الثلاثاء 2022/03/22

آخر تحديث: 15:38 (بيروت)

انسجاماً مع عائلة الأبد.. "أمّ الكل" مجدداً في 2022

الثلاثاء 2022/03/22
انسجاماً مع عائلة الأبد.. "أمّ الكل" مجدداً في 2022
كلمة أسماء الأسد في عيد الأم، حيث ابتذلت لفظة "أمّ" حتى دمّرتها
increase حجم الخط decrease
ما يلفت الأنظار في الظهور الجديد لأسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، في عيد الأم، ليس الخطاب التافه المليء بكليشيهات تربط الوطن بالأم وتصف سوريا بـ"أم الحضارات"، ولا كمية البوتوكس والفلاتر المستخدمة لتجميل "سيدة الياسمين" ولا الدور الدعائي الذي تمارسه ضمن النظام، بل تقديم الخطاب عبر إذاعة "دمشق" حصرياً بعيداً عن معرفات رئاسة الجمهورية في مواقع التواصل كما جرت العادة.

طوال السنوات الماضية كانت أسماء تطل عبر صفحة رئاسة الجمهورية في "فايسبوك" وحساب الرئاسة في "أنستغرام"، لكن اختيار الإذاعة للإطلالة الجديدة قد لا يكون خياراً سياسياً في بلد لا تتوافر فيه أصلاً وسائل إعلام مستقلة أو متعددة، بموازاة ظهور أسماء وبشار على الشاشات الرسمية في وقت سابق. وبالتالي قد يكون الخيار مستمداً من فكرة "كيليشيه" أيضاً تقول بأن الإذاعة السورية هي أم الإذاعات العربية وأن إذاعة دمشق بالتحديد هي أم الإعلام السوري.



وطوال الخطاب القصير، كررت أسماء وصف سوريا بالأم وتحدثت عن كون البلاد أم الحضارة وأم الأبجديات وأم التواصل النساني وأم العواصم القديمة وغيرها من الأوصاف، لكن أبرز ما قالته كان: "في عيد الأم نعايد أولاً وأخيراً سورية الوطن الأم لكل أبنائها مهما كانت انتماءاتهم وتوجهاتهم.. فالأم لا تقسو على أبنائها مهما ضلوا ولا تغلق أبواب قلبها في وجههم متى عادوا"، وهي كذبة فاقعة لكون النظام يمارس سياسات انتقامية بحق كل من يعود إلى حضن الوطن، حتى من اللاجئين المدنيين الذين لم يصدر عنهم أي موقف سياسي مثلاً، وهو ما وثقته تقارير حقوقية مستقلة في السنوات الأخيرة.

وبات عيد الأم، مناسبة سنوية لإطلالة أسماء لتأدية دورها الدعائي الجديد، بوصفها "أمّ الكل"، وهو اللقب الذي أطلقته على نفسها العام 2017، وكسرت به ذكورية الدعاية الرسمية التي تمحورت طوال عقود حول فكرة "الأب القائد للدولة والمجتمع" متمثلاً بشخصيتي حافظ الأسد ثم بشار الأسد. وفيما اكتفت أسماء بإطلالة لم تتجاوز 5 دقائق عبر الإذاعة الرسمية، فإنها في السنوات الماضية كانت تقدم أفلاماً وثائقية عن نفسها وتستقبل أمهات قتلى جيش النظام ونساء سوريات.

والحال أن أسماء لم تكن بعيدة من سياسات النظام السوري الإجرامية، بل لعبت، منذ مطلع الألفية، دوراً بارزاً في تلميع صورة النظام أمام المجتمع الدولي، كوجه "لطيف" يمثل القوة الناعمة للنظام من أجل إيصال أفكاره بشكل "خطاب ودي شخصي" أقل رسمية. كان لها دورٌ في إعادة رسم صورة النظام على المستوى المحلي عبر الأعمال الخيرية والإطلالات "العفوية" بين العامة، إضافة لممارستها الدور نفسه على صعيد السياسة الخارجية، وبالتحديد عندما نجحت في فك العزلة عن زوجها بشار خلال جنازة بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني العام 2005، عندما رفض زعماء العالم الحديث معه وحتى الوقوف معه بسبب اتهام الأسد حينها باغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، لتتدخل أسماء حينها للحديث مع ملكة إسبانيا ومع شيري بلير، زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها