النظام السوري يصادر قوس قزح في حماة: يروج للمثلية!

ونشرت صفحات موالية للنظام السوري أخباراً احتفلت بضبط مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في محافظة حماة وسط البلاد، لطائرات ورقية ملونة، بتهمة الترويج للمثلية الجنسية، رغم أن الطائرات الورقية دائماً ما تكون ملونة بهذا الشكل منذ عقود.

وكانت دول عربية وخليجية مثل الكويت صادرت ألعاب أطفال ومنتجات مختلفة بعد حملات في مواقع التواصل الاجتماعي خلال العامين الماضيين، يتم بموجبها تصوير منتجات في الأسواق من قبل أفراد ومطالبة السلطات بالتدخل "من أجل حماية المجتمع"، في وقت يتم فيه تكريس ضخ إعلامي معاد للمثلية الجنسية بوصفها "مشروعاً غربياً لهدم المجتمعات المسلمة".

وفي سوريا، شن النظام السوري حملة تفتيش وملاحقة للمثليين منذ أواخر العام 2020 عندما ألقى رئيس النظام خطاباً من أحد مساجد دمشق، وبدأت وسائل إعلام النظام منذ ذلك التاريخ بتقديم ضخ حول حماية النظام للبلاد من "خطر الليبرالية الحديثة وقيم المثلية الجنسية الغربية". وفي نيسان/أبريل 2021 قامت محافظة دمشق بطلاء درج في حي المهاجرين باللون الأسود بعد تلوينه بمبادرة محلية، بتهمة "الترويج للمثلية".

ولا يوجد في سوريا أي حقوق للمثليين، بل على العكس يجرم القانون السوري المثلية الجنسية، كما أن رهاب المثلية منتشر بشكل واسع، لاعتبارات دينية واجتماعية. وعبر هذا النوع من الممارسات الاستعراضية وترويجها في الإعلام الرسمي وشبه الرسمي، يتم تقديم السلطة على أنها حامية للمجتمع والتقاليد وقيم العائلة، وحرف الأنظار عن بقية المشاكل الاقتصادية والخدمية التي يعاني منها المواطنون.

وفيما أثارت الحادثة سخرية واسعة لأن الموضوع لم يكن يستحق كل تلك الضجة ولم يطالب به أحد كما أنه استغباء للعقول، فإن شريحة أخرى من الموالين والمعارضين للنظام على حد سواء، أبدت تأييدها لمثل هذه الممارسات. والأسوأ هو وجود فئة هاجمت فقط الغرب لتشويهه معنى "قوس قزح" في عيون العالم.

ويجب القول أنه رغم تنوع الموضوعات والقضايا التي أثارتها الثورة السورية العام 2011 والدعوات إلى الحرية في البلاد، إلا أن حقوق المثليين ومجموعة من المواضيع الأخرى ظلت ضمن المحظورات إلى حد ما، ما يجعل مفاهيم الثورة السورية، بغض النظر عن نجاحها أو فشلها سياسياً، ناقصة في هذا الجانب إلى درجة تجعلها حركة مبنية على القيم المحافظة للمجتمع التقليدي، وخصوصاً بعد تحولها نحو الأسلمة والعسكرة، ثم ظهور التنظيمات التكفيرية التي تعدم المثليين رجماً بالحجارة أو بإلقائهم من أماكن عالية على غرار ما كان يفعل تنظيم "داعش" على سبيل المثال.