديدة أمام التوافق بين النواب التغييريين الذين أفرزتهم الانتخابات النيابية الأخيرة، بالنظر الى أن خطوة تطبيعية مشابهة مع النظام السوري، مرفوضة من قبل غالبية نيابية تغييرية، وتكرس صورة الانقسام بين التوجهات السياسية.
وشكلت المشاركة في مؤتمر عقد في العاصمة السورية بين 23 و25 حزيران/يونيو الحالي، ضربة لصورة الكتلة النيابية المدنية. المشاركة تقف على النقيض من أدبيات غالبية الكتلة التغييرية الرافضة للتعاطي مع نظام دكتاتوري متهم بارتكاب جرائم حرب.
لم تكن المشاركة الأولى لجرادة في مؤتمر طبي مشابه متخصص في تقنيات جراحة العين، وهو طبيب عيون معروف في لبنان. كانت مشاركاته في السابق شخصية، عندما كان بعيداً من الشأن العام اللبناني. أما اليوم، فهو يمثل ناخبيه، وهم يفترض أنهم غالبية رافضة لسلوكيات القوى السياسية اللبنانية، وتحديداً في جنوب لبنان، حيث كان التمثيل في السابق محصوراً في قوى الممانعة.
يُفترض أن جرادة اليوم، يمثل رأياً مختلفاً، ينظر الى العلاقة مع النظام السوري من زاوية إنسانية، مناقضة لاصطفاف قوى سياسية لبنانية تحداها جرادة في الانتخابات، وما زالت تلك القوى على علاقة مع النظام السوري وتقاتل الى جانبه وتروج للعلاقة اللبنانية الرسمية معه.
ومع أن المشاركة غير سياسية، الا أنها تحمل مؤشرات على توجهات جرادة الشخصية، التي من شأنها تكوين رأي موحد من قوى التغيير حول ملفات كثيرة.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها