الأربعاء 2022/05/18

آخر تحديث: 15:42 (بيروت)

من هو "سبايدرمان" الذي ألهم الاحتجاجات السودانية؟

الأربعاء 2022/05/18
من هو "سبايدرمان" الذي ألهم الاحتجاجات السودانية؟
increase حجم الخط decrease
خلال الاحتجاجات الشعبية التي أدت إلى إسقاط نظام الدكتاتور عمر البشير في السودان، برزت وجوه مختلفة من بينها ناشط سوداني تنكر بزي البطل الخارق "سبايدرمان" وأصبح مصدراً للإلهام في البلد الذي مزقته صراعات مختلفة وكانت ثورته العام 2019 إحياء للربيع العربي المطالبة بالديموقراطية في الشرق الأوسط ككل.


وقال الناشط السوداني في تصريحات خلال فيلم وثائقي أنتجته صحيفة "غارديان" البريطانية عنه: "ليس خوفاً أو تمويهاً بل حتى أكون مصدر إلهام للثورة"، مبرراً قرار ارتداء زي "سبايدرمان" بعدما قُتل صديقه طفولته برصاص الأمن، خلال الاحتجاجات على حكم البشير الذي استمر نحو 3 عقود.

وأكمل الناشط الذي مازال يرفض الكشف عن هويته خوفاً على سلامته في الوقت الحالي، أنه لم يرتدِ زي "سبايدرمان" أثناء الاحتجاجات بغية التمويه نفسه، بل تقديراً لصديقه وحتى يكون ما أقدم عليه رمزاً للانتصار على الأعداء.


وكان "سبايدرمان السودان" من بين مئات الآلاف من المتظاهرين الذين أدت احتجاجاتهم العام 2019 إلى سقوط البشير وتشكيل حكومة انتقالية أطيح بها للأسف في انقلاب عسكري في تشرين الأول/أكتوبر 2021 في مشهد لخص بسرعة الوضع في بقية دول الربيع العربي.

وعن "انقلاب الجيش على الثورة"، أكد "الرجل العنكبوت" أن المؤسسة العسكرية والأحزاب المعادية للثورة "سرقوا ثورة السودان". وأوضح أن لا فرق بين الأحزاب التي تحالفت مع المؤسسة العسكرية وبين حزب "المؤتمر الوطني" الذي حكم السودان لسنوات طويلة، مضيفاً: "كلهم مستبدّ ويريد السلطة والسيطرة".

وجرى تصوير فيلم "سبايدي" (Spidey) أثناء مشاركة "الرجل العنكبوت" في الاحتجاجات، مع التركيز أيضاً على دوره الآخر كعالم يدرس نفسه بنفسه ويعلم صناعة الروبوتات للأطفال الصغار. وظهر "سبايدرمان" في اجتماع سري للجنة المقاومة لتنسيق الأعمال المحلية في أنحاء السودان، حيث تحدث مع أصدقائه من الناشطين حول تماهي أهدافهم مع رغبات الشعب السوداني المتمثلة في إطاحة الحكم العسكري بغض النظر عن طبيعة العنف التي سيتعرضون لها.

وتابع: "يأتي الليل ويذهب آخر.. وبإذن الله سنبقى نخرج للاحتجاج والتظاهر حتى تحرير بلادنا". وأضاف: "لسنا خائفين، وشعب السودان سيواصل مواجهة قوات الأمن ورصاصهم".

من جانبه، قال مخرج الفيلم، فيل كوكس، أن "سبايدرمان السودان أصبح رمزاً للمقاومة والثورة في البلاد". وتابع: "كان مدهشاً جداً ما فعله الناس هنا من خلال الشركات الرقمية الناشئة والمجموعات الإبداعية كأداة للاحتجاج السلمي، لكنهم الآن تحت التهديد ويتم إغلاقهم من قبل الجيش".

وأوضح كوكس أن الكثير من الناشطين لم يكونوا راضين عمّا آلت إليه الأمور بعد سقوط نظام البشير وتشكيل مجلس حكم سيادي برئاسة قائد الجيش الذي انقلب على التفاهمات لاحقاً ورفض تسليم رئاسة المجلس إلى شخص مدني بعد انتهاء فترته. وأضاف: "إنهم يشعرون أن الأمور انقلبت عليهم، لكنهم يرفضون التراجع مع اعتقادهم بأن المجتمع الدولي سيخذلهم مرة أخرى".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها