الإثنين 2022/12/05

آخر تحديث: 15:56 (بيروت)

أول اختبار جدّي لـ"مار مخايل".. هل ينسف "التيار" التفاهم؟

الإثنين 2022/12/05
أول اختبار جدّي لـ"مار مخايل".. هل ينسف "التيار" التفاهم؟
increase حجم الخط decrease
مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء، للمرة الأولى منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، يكون "حزب الله" قد وجّه الصفعة الثانية لجبران باسيل من منظور "التيار الوطني الحر". الصفعة الأولى كانت مع رفض الحزب ومعه "حركة أمل" السير بمطلب باسيل ودعم مرشح لرئاسة الجمهورية يختاره الأخير والإحجام عن دعم سليمان فرنجية، ثم أتى انعقاد جلسة مجلس الوزراء، مع كل ما تحمله من دلالات، ليرفع التيار الوطني شعار نسف اتفاق مار مخايل بعد قرابة 17 عاماً على توقيعه.  


تحول حزب الله اليوم فجأة إلى حزب فاسد بالنسبة للتيار. كيلت له هذه التهمة مثل سابقيه "حركة أمل" و"تيار المستقبل". توالت التغريدات العونية في مواقع التواصل لتتهم الحزب حتى بوضع اليد على صلاحيات رئاسة الجمهورية، والضرب بعرض الحائط حقوق المسيحيين وتمثيلهم في الدولة، ممنّنين الحزب بأنهم لطالما رفضوا عزله كما رفضوا عزل أي طرف لبناني من الحكم بحسب ما جاء في تغريداتهم.


في مواقع التواصل، انتشرت دعوات المسؤولين والناشطين في التيار لإنهاء اتفاق مار مخايل، وهي ليست المرة الأولى التي نشهد فيها مطالبات كهذه. فعند كل مفترق طرق، وكلما أراد التيار ابتزاز "حزب الله"، أو طلب مؤازرته في إحدى القضايا، لوّح بإنهاء الاتفاق، إلا أن هذه المرة هي أولى الاختبارات الجدية للاتفاق.


تأتي المطالبات اليوم بعدما خسر التيار مقعده في قصر بعبدا الذي يعطيه القدرة على التحكم ببعض القرارات في البلد، والإدلاء بالمواقف الرسمية، ومهر قرارات ومذكرات بتوقيعه.. وكذلك القدرة على تشكيل غطاء قوي لـ"حزب الله" قوامه رئاسة الجمهورية، في وقت أصبح فيه ميشال عون، الذي وقع الاتفاق مع الحزب، خارج الحياة السياسية. 

كما تأتي الدعوات بعدما ابتعد التيار عن كونه الحزب المسيحي الأكبر والأكثر تمثيلاً، فلم يعد باستطاعة الاتفاق أن يشكل تهديداً كبيراً على حزب الله الذي بات اليوم أمام خيارين، إما اتفاق مار مخايل والسير بمرشح يختاره جبران باسيل للرئاسة والوقوف عند خاطره في عقد جلسات مجلس الوزراء، وإما السير بسليمان فرنجية مرشحاً للرئاسة، ما يعني نهاية الاتفاق الذي شكل الحياة السياسية اللبنانية طوال الأعوام السبعة عشر الماضية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها